تعتزم البرازيل، المنتج الاول عالمياً للايثانول، استثمار عشرة بلايين دولار خلال السنوات السبع او الثماني المقبلة لتغطية الطلب المتزايد على"النفط الأخضر"في السوق المحلية وللتصدير. ويقول ادواردو بيريرا دو كارفالهو، رئيس اتحاد مزارع قصب السكر الصناعية في ساو باولو ان"هذه البلايين هي المبلغ الضروري لتلبية الطلب. سيتوجب علينا ان نزيد انتاج الكحول والسكر بنسبة 60 الى 70 في المئة". ويفترض ان تتيح الاستثمارات زراعة ملايين الهكتارات الاضافية بقصب السكر وانشاء وحدات جديدة لانتاج الكحول، وكذلك المرافق الضرورية للنقل والتخزين، من مرافئ وانابيب واحواض للتخمير. والهدف هو زيادة انتاج سائل الايثانول من 16 بليون ليتر حالياً الى ما بين 30 و32 بليوناً في 2013، كما يقول كارفالهو. وتم وضع خطط لبناء نحو خمسين وحدة انتاج تضاف الى 320 مصنعاً قائماً. كما يفترض ان يتم توسيع هذه المنشآت التي تنتج السكر والكحول معاً. وتراهن البرازيل على زيادة استهلاك السكر على المستوى العالمي. وتهدف الى زيادة حصتها في السوق العالمية بعد التحكيم الاخير لمنظمة التجارة العالمية التي طلبت من الاتحاد الاوروبي خفض دعمه لصادرات السكر بحلول ايار مايو 2006. ومع زيادة اسعار النفط الخام، وبعد تردد، بدأت صناعة السيارات البرازيلية تفكر في الاستعاضة عنه بالايثانول. ففي تشرين الاول أكتوبر الماضي، تم تزويد 70 في المئة من السيارات الجديدة بمحركات ثنائية تعمل بالبنزين والايثانول، وتسمى"فلكس-فيول". وتسير في شوارع البرازيل حالياً نحو مليون سيارة تعمل بالبنزين او الايثانول بعد عامين ونصف عام من بدء مشروع"فلكس فيول". ويقول روجيليو غولفارب، رئيس جمعية صانعي السيارات انفافيا ان السوق تحكمها"العرض وليس الطلب". ويضيف ان"وتيرة شراء السيارات التي تعمل بنظام فلكس يتوقف على وتيرة"النماذج التي يطرحها مصنعو السيارات منها". ومع نهاية 2006، يتوقع تزويد 90 في المئة من السيارات الجديدة بمحركات ثنائية، كما يقول رئيس اتحاد مزارعي قصب السكر. وهذا سيؤدي الى استيعاب الانتاج المزدهر، وخصوصاً ان البنزين المحلي يتم خلطه بنسبة 25 في المئة بالكحول الخالي من الماء. وبدأت البرازيل من جهة ثانية هذه السنة بانتاج اول طائرة تعمل بالكحول في العالم. وتستخدم طائرة"ايبانيما"في رش المواد الزراعية. وهي تعتزم تزويد الطائرات الصغيرة بمحركات تعمل بالايثانول. ولا تقتصر طموحات البرازيل على السوق المحلية وانما تتطلع الى التصدير. ويعتر كارفالهو ان بحلول 2013، سيتم تصدير ربع انتاج الايثانول، اي ستة الى سبعة بلايين ليتر. وتشهد سوق الايثانول اتساعاً في جميع القارات. وتأمل البرازيل في ان تشكل صادراتها مكملاً للمنتجات المحلية في الولاياتالمتحدة وأوروبا والصين واليابان والهند وكذلك في نيجيريا وكولومبيا. ويرحب الصناعيون البرازيليون بظهور منافسين جدد باعتباره ضمانة للمستقبل. ويقول كارفالو:"لا بد من وجود عدد كبير من المنتجين لتوسيع السوق الدولية للكحول".