بشق الأنفس أحرز العداء المغربي هشام الكروج الفوز في سباق 1500م خلال لقاء لوزان الدولي، وعلى رغم ان الانتصار "ركلج" سجله الحافل في هذا الاختصاص، الا ان بطل العالم أربع مرات بدا واهناً ولا يزال يعاني من آثار خسارته الجمعة الماضي في لقاء روما الدولي، وهي "النكسة" الثالثة التي يتعرض لها منذ 1996، على مسافتي ال1500م والميل. وسبق ان نشرت "الحياة" في نيسان ابريل الماضي تفاصيل استعدادات الكروج في منطقة ايفران الجبلية المغربية، ومعاناته من ضيق التنفس وخضوعه لعلاج لم يؤت ثماره المرجوة. وخشي الكروج في مستهل الموسم ان يكون مصاباً بالربو، علماً ان هذا المرض لا يظهر فجأة، غير ان التحاليل أظهرت ارتباط مشكلته بالحساسية المفرطة وغير الواضحة الاسباب. وإذا كان الطاقم المعاون للكروج أحاط "معاناته" بنوع من السرية، فإن "تعثره" في روما خربط حساباته، ولم يعد جائزاً اخفاء ما يدور، لذا لم يستغرب المطلعون والمقربون من اجواء منافسات "أم الألعاب" ولا سيما في سلسلة اللقاءات الدولية للجائزة الكبرى، ان يبدي بصراحة قبيل لقاء زوريخ، تخوفه من عدم المشاركة الشهر المقبل في دورة أثينا الأولمبية "لأسباب صحية". موضحاً ان تسجيله رقماً تنافسياً أي دون 30،3 دقيقة، حتى 6 آب أغسطس عند مشاركته في لقاء زوريخ، وحده كفيل باتخاذه القرار النهائي في هذا الموضوع "لأني لن أذهب الى أثينا اذا حققت أرقاماً مخيبة". ويحمل الكروج الرقم القياسي العالمي البالغ ومقداره 00،26.3د، لكنه اكتفى بتسجيل 64،32،3د في روما، وفاز في لوزان بزمن مقداره 20،32،3د. وعرض الكروج نفسه امس على طبيب اختصاصي في باريس، وكشف انه سبق وأعلم الدكتور غبريال دوليه من اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بلائحة العقاقير التي يتناولها وفي اطار العلاج الذي يخضع له، خشية أن تظهر أي آثار في فحوصات المنشطات تعتبره مخالفاً للوائح المعتمدة. عموماً، يطمح الكروج الى الفوز في أثينا وفي سباق ال1500م تحديداً، هذا اللقب الذي ينقص سجله الحافل، بعدما سقط في نهائي السباق عام 1996 في أتلانتا، وحلّ ثانياً خلف الكيني نواه نغيني عام 2000 في سيدني. تسيّد الكروج انتصارات سباق 1500م منذ 1996، وأصبح خليفة للجزائري نور الدين مورسلي، ويعتبره الخبراء آخر عمالقة هذا الاختصاص، وأحد القلائل الذين طبعوا تاريخه، بدءاً بالاسترالي هيرب ايليوت الذي حقق 44 انتصاراً متتالياً ما بين 1954 أي حين كان في سن السادسة عشرة و1960، مروراً بالاميركي جيمس ريون الذي لم يخسر أي سباق في ال1500م والميل ما بين 1965 و1968، ووصولاً الى البريطاني سيباستيان كو حامل الرقم القياسي العالمي السابق في ال800م، والعداء الأقوى ما بين 1979 و1984. وبرز مورسلي على الساحة في سن الحادية والعشرين عام 1992، وتحكم بمجرياته على مدى أربعة أعوام مسجلاً 45 انتصاراً متتالياً بينها ثلاثة ألقاب عالمية 1991 و1993 و1995، واللقب الأولمبي في أتلانتا. وأول من أمس، رفع الكروج انتصاراته الى 82 انتصاراً في 84 سباقاً، لكنه بات أكثر اقتناعاً ان هناك شيئاً ما تغير، وهو ليس فقط فقدانه ايقاع السرعة المطلوب، والذي حاول في لوزان استرجاعه، قبل أن "تخور" قواه الى حد ما في المئة متر الأخيرة. من هنا اقتراب الكيني ايساك سونغوك منه، وتخلّفه عنه فقط بفارق جزءين من الثانية.