لمنافسة الفضائيات العربية ب"الموضوعية"، و"حتى لا نبقى في المرتبة الثانية بعدها"، كشفت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أمس، عن خطتها فتح قناة تلفزيونية ناطقة باللغة العربية بكلفة 19 مليون استرليني، وذلك في اطار خطة اعادة هيكلة للخدمة العالمية للهيئة ستكلف 30 مليوناً، وستؤدي الى فصل 236 موظفاً فيها وإغلاق عشر إذاعات دولية من أصل 42 معظمها موجه الى دول أوروبا الشرقية. وعلى رغم البلبلة التي أحدثها اطلاق المشروع في"بوش هاوس"مقر الخدمة العالمية للهيئة، بسبب كونه مسبباً لعملية تسريح جماعية وهي الثانية من نوعها هذا العام، الا أن رئيس الخدمة العالمية نيجيل تشابمان وصف الخطوة بأنها"تغيير جذري سيؤثر في ملايين المستمعين والمشاهدين"، علاوة على العاملين في المؤسسة. وعبّر تشابمان خلال مؤتمر صحافي أعلن فيه استراتيجية المؤسسة لعام 2010 وما بعده"لنكون الأفضل في العالم"، عن توقعات عالية للتلفزيون العتيد"فللخدمة العالمية سمعة أقوى من الجزيرة في بعض الأسواق، وبالتأكيد أهم من الشبكات العالمية الأخرى". كما أشار الى دراسة شملت سبع عواصم عربية أظهرت أن ما بين 80 و90 في المئة من المشاركين يرغبون في مشاهدة تلفزيون"بي بي سي"ناطق باللغة العربية، عازياً ذلك الى 67 عاماً من الخبرة في المجال الاذاعي العربي، وسمعتها الطيبة في الموضوعية والحياد. ورفض تشابمان رداً على سؤال ل"الحياة"الربط بين هذا الاعلان الذي تأجل سابقاً، وتفجيرات لندن في السابع من تموز يوليو الماضي، لكنه أقر بأن الخارجية البريطانية التي تموّل الخدمة العالمية، أعطت موافقتها الرسمية لانطلاق المشروع. ولن يكون لسياسات بريطانيا المتحالفة مع الولاياتالمتحدة أي تأثير في قدرة القناة البريطانية الناطقة باللغة العربية على جذب المشاهدين العرب،"لأنهم قادرون على التمييز بين تمويل الدولة لقناة وموضوعيتها"، بحسب تشابمان الذي لفت الى امكان افتتاح قناة فارسية مستقبلاً. وستبدأ القناة الفضائية بثها المجاني عام 2007 ب12 ساعة يومياً، على أن يصبح متواصلاً 24 ساعة لدى توافر التمويل المطلوب لذلك. وسيوظف حوالى 150 صحافياً للعمل فيها، اذ ستفتح مكاتب لها في عواصم عربية مثل القاهرة وربما الأردن والسعودية. وستغطي القناة قضايا دولية واقليمية رئيسية وستبث برامج حوارية بالتنسيق مع خدمتي الاذاعة والانترنت العربيتين التابعتين ل"بي بي سي". وستجعل هذه القناة العتيدة"بي بي سي"المصدر الوحيد للأخبار الدولية عبر الانترنت والاذاعة والتلفزيون معاً. وغياب محطات الهيئة وبعض خدماتها في مناطق أوروبية سيقابله تعزيز لخدمات الكترونية أخرى، بحسب رئيس القسم العربي في الهيئة حسام السكري الذي قال إن خطتها في هذا المجال تشمل بثاً تلفزيونياً واذاعياً أقوى عبر الانترنت، اضافة الى خدمات الأخبار من خلال الخليوي وأجهزة"آي بود"الاكترونية. وأثار هذا الاعلان بالذات لغطاً وسط الصحافيين البريطانيين الذين تساءلوا عن جدوى هذه الخدمات المتطورة في بلدان نامية غاب عنها البث مثل كازاخستان حيث يبدو أن الراديو يمثل الوسيلة الأسهل للغالبية الفقيرة. وقال السكري ل"الحياة"إن"بي بي سي"ستنتهي من توظيف العاملين في التلفزيون الجديد في حلول نهاية العام المقبل، مقللاً من أهمية استقدام وجوه اعلامية عربية تعمل حالياً في قنوات عربية، نظراً الى كون شهرة بعضهم مرتبطة بالقناة التي يعمل بها. وعن المنافسة مع القنوات العربية القائمة، غمز السكري من قناة الموضوعية، قائلاً إن كان انتقاد السياسات الأميركية أسهم في نجاح"الجزيرة"، فإن"الموضوعية"في تقديم الأخبار ستكون سلاح التلفزيون العربي الجديد.