منحت هيئة الخدمات المالية في بريطانيا أول ترخيص لمصرف اسلامي في هذا البلد، ليكون الأول من نوعه في أوروبا وأميركا الشمالية. ويفتتح مصرف "البنك الاسلامي البريطاني" اول فرع له في شارع "ادجوار رود" في لندن الشهر المقبل، على أن تتبعه فروع في برمنغهام وليستر. وتمكن المصرف، الذي يتخذ من برمنغهام مقراً له، من توفير رأسمال أساسي مقداره نحو 14 مليون جنيه استرليني 25.5 مليون دولار من مساهمين أساسيين من بريطانيا ومنطقة الخليج. ويساهم في المصرف في شكل رئيسي مستثمرون من قطر و"بنك قطر الاسلامي الدولي". ويخطط المصرف الجديد لرفع رأسماله الى 50 مليون جنيه، عبر "طرح أول" في البورصة قبل نهاية هذه السنة. وقال أحد مستشاري البنك من العلماء مفتي بركة الله ل"الحياة" إن المصرف يختلف عن بقية المصارف التي تقدم خدمات اسلامية بأن كل معاملاته مطابقة للشريعة، ولا يعتمد الفائدة. وأضاف: "بالنسبة إلى الجمهور، لن يكون هناك اختلاف كبير في عمل الحساب الجاري او الادخاري أو الودائع، لكننا لا نقدم قروضاً مثل المصارف الاخرى بل نتعامل بطريقة التملك المشترك". وكانت الحكومة البريطانية ألغت العام الماضي ازدواج ضريبة التسجيل على العقارات الممولة اسلامياً، وتتضمن شراء مؤسسة التمويل الاسلامي العقار ثم إعادة بيعه للمستهلك أو تأجيره له، حتى يسدد ثمنه، فكانت الدولة تُحصّل الضريبة مرتين. وعن استهداف المصرف لعملاء أوسع من الجالية المسلمة، قال بركة الله: "المصرف يشبه الى حد كبير البنك التعاوني الذي لا يتعامل إلا في شركات وأعمال صديقة للبيئة، ونحن بتجنبنا الفائدة والأعمال التي لها علاقة بالمحرمات كالكحول والنشاطات الاباحية وغيرها، نحصر تعاملنا مع الأعمال التي لا تضر اجتماعياً ولا تستغل". المدير المعين للمصرف، المدير السابق في مصرف "باركليز"، مايكل هنلون ذكر أن المصرف سيعمل بطريقة تنافسية، طبقاً للقواعد والقوانين المالية البريطانية. وزاد: "لا نلعب بكارت الدين، علينا ان ننافس فهذا مصرف بريطاني يعمل في السوق ولكن بطريقة مختلفة، تعتمد الأخلاقيات والقيم التي تجذب مجموعات مختلفة". وبعد مرور سنتين على عمل المصرف في بريطانيا طبقاً للقوانين، يمكنه الحصول بسهولة على ترخيص في أي من الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الاوروبي. وهو يستهدف حوالى 1.8 مليون مسلم بريطاني، إضافة الى أكثر من نصف مليون يزورون البلد سنوياً، ثم حوالى 15 مليون مسلم في أوروبا. وباضافة المسلمين الذين يزورون القارة سنوياً، يزيد عدد القطاع المستهدف من الصيرفة الاسلامية على 20 مليون مسلم في اوروبا. وتعد بريطانيا مصدر جذب لاستثمارات نحو 250 مؤسسة مالية اسلامية، تدير اصولاً بنحو 400 بليون دولار، يقدر ان تصل العام المقبل إلى أكثر من نصف تريليون دولار.