أعتبرت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية ان الانفراج الذي أدى الى القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته امس والمتعلقة بالتعيينات الامنية مرده نجاح رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في ضبط ايقاع عدد من وزرائه وجديته في التعاطي مع الملفات التي تهم الناس والبلد، خصوصاً انه تفهم مواقف رئيس الجمهورية التي تصب في الخانة نفسها، وان تجاوب الرئيس اميل لحود مع اقتراحات السنيورة حول القضايا الامنية وغيرها في الخلوة التي تمت يوم الاحد الماضي دليل واضح الى ان عرقلة الامور كانت في مكان آخر غير رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وقالت هذه المصادر ان الاتفاق عن الاسماء تم في اقل من نصف ساعة وبعد اتصالات اجراها كل من لحود والسنيورة لمعرفة المزيد من المعلومات عن السيرة الذاتية للاشخاص المنوي تعيينهم وبعدها اعطى لحود رئيس الحكومة حرية اختيار الاسماء التي تم التثبت من كفاية اصحابها وقدرتهم. وتعتقد هذه المصادر بأن بعض السياسيين، وعدداً من الوزراء الحاليين سيستمرون في"حملة التجني"على رئيس الجمهورية ومطالبته بالاستقالة وتحميله مسؤولية معنوية في قضية قادة الاجهزة الامنية الموقوفين على ذمة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على رغم اعلان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس انه لم يستمع الى رئيس الجمهورية الذي ليس متهماً ولا حتى شاهداً ولكن الرئيس لن يدخل بعد الآن في"سجال مع هؤلاء". وتخشى المصادر نفسها من ان يؤدي تمادي هؤلاء السياسيين وبخاصة الوزراء في التطاول على مقام الرئاسة من ان يصبح تقليداً جديداً في الممارسة السياسية اللبنانية يشكل انتهاكاً لمقام الرئاسة ولشخص الرئيس الذي يمثل رمز البلاد ورمز السلطة وهو لجميع اللبنانيين وليس فريقاً مع أحد ضد أحد وان التمادي في التعامل معه من البعض على هذا الاساس يمكن ان يؤدي الى خلل في المؤسسات الدستورية ووظائفها. وقالت المصادر ان الرئيس الراحل الياس سركيس وصل في وقت من الاوقات الى درجة عدم"المونة"على جندي يبعد مئتي متر عن قصر بعبدا ولم يتخل عن وظيفته، وان بقاءه في منصبه حافظ على الاستقرار وعلى عدم ادخال البلاد في المجهول وتمكن من لعب دور في تأمين خليفة له هو الرئيس الراحل بشير الجميل. وأضافت المصادر ان المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية على اساس الشك والظن والمسؤولية المعنوية تدخل في اطار المزايدات ولا تخدم الوطن خصوصاً وان فريقاً كبيراً من اللبنانيين لا يرى الامور من هذا المنظار على الاطلاق، بل على العكس اشاد بمواقف رئيس الجمهورية في الاممالمتحدة ويصر على الانتظار لمعرفة نتائج التحقيق وما ستقدمه من ادلة حسية ليمكن بناء مواقف واطلاق مطالب. وتساءلت المصادر"عن أي مسؤولية معنوية يتكلمون وهم يعرفون تمام المعرفة ان رئيس الجمهورية ليس هو الذي يعطي الاوامر لقادة الاجهزة الامنية اضافة الى عدم وجود أي دليل أو مؤشر يقول بأن الرئيس لحود اشار على أي واحد منهم القيام بأي عمل محدد في أي يوم من الايام؟". وأكدت المصادر نفسها استعداد رئيس الجمهورية للتجاوب مع أي مبادرة أو أي عمل يصب في مصلحة البلاد التي تمر في مرحلة دقيقة، مشيرة الى انه خلال وجوده في نيويورك جاء من يقول له ان النائب سعد الحريري سيكون حاضراً في مؤتمر الدول الناطقة بالفرنسية ضيفاً على رئيس الحكومة الفرنسية وان وجود الاثنين معاً يمكن ان يخلق اشكالاً لكن الرئيس لحود أصر على الحضور وصمم على القاء كلمة اعدها بالفعل أحد الوزراء وذلك للترحيب بالحريري لكن هذا الاخير لم يكن موجوداً في القاعة عند دخول الرئيس اليها.