بعد أسبوع على انطلاق عملية"الستار الفولاذي"الأميركية العراقية على الحدود مع سورية، شنت قوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية أمس عملية أطلقت عليها"الضربة القاصمة"في محافظة ديالى للقضاء على"العناصر الإرهابية"فيها، معلنة اعتقال 360 مشبوهاً بينهم قاض ومسؤلان في"الحزب الاسلامي العراقي". تزامن ذلك مع اعلان الطبيب في"الهلال الأحمر العراقي"سيف العاني العثور على 54 جثة يعود بعضها لنساء وأطفال وسط أنقاض بلدة في منطقة القائم قرب الحدود مع سورية حيث تشن قوات أميركية وعراقية عملية"الستار الفولاذي". وطوّقت قوات الأمن العراقية مدينة ديالى بدعم جوي أميركي، قبل أن تبدأ حملات دهم واعتقال واسعة حتى الساعة الثانية ظهراً، عندما أعلنت"انتهاء العملية بالقضاء على فلول الإرهاب". وأوضح قائد قوات"حفظ النظام"اللواء مهدي صبيح ل"الحياة"أن قوات عراقية من عناصر"حفظ النظام"و"لواء الذئب"وقوات المغاوير والشرطة دهمت أحياء"بهرز والخالص وكنعان والتحرير وأبو صيدا واليرموك والمقدادية وخانقين وبلدروز وكفري والمدائن ومركز بعقوبة"ومناطق أخرى تابعة للمدينة هي"مندلي وقزانية"قرب جبال حمرين على الحدود العراقية - الإيرانية، لافتاً الى اعتقال 360 مشتبهاً به. وأضاف ان جزءاً من القوات سيبقى حتى تأمين عدد كاف من المتطوعين من أبناء المدينة في صفوف الجيش والشرطة. وتابع هذا المسؤول العراقي أن"عملية الضربة القاصمة خُطط لها منذ أسابيع بالتعاون مع وزارة الداخلية العراقية، وإثر طلب شيوخ ووجهاء ديالى تخليصهم من بؤر الإرهاب والاجرام". وقال:"دخلنا ديالى عند الساعة الخامسة فجراً من ثلاث جهات"، موضحاً أن رتلاً عسكرياً"توجه من منطقة الشعب ببغداد الى الحسينية ثم الراشدية ومدينة الخالص وشمال بعقوبة. وانتقل رتل آخر من بغداد الى العبيدي وخان بني سعد ثم الى جنوببعقوبة، فيما دخل الرتل الثالث المدينة من منطقة النهروان باتجاه بهرز وكنعان". وزاد أن"كل رتل يضم 150 سيارة عسكرية وأكثر من 750 جندياً". وأكد صبيح أن بعض المعتقلين اعترف باغتيال العراقيين مسؤولين أو مواطنين، فيما أقر آخرون بتفخيخ السيارات وتفجيرها وزرع العبوات وتوزيع منشورات تحرض على"الإرهاب والطائفية". وتابع أن بين المعتقلين عناصر في"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"و"أنصار السنة في العراق"وأخرى إجرامية مختصة بخطف الفتيات والأطفال وسرقة السيارات. وكانت عبوة مزروعة على طريق خارجي انفجرت في ديالى مستهدفة رتلاً اميركياً، ما أسفر عن إعطاب سيارة"همر"ومقتل خمسة عراقيين وإصابة 12 آخرين. وأعلن نائب محافظ ديالى عوف رحومي كامل أن خمسة مسؤولين محليين بينهم اثنان في"الحزب الاسلامي"بزعامة محسن عبد الحميد وعدد من الضباط السابقين. وأوضح كامل أن"قائمقام بعقوبة المحامي خالد السنجري وعضو مجلس المحافظة محمد كامل ورئيس لجنتي الأمن والنزاهة فيها، ومسؤولي الحزب الاسلامي العراقي في بعقوبة وخان بني سعد اياد العجيلي وطه ياسين، ونائب رئيس محكمة استئناف ديالى القاضي صائب خورشيد اعتُقلوا في منازلهم". ودفعت هذه الاعتقالات"الحزب الإسلامي العراقي"الى ادانة عملية"الضربة القاصمة"، معتبراً اياها جزءاً من"القهر السياسي والتسلط الطائفي"الحكومي ضد الرموز السياسية