اتهم مرشح"المبادرة الوطنية الفلسطينية"لانتخابات الرئاسة مصطفى البرغوثي جهازا امنيا فلسطينيا لم يذكر اسمه بالوقوف وراء المؤتمر الصحافي الذي عقده عدد من الفلسطينيين الناشطين في"المبادرة"واعلنوا فيه تخليهم عنه واتهموه ب"التفرد والديكتاتورية"وايدوا مرشح حركة"فتح"محمود عباس في الانتخابات التي ستجري الاحد المقبل. وقال البرغوثي ل"الحياة"في اتصال هاتفي من امام حاجز"ايرز"العسكري الاسرائيلي على مداخل قطاع غزة حيث كان عالقا ان"من شاركوا في المؤتمر لا علاقة للمبادرة الفلسطينية بهم وليسوا اعضاء فيها، وارادوا من هذه الحركة تشويه العملية الانتخابية والانتقاص من حجم التأييد الذي يحظى به مرشح المبادرة". واضاف:"هذه حركة مفتعلة تتصرف تصرفات غير لائقة مدفوعة من جهاز امني". واصدرت"المبادرة الوطنية الفلسطينية"بيانا شارك في التوقيع عليه الدكتور حيدر عبدالشافي وابراهيم الدقاق وعدي الهندي، نفت فيه اي علاقة ل"هؤلاء لا من قريب او بعيد بالمبادرة"، ودعت"جميع الاطراف الى عدم الوقوع في فخ ممارسات غير لائقة تهدف الى التأثير على نزاهة العملية الانتخابية والحياة الديموقراطية". واكدت"دعم المبادرة المطلق لمرشح الغالبية الشعبية الواسعة امينها العام الدكتور مصطفى البرغوثي". وكان العشرات ممن قالوا انهم ناشطون في"المبادرة الفلسطينية"اعلنوا عن افتتاح"مؤتمرها العام الاول"في احد الفنادق في مدينة رام الله، معظمهم من مدينة الخليل ويقودهم شخصان غير معروفين على الساحة السياسية هما صفوان الزغير الذي قال انه"سكرتير المبادرة في مدينة الخليل"وماجد الشريف الذي عرف عن نفسه بأنه"منسق المبادرة"في المدينة ذاتها، ووجهوا في كلماتهم اتهامات للبرغوثي"بالتفرد في اتخاذ القرار باسم المبادرة بما في ذلك ترشحه للانتخابات من دون استشارة اعضائها". واعلن مازن ابو بكر في بداية المؤتمر عن انضمام حزب غير معروف من قبل باسم"حزب العدالة"الى المبادرة الوطنية. وقال الشريف ان"المبادرة لا تعترف بالبرغوثي مرشحا لها في انتخابات رئاسة السلطة وانها ستحدد اسم المرشح الذي ستدعمه في الايام الثلاثة المقبلة". وحرص القائمون على المؤتمر في البداية على عدم الاشارة الى البرغوثي في الدقائق الاولى الى ان اعلن احد المتحدثين عن محادثات لدعم مرشح حركة"فتح"لانتخابات الرئاسة محمود عباس"بوصفه اكثر ديموقراطية"من البرغوثي، ما اثار توترا شديدا في القاعة حيث وقف عدد من الشباب بشكل مفاجئ وهتفوا للبرغوثي قبل ان يغادروا القاعة، وحضر على اثر ذلك عناصر من الشرطة واجهزة الامن الفلسطينية وتمركزوا عند مدخل الفندق. وعلى رغم اعلان القائمين على المؤتمر ان عبدالشافي سيتحدث الى الحضور عبر الهاتف من غزة"في وقت لاحق"فإن ذلك لم يحصل. وقلل البرغوثي من اهمية ما حدث، ونفى الاتهامات الموجهة اليه بشأن الاسراف في الحملة الدعائية. وكان البرغوثي دعا منافسه عباس"ابو مازن"الى عدم عقد مفاوضات مجتزئة مع اسرائيل، ورفض خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لانسحاب احادي الجانب. ووصف البرغوثي في مؤتمر صحافي عقده في غزة امس في ختام جولة انتخابية له في القطاع خطة شارون بانها تحول القطاع الى سجن كبير، والضفة الغربية الى كانتونات. ودعا البرغوثي"ابو مازن"لاجراء مناظرة سياسية علنية معه. وردا على سؤال ل"الحياة"اعتبر البرغوثي نفسه ممثلا ل"نهج لاهاي"في اشارة الى النجاح الذي حققه الفلسطينيون في انتزاع قرار من محكمة العدل الدولية عن جدار الفصل العنصري. واعتبر ان الاتفاق على اساليب المقاومة لا يتم من خلال وسائل الاعلام بل من خلال حوار وطني مع القوى والفصائل.