بعد سنوات الحرب الأليمة التي مّرت على لبنان، استطاع الفرح أن يدخل قلوب اللبنانيين من جديد. وشهدت فترات الأعياد، من رأس السنة إلى عيدي الفطر والأضحى، ومهرجانات الصيف، لقاءات ناجحة مع مطربين لبنانيين وعرب... حتى إن إقبال السيّاح على لبنان في هذه المناسبات، أسهم في إنعاش مفكّرة المطربين العرب. هذا العام، تغيّر المشهد كلياً. وإذا قررت القيام بجولة على النوادي والمطاعم والفنادق اللبنانية، لوجدت أن غالبية النجوم اللبنانيين يحيون حفلات العيد خارج بلدهم. ويعزو عدد من المتابعين ذلك إلى الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان منذ ثمانية اشهر حتى اليوم. فضلاً عن ذلك، هناك الضائقة الاقتصادية التي أثّرت سلباً في إقبال الناس على الخيم الرمضانية التي أقيمت في لبنان - على رغم أنها استقطبت ابرز الأسماء مثل وائل كفوري وفضل شاكر ونوال الزغبي وملحم زين وحسنا المغربية ورضا وآخرين. مجازفة ولكن! إلا أن الوضع الراهن لم يمنع بعض المتعهدين من المجازفة في تقديم حفلات فنية، خصوصاً أن الشعب اللبناني يتمسك بالفرح ويبحث عنه. بين القلائل الحاضرين في احتفالات بيروت في العيد، يقدم المطرب ملحم بركات حفلات على مدى ثلاثة أيام في منطقة طبرجا شمال بيروت. وتغني نانسي عجرم في أحد فنادق بيروت الفخمة، فيما تقدم أمل حجازي أمسية مشتركة مع عاصي الحلاني في فندق بيروتي أيضاً. وتغنّي نوال الزغبي في مصر، فيما تلتقي نجوى كرم مع ديانا حداد في الكويت. ويشارك راغب علامة في حفلة العيد الباريسية. ويغني زين العمر والين خلف في الأردن. وفيما تنتقل خلف في اليوم التالي إلى مصر، يتوجه غسان صليبا ومي حريري إلى قطر. أما ريدا بطرس فتغنّي مع نيللي مقدسي في لندن، فيما تتوزع حفلات رامي عياش بين لبنان ومصر ولندن.