ما زال النظام العسكري السوداني الذي وقع بالأحرف الأولى سلاماً شاملاً مع المتمردين في جنوب السودان أمس الجمعة، يواجه نزاعين آخرين في دارفور وشرق البلاد. وقبل توقيع آخر بروتوكولين بالأحرف الأولى في نايفاشا كينيا بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين بقيادة جون قرنق، ذكرت"حركة تحرير السودان"احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور غرب ان نزاعين آخرين ما زالا يمزقان السودان في الغرب والشرق. وقال زعيم الحركة عبدالواحد محمد نور لوكالة فرانس برس ان الاتفاق الذي يفترض ان يوقع في التاسع من كانون الثاني يناير بين الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"يشكل"حلاً جزئياً"للنزاعات. واضاف ان"ما يجري في نايفاشا هو حل جزئي لمشاكل السودان. يجب التوصل الى حل شامل للانتهاء من كل النزاعات الاخرى في السودان، في الشرق، في كردفان وفي دارفور". وأكد نور:"نحن نؤيد انهاء تهميش كل مناطق السودان لأن المشكلة السودانية لن تحل في شكل جزئي بل في شكل شامل"، داعيا الى"مؤتمر وطني لكل المنشقين من اجل بناء سودان جديد". ويفترض ان ينهي الاتفاق الشامل بين الشمال والجنوب اطول نزاع مسلح وواحدة من اكثر الحروب دموية في افريقيا. وكان هذا النزاع اندلع في 1983 واسفر عن سقوط اكثر من 1.5 مليون قتيل. وقام مئات من الجنوبيين الخميس في الخرطوم بتظاهرات تعبيرا عن فرحهم وتوجهوا الى ضواحي العاصمة السودانية التي تكتظ بمئات الآلاف من النازحين الجنوبيين منذ سنوات. الا ان نزاعاً دموياً ثانياً يشغل السودان منذ حوالى سنتين في الغرب في دارفور الاقليم الواقع عند حدود تشاد. فمنذ شباط فبراير 2003، تدور حرب اهلية بين الجيش النظامي السوداني تدعمه ميليشيا عربية الجنجويد وقبائل من المزارعين السود الحضر. وقد طرد 5،1 مليون شخص من اراضيهم وقراهم التي احرقت ودمرت بينما لجأ مئتا الف على الاقل الى تشاد. وفي الشرق، عند الحدود مع اريتريا، تواجه الخرطوم منذ 1994 تمرد"البجا"وهي مجموعة تضم نحو مليوني شخص تمثلهم حركتا تمرد هما"الاسود الاحرار"و"مؤتمر البجا". ومثل حركات الجنوب ودارفور يطالب متمردو البجا بانهاء تهميش منطقتهم وبحصة عادلة من ثروات البلاد. وقد رافقت تمردهم حركة نزوح للسكان. ويبلغ عدد سكان السودان 33 مليون نسمة ينتمون الى 91 مجموعة اتنية كبيرة و597 مجموعة فرعية تتكلم اكثر من مئة لغة.