أطلقت المانيا والبرازيل والهند واليابان حملة مشتركة للحصول على مقاعد دائمة في مجلس الامن، "تجسيداً لمتطلبات عكس حقائق المجتمعات الدولية في القرن الحادي والعشرين، واضطلاع المجلس بدور الممثل الشرعي والفاعل للشعوب كلها". وتعهدت الدول الاربع بتبادل دعم ترشيح كل منها للفوز بمقعد دائم في المجلس، معتبرة ذلك حقاً مشروعاً لها. وأعلنت ضرورة ان تتمثل افريقياً الى جانب الدول الدائمة العضوية في المجلس وهي: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، والتي تتمتع بحق النقض الفيتو، علماً انه يجرى انتخاب عشرة اعضاء آخرين للمجلس مرة كل عامين بموجب نظام تناوب اقليمي. ويؤيد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان زيادة عدد اعضاء مجلس الامن، الامر الذي لم يشهد اي تغيير منذ عام 1963، وذلك من اجل تعزيز الاحترام لقراراته، خصوصاً من جانب الدول المتطورة، وجعل تطبيق تلك القرارات اكثر فاعلية. وأكدت الدول الاربع انها ستعمل مع بلدان اخرى تشاطرها وجهات نظرها، من اجل اجراء اصلاح مهم في الاممالمتحدة بما في ذلك مجلس الامن "الذي يجب ان يضم بلداناً تتمتع بالارادة والقدرة على تحمل مسؤوليات كبيرة تتعلق بحفظ السلام والامن الدوليين، ويعكس مصالح الدول النامية". ويناقش موضوع الاصلاح منذ عام 1993، خصوصاً ان عدد اعضاء الاممالمتحدة زاد نحو اربعة اضعاف منذ انشائها عام 1945، وتحديداً من 51 دولة الى 191 حالياً. ويتوقع اعادة طرحه في المرحلة التالية تمهيداً لعقد الجمعية العمومية العام المقبل. وكلف انان لجنة خبراء دوليين لدراسة إصلاح الاممالمتحدة وميثاق المنظمة الدولية في الالفية الجديدة. وطالبها بتقديم تقريرها في كانون الاول ديسمبر المقبل، علماً ان ديبلوماسيين ابدوا اعتقادهم اخيراً بأن عملية الاصلاح في المجلس يمكن ان تستغرق خمس سنوات. وأعلنت الدول الاربع عن الحملة في اعقاب محادثات بين الرئيس البرازيلي لويس اغناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي ونظيره الهندي مانموهان سينغ ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر، على هامش افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وفي وقت سابق التقى رئيس الوزراء الياباني كويزومي مع انان ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة وزير خارجية الغابون جان بينغ، من اجل بحث الاصلاحات، في حين حذر وزير الخارجية الالماني فيشر من ان تجاهل توسيع عضوية مجلس الامن، يجعل الازمات العالمية اكثر صعوبة، في اشارة الى تفاقم مخاطر الارهاب والتهديدات النووية والعولمة. وتصنف اليابانوالمانيا حالياً باعتبارهما "اعداء" للمنظمة الدولية في ميثاق الاممالمتحدة الذي صاغته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية عام 1945. ولم يلغَ هذا التصنيف، على رغم المطالب المتكررة للدولتين المعنيتين، واعتبارهما من اكبر القوى الاقتصادية في العالم والمؤثرة في السياسة الدولية، وأكثرها مساهمة في الاممالمتحدة.