ذكّرتني جولة الأخوة أبو مازن وأبو علاء والوفد الفلسطيني المرافق الى الدول العربية في جولاتي الانتخابية عندما كنت مرشحاً لعضوية المجلس البلدي. وكنت لا اهدأ ولا استكين، طارحاً برنامج عملي. وكنت اقصد الخصم والحليف في جولاتي، حتى أتت الانتخابات البلدية والاختيارية. وبعد نهار طويل ذاب الثلج، وبان المرج. واذا بي في المرتبة الثانية، من اصل اثنين وثلاثين مرشحاً، وبفارق خمسة اصوات فقط عن المرشح الاول. على كل حال، هذا ليس الموضوع الذي اكتبه الآن، انما تأتي جولات الوفد الفلسطيني الى الخارج لطرح المشاريع، وللترويج للطاقم الذي يُخلف الرئيس ياسر عرفات رحمه الله. وقد غيروا النهج والخط. فالرئيس عرفات عندما ذهب الى الأممالمتحدة، للمرة الاولى، كان يحمل غصن الزيتون بشماله ومسدسه بيمينه. اما القيادة الحالية التي جالت على بعض الدول العربية النافذة في الشرق الاوسط، فكان برنامج عملها انتخابياً بحتاً. بل ان توجه القيادة الحالية ضد عسكرة الانتفاضة، ومع وقف المقاومة المسلحة لأنها لم تعد تجدي نفعاً، بحسب تحليل القيادة الحالية. وهنا اريد التوقف عند التجربة اللبنانية الفريدة من نوعها ضد الاحتلال الاسرائيلي. وكانت بدايات المقاومة تجمع جميع الطوائف اللبنانية تحت لواء تحرير الوطن من دنس الاحتلال. ولا تهم الاشكال او الوسائل ما دام الهدف واحداً. واستمرت المقاومة، وبدأ عهد جديد وأسلوب آخر. وهو اقسى وأوجع، ويتمثل ب"حزب الله". واذا عدت قليلاً لزيارة الوفد الفلسطيني الى لبنان بعد جفاء دام طويلاً، فإن هذه الزيارة كانت باهتة جداً، لم تتطرق الى موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعيشون تحت خط الفقر، وفي بيئة لا يعيش فيها اي كائن آخر غير الانسان. ولهذا اقول ان هذه الزيارة كان يجب ان تكون من اجل العمل مع الدولة اللبنانية على تحسين ظروف معيشة هؤلاء الاخوة الذين اتوا في سنة 1948، وأنجبوا أولاداً، وأنجب الاولاد احفاداً، والذين لا يعرفون وطناً الا لبنان، لذلك على القيادة الجديدة ان تعمل على ذلك، وان تلتف حول المقاومة، ان كانت في"حماس"او"الجهاد"او اي تنظيم آخر. بيروت - رمزي فؤاد المقداد