عادت المركبة الفضائية الصينية"شنتشو-6"الى الارض امس, وهبطت في منطقة سيزيوانغ في منغوليا الداخلية شمال غربي بكين, بعدما نفذت مهمة الدوران 76 مرة حول الارض وقطع مسافة 3.25 ملايين كيلومتر في فترة خمسة ايام. واكدت فرق الانقاذ سلامة رائدي الفضاء فاي يونغ لونغ وني هايشينغ اللذين تواجدا على متن المركبة. ووصف فاي الرحلة بانها"تميزت بالهدوء, في ظل ظروف العمل والحياة الجيدة التي سادت في المركبة". ولاحقاً, استقبل وزير الدفاع كاو غانغ شوان الرائدين في حفلة نقلت وقائعها مباشرة على التلفزيون وشهدت اطلاق السكان المبتهجين الالعاب النارية وادائهم رقصة التنين والاسد التقليدية وهم يقرعون الاجراس والطبول. وقال الوزير شوان:"حققتما انتصاراً باسم الشعب الصيني, بعدما لم تخشيا المخاطر والصعوبات وبرهنتما على شجاعة كبيرة". وفي بكين, وصف رئيس البرلمان وو بانغوو المهمة بانها"مرحلة كبرى"في البرنامج الفضائي الصيني, الذي انجز المهمة الثانية المأهولة بعد رحلة المركبة"شنتشو-5"في تشرين الاول اكتوبر 2003 التي جعلت الصين ثالث دولة في العالم بعد الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة ترسل رجالاً الى الفضاء. وقرر البرنامج الفضائي الصيني اطلاق رحلة فضائية مأهولة اخرى يمكن ان تشارك امرأة فيها, وتشمل عملية خروج الى الفضاء عام 2007, وانجاز عمليات التحام بين مركبتين"شينتشو"بين عامي 2009 و2012, وتجارب فضائية علمية, اضافة الى تطوير التعاون مع دول اجنبية في مجال الرحلات المأهولة. ومن جهتها, اشادت وسائل الاعلام بالرحلة باعتبارها رمزاً لبروز الصين باعتبارها قوة تكنولوجية كبيرة. وقالت وكالة الانباء"شينخوا":"نرفع نخب خلاصة الحلم القومي الذي استغرق نصف قرن. ففي ذكريات الماضي غير البعيد كنا فقراء نعيش في ظلام ونتحمل استئساد قوى الاستعمار, في حين وصفت الصين طوال آلاف السنين من الحضارة بأنها رجل آسيا المريض". وركزت وسائل الاعلام بشكل رئيسي على الفوائد الاقتصادية التي يمكن ان تعود على الشعب,"كونها تؤدي الى تلاحمه وتطمئنه على الامكانات الاجتماعية والاقتصادية لامته". وادارت الصين برنامجها الفضائي بمبلغ صغير نسبياً ناهز ال3, 2 بليون دولار, وهو جزء من موازنة ادارة الطيران والفضاء الاميركية للعام الجاري والتي تصل الى 16 بليون دولار.