مع استعداد انغيلا مركل رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي في المانيا لتسلم منصب المستشارية تستعد مرغريت ثاتشر، اول زعيمة لحزب المحافظين ورئيسة لوزراء بريطانيا التي حكمت بين 1979 و1990، للاحتفال ببلوغها الثمانين بحضور الملكة اليزابيت الثانية وزوجها دوق ادنبرة ورئيس الحكومة توني بلير وزوجته شيري وثلاثة سفراء عرب"على الاقل"ضمن حشد من الشخصيات البريطانية والاجنبية يصل عددها الى 680 شخصاً، وبعض"الاصدقاء الاميركيين"وووسطاء بيع الأسلحة، الذين سيجتمعون مساء الخميس في قاعة الاحتفالات الكبرى لفندق "ماندارين اوريونتال"في الهايدبارك. ويتزامن الاحتفال، الذي اقتصرت الدعوة اليه على اثنين من الطامحين بزعامة حزبها هما دايفيد دايفيس وليام فوكس المنتمين الى التيار اليميني، مع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للزعامة على ان يتم اختيار مرشحين من اصل اربعة في الثامن عشر من الشهر سيُطرح اسماهما امام اعضاء الحزب الثلاثمئة الف، لاختيار خلف لمايكل هاوارد. وبقي حتى الآن اربعة مرشحين في الساحة هم اضافة الى دايفيس وفوكس... وزير الظل لشؤون التربية دايفيد كاميرون ويمثل اليسار المعتدل ثم وزير الخزانة السابق كنيث كلارك الذي يمثل اقصى اليسار المحافظ بينما انسحب امس المرشح الخامس وزيرالخارجية السابق مالكوم ريفكيند معلناً تأييده لزعامة كلارك. ومع ان الموقف"غامض جداً"بسبب عدم حسم مواقف ما يصل الى 90 نائباً، من اصل 198 يمثلون المحافظين في مجلس العموم، واتجاه غالبية النواب الى الاشتراك في"مؤامرات الزعامة"ظهر بوضوح ان السيدة ثاتشر لا تؤيد ان يتولى الزعامة"اصلاحي من يسار الحزب". ومع ان دايفيس هو"الاوفر حظاً"في الحصول على تأييد النواب وكلارك"المفضل"لدى الناخبين المحافظين وفق استطلاعات الرأي الاخيرة... الا ان كاميرون بدأ يتقدم بقوة ويستفيد من تآكل تأييد دايفيس وكلارك! ومن المفاجآت التي ظهرت امس في المعركة الاعلان عن مثول دايفيد كاميرون امام لجنة نيابية حزبية ستحقق معه في شأن تعاطي مخدرات اثناء دراسته في جامعة اوكسفورد قبل 20 عاماً ودوره عندما كان مساعداً لوزير الخزانة السابق نورمان لامونت اثناء ازمة خفض قيمة الاسترليني في ايلول سبتمبر 1992. وكانت الصحافة الشعبية اطلقت على المرشح المحافظ الشاب اسم"كاميرون الحشاش"بعدما قال اثناء مقابلة تلفزيونية"لقد تصرفت بعفوية اثناء الدراسة الجامعية وفعلت اشياء كثيرة قبل امتهاني السياسة انا نادم عليها"! في المقابل نفى المرشحون الآخرون تعاطي المحدرات في شبابهم لكن الصحافة تصور كلارك، الذي يروج للتخين والمشروب، وهو يحمل سيجاراً ضخماً! ويخشى"باباوات الحزب"في"لجنة 1922"الشديدة التأثير ان تظهر بعض"خفايا كاميرون ومجموعة نوتينغ هيل التي ينتمي اليها"ما يؤدي الى فضيحة كبرى في حال انتخابه زعيماً ما قد يؤخر الصحوة والعودة الى الحكم حتى ما بعد بداية العقد المقبل. ولم يصدر عن كاميرون، الذي لا يعرف ثاتشر عن قرب، وكلارك اي رد فعل على تجاهل ثاتشر دعوتهما الى احتفالها... الا ان مقربين من وزير الخزانة السابق قالوا"انها لم تؤيد، منذ استقالتها الا من فشل في اعطاء اي دفع للحزب"في اشارة الى خسارة كل من ايدته في العودة الى الحكم مثل وليم هيغ وايان دانكان سميث ومايكل هاوارد! وكان مجلس العموم استأنف نشاطه الاثنين وسيشهد اليوم فقرة الاستجواب الاسبوعية لرئيس الوزراء التي ستركز على الموقف في العراق في ظل الخفض الجزئي لعدد القوات وما ذُكر عن"الفساد"الذي يضرب الحزب الحاكم خصوصاً وزير الداخلية السابق وزير المعاشات التقاعدية الحالي دايفيد بلانكيت الذي يعيش حالياً فضيحة ارتباطه بعلاقة مع فتاة اصغر من اولاده وتفاوض بعض الصحف الشعبية لنشر مذكراتها التي قد تحمل عنوان"الليالي الحمراء مع الوزير الضرير!".