صدرت عن دار "شرقيات" في القاهرة الترجمة العربية لرواية "الجهل" للروائي التشيكي الشهير ميلان كونديرا، قام بترجمتها الكاتب المصري المقيم في باريس صالح راشد. وفي الرواية يعيد كونديرا التشديد على عالم المهاجرين التشيك، الى اوروبا قبل انهيار الاتحاد السوفياتي حيث تعيش بطلة الرواية حياتها في باريس حتى تقرر العودة الى براغ مرة اخرى بعد العام 1989، وتصبح فكرة العودة تجربة في استعادة الوطن وانشغالات الذات التي ذوبتها الشيوعية في طوفان الجماعية والغاء الفردية. وتطرح الرواية، عبر مصائر شخوصها العائدين جميعاً الى وطن يحاول النهوض وبتر تاريخه بزهو الخلاص من الديكتاتورية، تساؤلات حول امكان الحلم من جديد وفك الالتباس حول مفهوم الوطن ذاته، ولكنه يشير الى ان الذين غادروا أوطانهم بدافع الخلاص من الديكتاتور تخلصوا في المهجر من الوطن ذاته وعادوا ليعيشوا الجهل به، ومن ثم اختاروا الهجرة من جديد والاندماج في حياتهم الجديدة بعد ان كشفت العودة زيف حجج الهرب الاولى من الوطن الذي كانت ايرينا البطلة الرئيسة تجهله، ما جعل كونديرا يطلق على روايته اسم "الجهل": "انت بعيدة ولا اعلم عنك شيئاً، وبلدي بعيد ولا اعرف عنه شيئاً"، هذه العبارة كانت اساس فكرة "الجهل". والمعروف ان ميلان كونديرا ولد عام 1929 في برنو، ابناً لعازف بيانو مشهور، وظهرت روايته الأولى "المزاح" عام 1967 وتلتها "فالس الوداع"، ثم "الحياة هي في مكان آخر"، قبل أن ينتقل إلى فرنسا، ويواصل الكتابة هناك، بالتشيكية طويلاً، وبالفرنسية أخيراً. وتعرّف القارئ العربي على اعماله عام 1988 عندما ترجمت دار الآداب روايته "الحياة هي في مكان آخر". وبعد ذلك ظهرت ترجمات عدة لرواياته: "غراميات مرحة"، "خفة الكائن التي لا تحتمل"، "كتاب الضحك والنسيان"، وكلها صدرت عن دار الآداب، قبل أن تصدر دار "أزمنة" في عمان روايته "الخلود"، وتصدر دار "ورد" في دمشق روايتين هما: "البطء"، و"الهوية".