ما زالت محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين و7 من معاونيه في قضية الدجيل تثير ردود فعل مختلفة في الشارع العراقي. وفيما انتقد الشارع الشيعي سير المحاكمة لبطئها والسماح لصدام بحرية الكلام خفّ اهتمام الشارع السني بجلسات المحاكمة الى حدّ كبير، اعتبره بعضهم"ضجر"من اعادة طرح حكم صدام وجرائمه. وما زالت مواقف العراقيين من محاكمة الرئيس السابق تتراوح بين مؤيد ومتحمس ومبتهج لمشاهدة صدام في قفص الاتهام وبين معارض ومستاء من المحاكمة التي يصفها بعضهم بأنها"غير شرعية". كما انقسمت هذه المواقف بين مؤيد لمواصلة المحاكمة بشكل قانوني واظهار العدالة والنزاهة وبين من يقول ان صدام غير جدير بهذا النوع من المحاكمات الشفافة ويدعو الى التعجيل بمحاكمته. وافاد مواطنون من مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في العاصمة العراقية انهم لا يريدون محاكمة طويلة بأجندة اعلامية وسياسية، ف"ملايين الشيعة الذين ظلموا على ايدي حكم صدام يتوقون لإصدار حكم الاعدام بحقه سريعاً". وخف اهتمام الشارع السني بجلسات المحاكمة، واعتبر بعض المثقفين ان"نظام صدام انتهى وعلى الحكومة العراقية ان تضع جل اهتماماتها في بناء العراق ورحيل الاحتلال"، بينما شهدت بعض الأحياء السنية في بغداد كتابات على الجدران تصف صدام بالبطل وتتعهد بمواصلة المقاومة من اجل دحر الاحتلال وتحريره من الأسر. واعتبر بعض البعثيين السابقين في بغداد"الجرأة والشجاعة"التي تحلى بها صدام خلال جلسات محاكمته بأنها"رسالة سياسية موجهة الى انصاره ومؤيديه تعطيهم دفعة معنوية". وتزايدت المخاوف في بغداد على حياة هيئة الدفاع عن المتهمين في ضوء الاشاعات عن توقيف قوات الشرطة العراقية عناصر مسلحة كانت ترصد حركة اعضاء الهيئة لدى خروجهم من المنطقة الخضراء لتصفيتهم كما جرى لمحامين سابقين تم اغتيالهم في الجلسات الاولى من المحاكمة قبل اكثر من شهر. وتباينت ردود أفعال الاهالي في مدينة الموصل 370 كلم شمال بغداد، بين مؤيد ورافض، وشدد المواطن الكردي يونس ياسين العقراوي المقيم في منطقة النبي يونس على أن جلسات المحاكمة"تسير بشكل بطيء"وعلى المحكمة الإسراع بإصدار اقصى العقوبات بحق المتهمين لينالوا جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه من بطش وقتل بحق العراقيين، مشيراً الى ان"صدام وزمرته ينتظرون محاكمة أشد عن مجزرة حلبجة التي راح ضحيتها الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال". واعتبر عدد من العرب في الموصل أن"المحكمة ليست الا مسرحية"وأن الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم ملقنون مسبقاً، ووصفوا هذه المحكمة بأنها"غير شرعية ولا تستند الى أي قوانين"ووصفوا الرئيس العراقي السابق ب"الرجل القوي والوطني الذي ضحى بأعز ما يملك من اجل العراق وسيادته". وشهدت شوارع المدينة وساحاتها انتشاراً كثيفاً لقوات الشرطة العراقية والأميركية فيما توقفت حركة السير خلال المحاكمة التي تابعه سكان الموصل عبر شاشات التلفزيون في المنازل فيما تجمهر الناس حول أجهزة التلفزيون في المقاهي منصتين من دون ردود فعل خوفاً من أنصار الرئيس السابق المنتشرين في المدينة. وفي كركوك، أيد المحامي عبد العزيز جواد مطالبة وزير العدل العراقي عبد الحسين شندل بتنحي رئيس المحكمة القاضي رزكار امين"لإخلاله بالقواعد والضوابط القانونية وعدم قدرته على وقف المهاترات والسجالات"، مشيراً الى انه"لا يجيد اللغة العربية التي طالب محامي الدفاع الاميركي رامزي كلارك التكلم بها". واصفاً ذلك بأنه"خلل بأعراف وضوابط المحاكم الجنائية العليا". ويلاحظ ان الكيانات السياسية الرئيسية انصرفت عن متابعة جلسات المحاكمة بسبب انشغالها في التحضير للحملات الانتخابية قبل اقل من اسبوع من بدء عمليات التصويت لاختيار مجلس نواب عراقي جديد.