تطرق المشرف العام على المنتخب السعودي لكرة القدم في الجزء الأول إلى استعدادات "الأخضر" قبل مشاركته في كأس أمم آسيا المقبلة، ويواصل الأمير تركي حديثه عن الأجهزة الفنية: دعنا نتحدث عن المدرب فاندرليم الذي استمر مع المنتخب السعودي فترة طويلة .. هل استمرار المدرب ناتج عن قناعة بما قدمه أم أنه بحث عن الاستقرار؟ - الرجل جاء لتدريب المنتخب ونفذ كل ما هو مطلوب منه كما نفذ كل ما وعد به، وكانت نتائجه مع الفريق جيدة، وحقق بطولات قوية سبق أن خسرناها مع أجيال هم من أفضل الأجيال التي أنجبتها الملاعب السعودية، كما أنه صاحب منهجية ثابتة بدليل أن المنتخب حقق كأس العرب رغم وجوده في المستشفى، وهو ليس مجامل. ولكن الأمير هناك من يقول إن فاندرليم مدرب محظوظ وقد أنقذته بطولتا العرب والخليج من الإقالة؟ - عندما تعاقدنا مع المدرب كان الهدف هو إعداد المنتخب لكأس العالم 2006" ولذلك فالمخطط مسبقاً أنه سيستمر حتى لو لم يحقق هاتين البطولتين، خصوصاً أنه يمتلك المواصفات المطلوبة التي أوضحتها للمسؤولين قبل التعاقد معه، ومنها الطموح في عالم التدريب، وهذا ما يتصف به مدرب موناكو الفرنسي ديشامب الذي لم يعتزل اللعب إلا قبل موسمين أو ثلاثة. أما مسألة الحظ فهذا أمر جيد. بصفتك المشرف العام على المنتخب الأول . كيف تقيس نجاحات المدرب فاندرليم؟ - الرجل عندما جاء كانت لديه خطة ما زال في طور تنفيذها وطريقة تعامله مع اللاعبين والأجهزة الإدارية والطبية طريقة حضارية جدا" فهو محبوب من جميع اللاعبين وقوي الشخصية ولا يهمل عملية الانضباط ولا يمكن أن يتخذ أي قرار انفرادي" أي أنه يتشاور مع مساعديه الفنيين ويدافع عن رأيه بقوة ولا يرمي بأخطائه على الآخرين. كل هذه الأمور تؤكد أنه مدرب ناجح وجيد . المنتخب السعودي لم يعد يعتمد على النجم الواحد كما في السابق. ما رأيكم حول هذه النقطة؟ - منتخبات العالم منذ عشرين عاماً لا تعتمد على نجم واحد، والمنتخب السعودي واحد من هذه المنتخبات، وإن كان هناك شذوذ عن هذه القاعدة كاعتماد الأرجنتين على مارادونا وفرنسا على زيدان في الوقت الراهن، ولكن القاعدة أن الجماعية طغت على كل منتخبات العالم . كيف أسهم "الأخضر" في إعادة اكتشاف نجومية بعض اللاعبين أمثال السويد والعويران والدوخي؟ - اللاعبون الذين ذكرتهم هم من فرضوا أنفسهم ولم تتم مجاملتهم، وقبل ضم هؤلاء تم الاجتماع معهم وسألناهم: هل عندكم الطموح للعب وفق التعليمات والأنظمة الجديدة للمنتخب أم تكتفون باللعب محليا فقط؟ وكانت إجاباتهم: نعم . صف لنا حالة اللاعبين وكيفية انضباطيتهم داخل المعسكرات الماضية. - لمعرفتنا بهذه الانضباطية تم إلغاء منصب مدير الكرة في المنتخب السعودي لأن كل لاعب هو الإداري فمثلاً الجنوبي والصقري ونور والواكد والغامدي والمشعل هم حلقة الوصل بين زملائهم والمسؤولين الفنيين والإداريين، وهم من يجلسون زملاءهم للصلاة، وأذكر أن اللاعبين بعد إحدى المباريات تسلموا مكافآت تزيد على مكافآت الجهاز الطبي فرفضوا تسلمها إلا بعد مساواة الجهاز الطبي بهم . المدرب فاندرليم يركز في اختياره للاعبي المنتخب على لاعبي أندية الدرجة الممتازة ويهمل لاعبي أندية الدرجة الأولى؟ - هو عصر الاحتراف وبعد المباراة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين انتقل أكثر من 25 لاعباً من أندية الدرجة الأولى إلى أندية الدرجة الممتازة" وبالتالي تسهم أندية الممتاز في تطوير وتحسين ورفع مستويات اللاعبين ويتم اختيارهم للمنتخب. وخذ مثلاً على ذلك رضا تكر من أحد إلى الشباب وصاحب العبد الله من الخليج إلى الأهلي وصالح الصقري من الطائي إلى الاتحاد. وفي الماضي مثلا شايع النفيسة لو كان هناك احتراف لما جلس في ناديه يوما واحدا. ولكن المدرب يضم لاعبين ليسوا أساسيين في أنديتهم مثل حارس الشباب طارق الحرقان ومرزوق العتيبي؟ - أولا الحرقان حارس المستقبل للمنتخب وهذا اللاعب دخل في منظومة الوجوه الصاعدة والواعدة أمثال الغنام وناجي مجرشي وعطيف والبيشي، ولا نريد مدربي الأندية أن يختاروا لاعبي المنتخب السعودي بل نريد مدرب المنتخب السعودي أن يختار لاعبيه بقناعة تامة منه. وكيف تفسر تجاهل المدرب فاندرليم اللاعب حسين عبد الغني؟ - هذه وجهة نظر المدرب الذي حرص على ضم أي لاعب جاهز بدنيا ونفسيا وفنيا ويناسب خطة اللعب. وأين قناعات المشرف العام على المنتخب؟ - دخلت إدارة المنتخب وسأخرج منها ولم ولن أفرض أي لاعب على المدرب مهما كان وزنه وسمعته . ولكن هل قناعة المدرب صحيحة عندما يشرك العبدلي في مركز الظهير الأيسر في ظل استبعاد عبد الغني؟ - عبد الغني لاعب كبير والعبدلي لاعب كبير سبق له أن لعب في هذا المركز الذي شغله لغياب الجنوبي والصقري، وهذه وجهة نظر المدرب، وهذا هو الأهم لأنه سيحاسب. حصول المنتخب على بطولتي العرب والخليج هل عطل خطط التطوير؟ - كنتيجة عامة، بالتأكيد لا، ولكنه أثر نوعاً ما على الأداء، ونحن نعرف أن المنتخب ما زال يحتاج للعمل أكثر رغم فوزه بالبطولات.