هل تعاني المسابقات الكروية بشكل خاص والرياضية بشكل عام في السعودية من أزمة حضور جماهيري؟ وأين اختفت كل تلك الآلاف من الجماهير التي كانت تحتشد في المدرجات لمتابعة أكثر من 50 في المئة من مباريات الدوري الممتاز والتي شجعت اتحاد كرة القدم المحلي على طرح"كعكة" تذاكر المباريات على القطاع الخاص لتستثمر في نطاق واحد من الشركات السعودية الخاصة عدة عشرات من ملايين الريالات؟! هذا هو السؤال الذي بدأ يظهر بشكل "خجول" في بعض الصفحات الرياضية المحلية وهو طرح جاد لم تعتده الصحافة المتخصصة في السعودية. يرى البعض أن المنافسات المحلية قد أصبحت مملة بسبب طريقة إقامة الدوري" لكونها في مرحلة الحسم ليست كالدوري يحسم بالنقاط بل يتم التأهل إلى أدواره النهائية بطريقة التصفيات ويتم اختيار أربعة أندية "الأوائل" للتصفية بطريقة الكأس، وللعلم فإن الدوري السعودي هو الوحيد في العالم الذي تقام له مباراة نهائية ولا يحسم بالنقاط. والدوري السعودي بطريقة حاسمة أشبه ما يكون بالكؤوس لكنه لا يعتبر كأساً لأنه يقام في 95 في المئة منه بطريقة الدوري" مما جعل الجماهير تحرص على متابعة ما يطلق عليه المربع الذهبي. ضعف المنافسة كان سبيا في إحباط الجماهير لأن المنافسة شبه محصورة في السنوات الماضية بين الاتحاد أغنى الأندية السعودية "مالا" والأهلي منافسه المحلي في مدينة جدة، لكن نادي الشباب من الرياض استطاع "كسر" المعادلة في الموسم الماضي بتحقيقه البطولة، لكن هل يستطيع تكرارها؟! جانب آخر أثر في الحضور الجماهيري وهو كثافة مشاهدة الشباب والمراهقين السعوديين المسابقات الأوروبية وخاصة دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني والدوري الإنكليزي عبر القنوات الرياضية الفضائية المفتوحة والمشفرة وهذه الشريحة تشكل 60 في المئة من المواطنين السعوديين" لكونه مجتمع شاب ولم تكن المقارنة لمصلحة الدوري المحلي الذي وجده المتفرجون مسابقة محلية محدودة النجوم. تجميع أهم أبرز النجوم المحليين في ناد واحد "الاتحاد" عبر سلسلة من الصفقات حدثت في موسمين متتاليين أسهم في ارتفاع درجة الإحباط عند مشجعي الأندية الأخرى وزيادة حنقهم على إدارات أنديتهم وأعضاء شرفها والمعروف أن اسم عضو الشرف هو توصيف لرجل الأعمال الذي يمول النادي ماليا على شكل هبات وتبرعات غير مستردة، وهؤلاء يمولون الأندية السعودية بأكثر من 80 في المئة من مصروفاتها والباقي من مداخيل المباريات والنقل التلفزيوني والإعانات الحكومية. ووسط هذه العوامل السلبية وفي ظل قلة النجوم المؤثرين جماهيريا والتذمر من ارتفاع تذاكر الدخول إلى الملاعب خمسة دولارات أميركية تقريباً فإن التلفزيون المحلي بقنواته الثلاث - منها واحدة رياضية متخصصة - يقوم بنقل استنزافي للمباريات بمعدل مباراتين أسبوعيا، وفي بعض الأحيان ثلاث مباريات" مما أوجد خمولا جماهيريا واضحا ورغبة في التشجيع من خلف التلفزيون. اقترح في الفترة الماضية عدد من كبار النقاد الرياضيين السعوديين سلسلة من النقاط والتوصيات التي يمكن لها أن تشكل مبادرة لإصلاح الدوري المحلي وإعادة إثارته" ليعود المسابقة المحلية الأهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط ومنها: تقليص عدد اللاعبين الأجانب وتعديل طريقة حسم الدوري لتكون بالنقاط وتحويل المربع الذهبي إلى بطولة مستقلة وتقليص عدد المباريات المنقولة تلفزيونيا وإعادة النظر في أسعارالتذاكرعبر منح الطلبة والعاطلين تخفيضا مناسبا ووضع آلية مقيدة لعملية الانتقالات بين الأندية أشبه بسقف وضعته وزارة المال السعودية لهبوط وارتفاع أسعار الأسهم في السوق" مما جنب السعودية أي انهيارات مالية تحدث في الأسواق المالية في المنطقة. هذه المقترحات وغيرها يمكن لها أن تشكل بداية مهمة لعودة الجماهير إلى متابعة الدوري.