أصيب خمسة فلسطينيين بجروح، بينهم امرأة في حال الخطر، جراء اصابتهم بشظايا صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية من نوع"اباتشي"اميركية الصنع فجر أمس على مقر جمعية الإحسان الخيرية التابعة ل"حركة الجهاد الاسلامي"في مخيم الشابورة بمدينة رفح اقصى جنوب القطاع. كما اصيب عشرات الاطفال والنساء برضوض وكدمات جراء السقوط على الأرض من شدة الانفجارات التي يحدثها اختراق طائرات اسرائيلية من طراز"اف 16"اميركية الصنع حاجز الصوت في سماء القطاع ليل الاثنين - الثلثاء، مرات عدة. وكانت مروحيات"اباتشي"شنّت هجومين منفصلين فجر امس على اهداف مدنية في قطاع غزة بعد ساعات قليلة على اطلاق مسلحين من"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"الجهاد الاسلامي"نحو 25 صاروخاً على بلدة"سديروت"اليهودية داخل الخط الأخضر الى الشرق من بلدة بيت حانون. وجاءت اولى الغارات على مقرّ لحركة"فتح"في بلدة بيت حانون ما أدى الى تدميره، من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات بسبب خلوّه من أي مواطنين. وبعدها بقليل، شنّت المروحيات غارة أخرى على مقرّ جمعية الإحسان الخيرية في مخيم الشابورة بمدينة رفح، ما ادى الى إصابة خمسة مواطنين بجروح، من بينهم امرأة في الخامسة والستين من عمرها، وابنتاها، وطفلة رضيع لا يتجاوز عمرها اربعة اشهر. وسبق هاتين الغارتين ثلاث غارات وهمية شنّتها طائرات"اف 16"، اعقبتها غارتان شنتهما الطائرات نفسها، ما ادى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح ورضوض وكدمات وتحطيم الكثير من نوافذ المنازل والمحال التجارية المغلقة، جراء ضغط الهواء المتولد عن قوة الانفجارات التي تحدث اهتزازات قوية في المباني. وجاء هذا التصعيد الاسرائيلي بعدما اطلق مقاتلون من"سرايا القدس"الصواريخ على بلدة"سديروت"رداً على اغتيال قائد سرايا القدس في مدينة جنين شمال الضفة الغربية لؤي السعدي، الذي شيع جثمانه الى مثواه الأخير امس في جنازة مهيبة. واثار التصعيد الاسرائيلي الاخير والرد الفلسطيني عليه ردود فعل مختلفة تراوحت بين تأييد المواطنين الفلسطينيين للرد من جانب"الجهاد الاسلامي"على اغتيال السعدي من قطاع غزة، ورفض ذلك وتفضيل الرد من الضفة الغربية. وفيما انتقد مواطنون رد الحركة الذي ادى الى عدوان اسرائيلي خطير، رأى آخرون أن السبب الرئيس يكمن في استمرار عمليات الاغتيال والقتل والاجتياح في الضفة الغربية، وبالتالي من حق الحركة الرد على اغتيال قائدها في كل مكان. ووصفت وزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطينية اطلاق الصواريخ بانه"ينمّ عن عدم مسؤولية وخروج سافر"عن الاتفاقات المبرمة بين الفصائل والسلطة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الوزارة توفيق أبو خوصة ان"عمليات اطلاق القذائف الصاروخية من شمال القطاع، التي سقط بعضها على منازل اهلنا وابناء شعبنا في تلك المنطقة ينعكس سلباً على العلاقات الداخلية". واضاف ان"السلطة الفلسطينية لن تتحمّل مثل هذه السلوكيات في اطار ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن". واعتبر ان"هذا السلوك لا يمكن ان يكون في مصلحة أبناء شعبنا، في حين كان هناك توافق فلسطيني على عدم القيام بأي أعمال من هذا النوع انطلاقاً من قطاع غزة". ورأى ان"هذا الخروج الواضح والسافر عما تم الاتفاق عليه فلسطينياً هو مسألة غير مقبولة". وقال ان"أي مبرّر لدى حركة الجهاد الاسلامي لهذا العمل هو غير مقبول على المواطن الفلسطيني العادي، اذ ان تعليقات المواطنين الفلسطينيين في الشارع تندد بهذه العمليات". ووصف اطلاق الصواريخ بانه"ينمّ عن عدم مسؤولية تجاه المواطن الفلسطيني".