سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطة لوضع مدنيين بدلاً من الجنود على نقاط العبور في الجدارالفاصل . الاستخبارات الاسرائيلية : دحلان فشل في معارضته لعرفات والصراع مع الفلسطينيين لا يحل بالوسائل العسكرية فقط
اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي اهرون زئيفي ان "خطوة دحلان المعارضة لعرفات" فشلت لأنها جاءت في وقت مبكر جداً ولأن رئيس جهاز الامن الوقائي السابق في قطاع غزة "لم يستخدم القوى كافة التي كانت تحت سيطرته". وأقر زئيفي بانه "لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين بالوسائل العسكرية فقط". يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر في وزارة الدفاع الاسرائيلية عن خطة لاقامة "معابر حدودية" على طول جدار الفصل العنصري الذي تقيمه داخل اراضي الضفة الفلسطينية في اجراء يرى فيه الفلسطينيون محاولة لاعادة ترسيم حدود "الهدنة" لعام 1949 وتكريسا لنظام "الكانتونات" على المدن الفلسطينية حيث تفصل مقاطع في هذا الجدار التجمعات السكانية الفلسطينية، بعضها عن بعض. خرجت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية عن صمتها ازاء الاحداث التي شهدها قطاع غزة الشهر الماضي، إذ "نعى" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اهرون زئيفي فركش ما وصفه ب"خطوة دحلان المعارضة لعرفات" وقال انها "كانت سابقة جداً لأوانها ولذلك لم تنجح"، مشيراً في الوقت ذاته الى ان "التقديرات تفيد بأنه ستكون هناك خطوات معارضة اخرى ضد عرفات في المستقبل". وقال زئيفي الذي قدم تقريراً أمنياً الى اعضاء اللجنة البرلمانية الاسرائيلية لشؤون الامن والخارجية ان "طموح دحلان كان اكبر من قدراته وقام بخطوته من دون ان يستخدم كل القوات التي تحت سيطرته". واعتبر المسؤول العسكري الاسرائيلي ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نجح في "اجتياز الازمة"، مضيفا انه "يخدع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ... باصلاحات عرفات وهمية وكاذبة". من ناحية اخرى، أظهرت "تقويمات" زئيفي بخصوص فاعلية الوسائل العسكرية التي تستخدمها اسرائيل ضد الفلسطينيين تناقضا لتقويمات رئيس جهاز المخابرات الداخلية شاباك آفي ديختر عرضها امام اللجنة البرلمانية نفسها قبل اسبوعين واعتبر فيها ان اسرائيل على وشك "القضاء على الارهاب والوصول الى قاع البئر". وقال زئيفي: "لا يمكن القضاء على "الارهاب" الفلسطيني من خلال الوسائل العسكرية فقط"، و"مواجهة الارهاب مهمة لا تنتهي ويمكن وصف الارهاب بأنه بئر من دون قاع". وأعرب مسؤولون عسكريون اسرائيليون في الجلسة ذاتها عن اعتقادهم بان "حزب الله" اللبناني يخطط لتنفيذ "عمليات كبيرة" من قبيل خطف جنود اسرائيليين او زرع عبوات ناسفة كبيرة. وقال هؤلاء ان صاروخ "حيتس" الاسرائيلي المضاد للصواريخ الطويلة المدى لا يملك القدرة على اعتراض صواريخ من طراز "شهاب" الايرانية، وان التجارب الاخيرة التي اجريت على الصاروخ الاسرائيلي الذي جرى تطويره بتمويل اميركي بإمكانه اعتراض صورايخ من طراز "سكاد" او صواريخ "كاتيوشا" طويلة المدى. "نقاط العبور" وفي وقت اكد فيه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان التكتل الاستيطاني اليهودي "غوش عتصيون" المقام جنوبالقدس ومستوطنة "معاليه ادوميم" المقامة شرق المدينة ستكونان مشمولتين داخل الجدار الذي تقيمه اسرائيل في اطار مساره المعدل، كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان وزارة الدفاع الاسرائيلية تخطط ل"تمدين" نقاط العبور الواقعة على طول "جدار الفصل العنصري" وانه سيتم استبدال حراس وشركات حراسة خاصة، على غرار الشركات العاملة على المعابر الحدودية مع الاردن ومصر، بالجنود الاسرائيليين في نقاط عبور الجدار الفاصل. وذكرت المصادر ان الوزارة صادقت على تعيين مناحيم زيخيلوفسكي مديراً عاماً للدائرة المدنية لنقاط العبور على الجدار. وشغل الاخيرعلى مدى السنوات ال12 الماضية منصب نائب مدير سلطة المطارات، وكان مسؤولاً عن معبر "الشيخ حسين" على الحدود الاردنية. وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ل"الحياة" انه يجري الآن البحث عن شركات حراسة خاصة لتولي هذه المهمة. وقالت المصادر ان هذه المعابر لن تأخذ صفة "الحدودية" إلا بعد التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. وذكرت المصادر الامنية الاسرائيلية ان الخطة الجديدة تأتي في اطار محاولات الجيش الاسرائيلي تحسين صورته في ظل تصرفات الجنود الاسرائيليين "المحرجة" خلال تعاملهم مع الفلسطينيين على الحواجز العسكرية. وينظر الفلسطينيون بخطورة الى خطة وزارة الدفاع الاسرائيلية سيما وانها تتناقض مع موقف اسرائيل المعلن بأن الجدار "امني" ولا يهدف الى اعادة ترسيم حدود الضفة الغربية ما قبل الاحتلال الاسرائيلي لها في العام 1967. ويفصل الجدار في العديد من مقاطعه بين الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية كما يفصل مدناً بأكملها بعضها عن بعض مقسماً الضفة الغربية الى ثلاثة اقسام: شمال ووسط وجنوب.