تأهل منتخب البحرين الى دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه لم يعد يعتبر مفاجأة لأن مستواه يسير في خط تصاعدي منذ نحو اربعة اعوام حقق فيها اكثر من نتيجة بارزة ونال تقدير الاتحاد الدولي فيفا الذي منحه جائزة اكثر المنتخبات تطورا في العالم عام 2003. ويحمل المنتخب البحريني الراية العربية وحيدا في نصف النهائي بعد خروج سبعة منتخبات عربية اخرى هي السعودية وعمان والكويت والامارات وقطر من الدور الاول والعراق والاردن من ربع النهائي. ولم يعد تأهل منتخب البحرين مفاجأة لأسباب كثيرة، فهو كشف في تصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال 2002 عن مجموعة قادرة على مجاراة المنتخبات الآسيوية الاخرى وخير دليل على ذلك تأهله الى الدور الثاني وتصدر مجموعته ثم فوزه على ايران في الجولة الاخيرة ما منح السعودية بطاقة التأهل الى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. ولم يكتف المنتخب البحريني بذلك، بل حل ثانيا خلف السعودية في كأس العرب الثامنة في الكويت اواخر 2002، ثم فرض نفسه واحدا من اكثر المنتخبات الخليجية تطورا وامتاعا في الاداء وحل وصيفا للسعودية ايضا في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت ايضا اوائل العام الحالي. وتتصدر البحرين ترتيب مجموعتها حاليا بعد الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى مونديال المانيا 2006. وفي كأس آسيا، كان اداء المنتخب البحريني ثابتا في جميع مبارياته حتى الآن، وبان بوضوح ارتفاع الثقافة الكروية لدى لاعبيه الذين يجيدون النزعة الهجومية والتغطية الدفاعية على حد سواء، ويتعاملون مع المجريات بخبرة كبيرة رغم صغر اعمارهم وعدم احتراف اي منهم خارج البحرين، لكنهم اظهروا رغم تواضع المسابقات المحلية مهارة وفنيات عالية وروحا جماعية وقتالية حتى الثواني الاخيرة ميزتهم خلال البطولة. وكانت هذه الصفات مجتمعة عاملا اساسيا في تأهل البحرين الى نصف النهائي، فالانذار الاول كان في مباراة الافتتاح امام اصحاب الارض حيث خطف البحرينيون التعادل 2-2 في الثواني الاخيرة، ثم كرروا فعلتهم امام قطر بهدف في الوقت القاتل ايضا 1-1، وحققوا فوزا صريحا على اندونيسيا في الجولة الثالثة من الدور الاول 3-1. وفي ربع النهائي امام اوزبكستان، ارتقى مستوى المنتخب البحريني الى افضل حالاته واكد اللاعبون ارتفاع معدل لياقتهم البدنية فسجلوا هدفين وتلقوا مثلهما وخاضوا وقتا اضافيا لم تتغير فيه النتيجة، ثم تعاملوا مع ركلات الترجيح بثقة كبيرة وحسموها 4-3 ليضربوا موعدا مع اليابان في نصف النهائي. وتتضارب الطموحات البحرينية بين من يكتفي بانجاز التأهل الى دور الاربعة وبين من تراوده افكار الذهاب بعيدا وربما الى النهائي على الاقل، لكن المدرب الكرواتي يوريسيتش ستريشكو يؤكد "ان منتخب البحرين قادر على إلحاق الهزيمة بأي منتخب آخر بعد العروض القوية التي قدمها". وفي جميع الاحوال، ان ما حققه منتخب البحرين حتى الآن يعد انجازا للكرة العربية، خصوصا ان معدل اعمار لاعبيه لا يزال صغيرا لأنه يضم اربعة فقط فوق ال22 عاما.