إتجه خلال الآونة الاخيرة معظم المطربين والمطربات الى التمثيل في اعمال غالبيتها سينمائية، ويستغل المنتجون شهرة أو نجومية هؤلاء المطربين ليسندوا اليهم ادواراً رئيسة على رغم أنهم لا يملكون المقومات الاساسية للتمثيل. ويحاول المنتجون تضمين الاعمال اغنية أو اكثر من الاغنيات الشهيرة للمطرب، او عدداً من الاغنيات الجديدة والتي قد يتم تجميعها في ألبوم يطرح في الأسواق قبل عرض الفيلم في محاولة لضمان نسبة معينة من الجمهور وبالتالي تأمين المردود المادي الكبير الذي هو الاساس في العملية الانتاجية حالياً. الغريب أن معظم أولئك الممثلين، مع علمهم المسبق بامكاناتهم في التمثيل، يوافقون من منطلق انهم يحصلون على اجور جيدة، الى جانب الاعتقاد بأن التمثيل قد يكون اهم وأبقى من الغناء. وثمة من يستسهل الأمر لاحقاً ويترك الغناء، وفي حال سؤاله عن اتجاهه الى التمثيل، يجيب عموماً: ما المشكلة؟ لقد مثل حليم وفريد وعبدالوهاب وغيرهم، أو أهوى التمثيل وهو في دمي منذ الصغر. وأبرز من كثف نشاطه التمثيلي اخيراً مصطفى قمر، الذي اصبح يقدم فيلماً كل عام. وكان قمر بدأ مشواره مع التمثيل من خلال فيلم "البطل" أمام احمد زكي ومحمد هنيدي واخراج مجدي احمد علي. قدم بعده "الحب الاول" امام حنان ترك ومنى زكي، ثم "اصحاب ولا بيزنس" امام هاني سلامة، و"قلب جريء" أمام ياسمين عبدالعزيز واخراج محمد النجار، كما يصور حالياً فيلم "حبك نار" أمام نيللي كريم واخراج ايهاب راضي. وعلى رغم الفشل الذريع الذي لقيه فيلم "سحر العيون" لعامر منيب ونيللي كريم وتأليف فخر الدين نجيدة، فإن منيب كرر التجربة من خلال الفيلم الذي يعرض حالياً "كيمو وانتيمو" وتشاركه البطولة مي عز الدين واخراج حامد سعيد. وكانت شيرين اقلعت عن التمثيل بعدما تعرضت لهجوم شديد بعد فيلمها "ميدو مشاكل" أمام أحمد حلمي. كما شارك خالد سليم في فيلم "سنة أولى نصب" ولم يحقق نجاحاً يذكر، ومع ذلك رشح للمشاركة في افلام اخرى. ورشح حمادة هلال لبطولة فيلم "سيد العاطفي" امام ريهام عبدالغفور، ورشحت نوال الزغبي ونانسي عجرم ووائل كفوري وباسكال مشعلاني، لأفلام اخرى لم ينفذ اي منها. وكان تردد كثيراً ان ماجدة الرومي مرشحة لمشاركة احمد زكي بطولة فيلم سينمائي وأن كاظم الساهر مرشح هو الآخر لغير فيلم. وكانت لطيفة شاركت في بطولة فيلم "سكوت حنصور" امام احمد بدير واحمد وفيق واخراج يوسف شاهين، ولم تحقق النجاح المأمول. أما ماجد المصري الذي بدأ حياته مطرباً من خلال فرقته مع زوجته منى ابنة الملحن حسن "إش إش"، فسرعان ما اتجه الى التمثيل وقدم خلال عشرة اعوام ما يزيد على عشرة افلام منها: "سارق الفرح" و"قشر البندق" و"تفاحة" و"المرأة والساطور" و"اتفرج يا سلام" الى جانب مسلسلات تلفزيونية عدة وترك الغناء تماماً. يذكر ان غالبية الجيل الحالي من المطربين شاركت في أعمال سينمائية، ومنها عمرو دياب الذي قدم عدداً من الافلام بدأها ب"السجينتان" عام 1988 ثم "العفاريت" و"آيس كريم في جليم" و"ضحك ولعب وجد وحب" أمام عمر الشريف ويسرا. وقدم محمد فؤاد عدداً من الافلام التي اثبت في عدد منها أنه ممثل جيد، ومنها "امريكا شيكا بيكا" و"اشارة مرور" و"اسماعيلية رايح جاي" و"القلب وما يعشق" و"هو فيه ايه" و"رحلة حب" ويحضر لفيلم جديد. وشاركت سيمون في عدد من الاعمال الفنية منها فيلما "يوم حلو ويوم مر" و"آيس كريم في جليم" ومسلسلا "حلم الجنوبي" و"فارس بلا جواد" ومسرحيتا "كارمن" و"لعبة الست" أمام محمد صبحي. أما علي الحجار، فشارك في فيلم وحيد الى جانب عدد من المسلسلات منها: "قشتمر" و"أبو العلا البشري" و"بوابة الحلواني" الذي جسد فيه شخصية "عبده الحامولي"، في حين جسدت شيرين وجدي في العمل نفسه شخصية "ألمظ". وقدم الحجار عدداً من المسرحيات الغنائية منها "رصاصة في القلب" وشاركته بطولتها أنغام. وشارك مدحت صالح في عدد من الاعمال الفنية سواء في التلفزيون او المسرح وكان آخرها فوازير "فرح فرح" أمام غادة عبدالرازق واخراج محمد خان، ويصور حالياً فيلم "اشتاتاً اشتوت" اخراج عمر عبدالعزيز. وشارك محمد ثروت في بطولة عدد من المسلسلات ابرزها "هو وغيرها" امام صابرين، واثبتت ايمان الطوخي قدرات كبيرة من خلال مشاركتها الفنية، وابرزها افلام: "دماء على الاسفلت" و"الحكم آخر الجلسة" و"الحب ايضاً يموت" ومسلسلات: "رابعة تعود" و"بوابة الحلواني". اما محمد منير فعلى رغم دراسته التصوير السينمائي وتفرغه للغناء فإنه شارك تمثيلاً في عدد من الافلام ابرزها مع يوسف شاهين ومنها: "حدوتة مصرية" و"اليوم السادس" و"المصير"، كما شارك في افلام: "الطوق والاسورة" و"حكايات الغريب" ويصور حالياً فيلم "دنيا" اخراج اللبنانية جوسلين صعب. ومعروف ان معظم المطربين والمطربات القدامى لعبوا بطولة الكثير من الافلام السينمائية على رغم عدم تحقيق بعضهم أي نجاح، الا ان النجاح الغنائي والشعبية الجارفة جعلا الجمهور يُقبل على افلامهم، وازدادت افلام بعضهم قيمة مع مرور الوقت.