تعهد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية مرشح حركة"فتح"لانتخابات الرئاسة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن بعدم التوقيع على أي اتفاق مع اسرائيل لا يضمن اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين من دون تمييز. وفي ما بد انه خطوة لاستمالة اهالي الاسرى والشارع الفلسطيني المتعاطف مع قضيتهم، وقع"أبو مازن"اثناء مهرجان خطابي في مدينة غزة أمس على وثيقة تعهد فيها بعدم توقيع أي"حل سياسي لا يضمن الافراج الشامل"عن الاسرى والمعتقلين. وقرأ"ابو مازن"الوثيقة امام مئات من أهالي الأسرى والأسرى المحررين والمعاقين والجرحى الذين احتشدوا في مركز الشوا الثقافي في مدينة غزة، في اعقاب لقاء نظم لمئات النساء. وجاء في الوثيقة:"على درب القائد الراحل ياسر عرفات نمضي ونحمل الراية ونواصل التمسك بانجاز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا المناضل، لكم أبطالنا الاسرى والاسيرات ولذويكم الصابرين، لكم في جمعية الاسرى والمحررين ومنظمة انصار الاسرى، لكم يا كل جماهير شعبنا المرابط عهد الوفاء والاخلاص ان تبقى قضية الاسرى والمعتقلين على رأس اهتماماتنا الوطنية، وان تبذل كل الجهود المطلوبة الهادفة الى تأمين اطلاق سراحهم، وعهداً ان تبقى قضية الاسرى ضمن ثوابتنا الوطنية، التي لا يمكن تجاوزها ولن نقبل بتوقيع اي حل سياسي لا يضمن الافراج الشامل عنهم". وكرر"ابو مازن"، الذي لوح بيده للمحتشدين لدى دخوله القاعة بالطريقة نفسها التي كان يلوح بها الرئيس الراحل عرفات، تعهده باعتبار خطاب عرفات امام المجلس التشريعي قضية واجبة التطبيق. وتعهد بالعمل على انهاء الاحتلال وازالة الاستيطان واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين في العودة الى ديارهم. كما تعهد للمعاقين والجرحى والمصابين بتطبيق"قانون المعاق الفلسطيني"الذي أقره المجلس التشريعي وصادق عليه الرئيس عرفات، وايجاد فرص عمل لهم ودمجهم في المجتمع وتوفير الكفالة الصحية والاجتماعية اللازمة لهم وزيادة المستحقات المالية التي يتقاضونها من السلطة الفلسطينية. وفي ما بدا انه رد من قبل اهالي الاسرى على دعواته المستمرة لوقف عسكرة الانتفاضة هتف عدد من اهالي الاسرى بالقول"يا ابو مازن يا حبيب، اقصف اقصف تل أبيب". كما هتفوا بشعارات اخرى للاسرى والمعتقلين، وعلقوا صورتين كبيرتين للاسير مروان البرغوثي على جانبي المنصة التي جلس عليها"ابو مازن"وعدد من مسؤولي حركة"فتح"ومحافظ غزة، وصوراً اخرى اصغر حجماً ل"ابو مازن"وعرفات. الى ذلك، أكد المرشح المستقل المدعوم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الطبيب مصطفى البرغوثي انه"لن يقبل بأي حل، أو الدخول في أي مفاوضات مع اسرائيل الا بعد الافراج عن الاسرى من دون تمييز"، وذلك في حال فوزه في الانتخابات التي ستجري في التاسع من الشهرالجاري. وفي اشارة رمزية الى مدى أهمية قضية الاسرى التي تشغل بال الشارع الفلسطيني، زار البرغوثي منزل احد الاسرى في مدينة غزة التي وصل اليها اول من امس. وجال البرغوثي فور وصوله في بلدة بيت حانون شمال القطاع التي كانت تخضع لحصار عملية عسكرية اسرائيلية اطلقت عليها قوات الاحتلال"رياح الخريف". وحمله عدد من المواطنين على اكتافهم في مخيم جباليا للاجئين مساء اول من امس حيث سار في شوارع المخيم والتقى المواطنين وتحدث اليهم عن برنامجه الانتخابي. وزار البرغوثي امس عدداً من التجمعات السكانية في مدينتي رفح وخان يونس للمرة الثانية خلال حملته الانتخابية، والتقى وجهاء ومواطنين في حي تل السلطان وفي منطقة مصبح ومخيم الشابورة وحيي السلام والجنينة، والمناطق المحيطة بمستوطنة"موراغ"اليهودية الجاثمة فوق اراضي المواطنين شمال المدينة. ثم توجه الى مدينة خان يونس والتقى وجهاء وابناء عائلات كوارع والجبور وزعرب، وهي من اكبر عائلات المدينة، في دواوينهم قبل ان ينظم مهرجاناً خطابياً حاشداً مساء. من جهة أخرى، وصل مرشح حزب الشعب بسام الصالحي الى القطاع امس في اطار حملته الانتخابية، فيما توجه مرشحان من القطاع اول من امس الى الضفة الغربية. الى ذلك، انتقد عدد من الاجنحة العسكرية الفلسطينية تصريحات"أبو مازن"حول الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها على المستوطنات اليهودية ووصفتها بأنها"طعنة في ظهر المقاومة". ووصفت الأجنحة المسلحة في بيان اصدرته امس تصريحات"ابو مازن"بأنها"تمثل طعنة في ظهر المقاومة وشهادة مجانية للمجرمين الصهاينة لممارسة مزيد من العدوان والقتل في حق شعبنا المجاهد". واضافت ان"هذه التصريحات غير المسؤولة جاءت في وقت كانت فيه جرافات الاحتلال ودباباته وآلياته تمارس الدمار والتجريف والقتل والارهاب في مدينة خان يونس". ودعت"ابو مازن""للاعتذار الرسمي من شعبنا الفلسطيني المجاهد وفصائله"عن هذه التصريحات، ورأت ان اصراره عليها"هو انحياز للعدو وشهادة مجانية لممارسة المزيد من الجرائم في حقنا". وأكدت ان"هذه التصريحات لن تجعلنا نتراجع عن وحدتنا التي جسدناها بالمقاومة ودماء الشهداء والتخندق في مواجهة العدو الصهيوني بعد ان فرقنا اتفاق اوسلو". ووقع على البيان كتائب شهداء الاقصى، وكتائب شهداء الأقصى وحدات الاستشهادي نبيل مسعود، وكتائب الشهيد احمد ابو الريش التابعة جميعا لحركة"فتح"، و"كتائب الشهيد عزالدين القسام"الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، والوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، ومجموعات الشهيد خالد ابو عكر التابعة ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة".