سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعى عشية انعقاد المجلس اليوم الى تحقيق مصالحة مع "ابو مازن" ودحلان . عرفات يلتقي أعضاء كتلة "فتح" في "التشريعي" محاولاً تجنب تصويت النواب على اقتراحات محرجة
يواجه الرئيس ياسر عرفات ازمة حقيقية في المجلس التشريعي اليوم الثلثاء عندما سيستمع المجلس الى تقرير اللجنة البرلمانية التي شكلها قبل اكثر من شهر للبحث معه في قضية الفساد والاصلاحات. وعلى رغم ان الرئيس عرفات سيكون التقى اعضاء كتلة حركة "فتح" في المجلس التشريعي "لاسترضائهم" قبيل انعقاد جلسة المجلس اليوم، فانه سيواجه ثلاثة خيارات واقتراحات صعبة أو أكثر سيعرضها عدد من النواب للتصويت عليها في المجلس. وقال النائب الدكتور عزمي الشعيبي ل"الحياة" إن من بين هذه الخيارات "تحديد عدد الوزراء الذين لا يثق المجلس بصدقيتهم كونهم متهمين بالفساد، واتخاذ اجراءات لحجب الثقة عنهم" اضافة الى "اشكال مختلفة من الاحتجاج الداخلي في المجلس، بدءاً من الاعتصام داخله ووصولاً الى الاستقالة الجماعية". أما الخيار الثالث حسب الشعيبي فهو "اللجوء الى حجب الثقة عن حكومة أحمد قريع ابو علاء. وستكون هذه الخيارات مطروحة امام المجلس لان الرئيس يرفض اصدار مراسيم رئاسية في خصوص القضايا التي تم الاتفاق عليها معه من خلال اللجنة البرلمانية، وهي القضايا التي اوردها في خطابه امام المجلس الاربعاء الماضي. وكانت اللجنة التقت الرئيس لأكثر من ثلاث ساعات الاسبوع الماضي لانتزاع مراسيم رئاسية منه لكن من دون جدوى. وأرجأ المجلس في جلسته الخميس الاستماع لتقرير اللجنة البرلمانية، لعل وعسى ان تجري مفاوضات مع الرئيس تكلل بالنجاح. لكن الرئيس الذي اجرى مشاورات مع اعضاء اللجنة المركزية ل"فتح" والقيادة الفلسطينية ومجلس الأمن القومي ليل اول من امس قرر عقد لقاء مع نواب "فتح" في المجلس ليل الاثنين - الثلثاء "لاسترضاء" الغاضبين منهم. وقال الشعيبي ان الرئيس يعتقد انه تجاوز ازمة الاحداث الاخيرة في القطاع وانه يعد لتجاوز ازمته داخل "فتح" من خلال مصالحة مع عضو لجنتها المركزية رئيس الحكومة السابق محمود عباس ابو مازن، ووزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان، ولقاء نواب الحركة في المجلس. واضاف ان "الرئيس لا يلجأ للتشاور مع اعضاء كتلته البرلمانية "فتح" الا في الحالات التي يريد منها وقف اندفاع المجلس التشريعي، او فرملته، او تفتيت وحدة المجلس"، في اشارة الى الوحدة او توافق الآراء بين نواب "فتح" وبقية النواب في المجلس هذه الأيام. واعتبر ان "نتائج تجربتنا السابقة لم تكن لمصلحة المجلس بل لمصلحة تبهيت صورته امام الجمهور وتحويله من مؤسسة الى مجموعة افراد في حين ان المجلس يعاني من ضعف اصلاً". وقال: "اذا نجح الرئيس في توجيه ضربة للمجلس فستكون قاضية لان الجمهور يعتقد ان هناك بقايا مؤسسة تسعى للاصلاح". واعرب عن اعتقاده ان الرئيس سيلجأ الى حلول وسط هذه المرة، منها توجيه رسالة الى رئيس المجلس التشريعي. الى ذلك، رأت مصادر في حركة "فتح" ان الرئيس يسعى من خلال لقائه مع نواب كتلة الحركة الى "استباق الاحداث لاختبار قوة اعضاء المجلس، ومعظمهم من الحركة، والتأثير في قراراتهم وافشال أي خطوة محتملة".