السنية المرشحة للانتخابات. وجاء في بيان للحزب تلقت"الحياة"نسخة منه أن"ألوية الحسن والحسين والعقرب والذئب والصقر التابعة لوزارة الداخلية العراقية شنت حملة اعتقالات ضد قادة الحزب وأعضاء مجلس المحافظة من دون علم المحافظ أو مسؤولي الأمن في ديالى، ما يدل على رغبتهم في وضع العراقيل أمام أهل السنة منعاً لاشتراكهم في العملية الانتخابية. وأعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده وجرح اثنين آخرين في حادث سير غرب كركوك. جاء ذلك في وقت قُتلت أربع نساء وجُرح 40 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبية في جنوب شرقي بغداد. وأوضح مصدر في الداخلية العراقية أن"القتلى الأربعة نساء كن يتبضعن"في السوق، مضيفاً أن 40 شخصاً"معظمهم من النساء والأطفال"أصيبوا ونُقلوا الى مستشفى الكندي. وتابع أن السيارة المفخخة انفجرت قرب سوق شعبية في حي الأمين في بغداد الجديدة. وزاد أن الانفجار وقع قرب سوق للخضار في الحي ذي الغالبية الشيعية، في وقت كان يشهد حركة سير خفيفة. وأفاد شهود أن خمس نساء وأولادهن الثلاثة أُصيبوا في الانفجار، ونقلوا الى المستشفى اثر الانفجار الذي أحدث حريقاً، وأوقع أضراراً في المتاجر المطلة على الساحة وبينها فرن. الى ذلك، ذكرت الشرطة أن أحد أفرادها قُتل وأُصيب آخر حين هاجم مسلحون دورية فى أحد أحياء غرب العاصمة. كما هاجم مسلحون منزلاً في شرق بغداد وخطفوا امرأة وابنها، في حين قُتل مسلح في اشتباك بين القوات الخاصة للشرطة العراقية ومسلحين. وفي الموصل، أعلنت الشرطة العراقية العثور على جثة عقيد في الشرطة مصاباً بطلقات نارية. وقال العقيد فتحي خضر إن"الشرطة العراقية عثرت على جثة العقيد محمد شيت في منطقة النبي يونس وسط الموصل مصابة بطلقات نارية في الرأس والصدر"، مضيفاً أن"العقيد خطف أمس بأيدي مسلحين، وهو يعمل في محافظة نينوى، وكان ضابطاً في الجيش العراقي". وفي الرمادي، أعلنت القوات المتعددة الجنسية بقيادة الولاياتالمتحدة أنها قتلت أربعة مسلحين واعتقلت أربعة آخرين في عملية دهم استهدفت مخبأً ل"القاعدة". وفي كركوك، أعلنت الشرطة أن أحد أفرادها قُتل وأُصيب آخر بجروح خطيرة عندما هاجم مسلحون دوريتهم. من جهة أخرى، أعلن بيان عسكري أميركي أول من أمس أن الجيشين الأميركي والعراقي يواجهان مقاومة في الكرابلة غرب قرب الحدود مع سورية حيث تباطأت عملية التمشيط الذي ينفذ في إطار عملية"الستار الفولاذي". وجاء في البيان أن"عملية تمشيط الكرابلة بطيئة وذات مخاطر بالنسبة الى الجنود العراقيين وجنود المشاة المارينز الأميركيين بسبب العدد الكبير للقنابل المخبأة فيها"، لافتاً الى أنه منذ بداية عملية"الستار الفولاذي اكتُشف 67 لغماً وقنبلة يدوية الصنع". وأشار الى"العثور على قنابل مخبأة في كومة من القمامة. وفي بعض الحالات، تم تفخيخ بعض البيوت. وعُثر على بيت مفخخ بحوالي 27 كيلوغراماً من المتفجرات وعشر قذائف مدفعية من العيار الثقيل تم تفكيكها". كما عثر الجيش الأميركي أيضاً على 30 مخبأ أسلحة دمرها. وفي الحصيبة المجاورة حيث انتهت عمليات التمشيط، عاد معظم الأشخاص الذين هجروا بيوتهم الى منازلهم، فيما ذكر البيان الأميركي أن مخيم اللاجئين الموقت الذي نصبه الجيش العراقي بدأ يخلو وسيُقفل قريباً.