مع اقتراب الصيف من ذروته يحذر الأطباء في السعودية من تفشي الأمراض الوبائية والمعدية، خصوصاً لدى الأطفال دون الخمس سنوات، وكبار السن، لأنهم اقل مناعة من غيرهم. ويؤكدون ضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية الصحية، خصوصاً لمن تضم منازلهم برك السباحة، او من تحيط بهم بعض المستنقعات الراكدة، او مجاري الصرف الصحي. وتهدف التحذيرات الى الحد من انتشار حمى الضنك التي ظهرت اخيراً داخل السعودية. ويؤكد الأطباء انها لم تصل الى مستوى الوباء. وأوضح استشاري الأمراض الباطنية والمعدية في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور عادل محمد الخزندار ان المسبب لهذه الحمى هو نوع من انواع البعوض الذي يطلق عليه Ades Egybti الحاملة للفيروس. ويصاب الشخص بتلك الحمى عند تعرضه للدغ البعوضة الحاملة والناقلة للمرض. اضاف ان هذه البعوضة تتكاثر في مياه البرك الراكدة مثل حمامات السباحة المنزلية، او مستنقعات مياه الأمطار، او مخلفات الصرف الصحي. وعكس ما هو متوقع، فإن النسبة الأعلى للإصابة بالمرض تكون في الصباح، وغالبية من يصابون بهذا النوع من الحمى النزيفية يشفون منها في شكل تلقائي، وبعضهم يتعرض لنزيف داخلي، او فشل في عمل الأجهزة الأساسية، مما يؤدي بطبيعة الحال الى الوفاة. وشدد محمد على اهمية الرش المستمر للمبيدات للقضاء على البعوضة الناقلة للعدوى. وأكد ان البعوضة هي المصدر الوحيد للإصابة بحمى الضنك، ولا يصاب الأشخاص من بعضهم بعضاً من طريق المخالطة او المصافحة او الرذاذ كما هي الحال في بعض انواع الحميات الوبائية الأخرى. ويحذر الأطباء من الأمراض التي يتعرض لها السكان في مثل هذا الوقت من العام مثل التسمم الغذائي الذي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في اشهر الصيف، بسبب ارتفاع معدلات الحرارة. ما يفسد الأطعمة بسرعة. وبحسب ما ذكر استشاري طب الأطفال في قسم الأطفال في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور حسين عبدالله بامشموس، فإن الأطفال هم الأكثر عرضة للتسمم الغذائي الفيروسي خصوصاً ما يسمى ب"فيروس الروتا". ويرجع السبب في هذه التسمية الى ان الفيروس يشبه في شكله تحت المجهر شكل العجلة. ويصيب المرض الأطفال دون العامين. وقد يسبب جفافاً في الجسم. وتراوح درجات الجفاف بين الخفيف، المتوسط، والشديد. وفي حال كان الجفاف خفيفاً، يعطى الأطفال كمية كبيرة من السوائل من طريق الفم. اما في الحالات الشديدة او حتى المتوسطة فيستدعي هذا دخول المستشفى لمدة لا تزيد عن الأربعة ايام وذلك لتعويض الأملاح المفقودة في الجسم، وأيضاً لمنع الإصابة بالفشل الكلوي الحاد. ومن الأمراض الصيفية الشائعة مرض "التيفوئيد" الذي قد ينتج من تناول اطعمة بحرية غير نظيفة. وعادة ما يظهر هذا المرض في المناطق الساحلية، او الواقعة على الأنهار. وينصح الدكتور بامشموس بتخفيف تناول هذه الأطعمة، والحرص كل الحرص على نظافتها في حال تناولها. ويضيف ان هناك بعض الأمراض التي تحمل صفة الوبائية تأتي مع الآتين من خارج السعودية. ومنها الالتهابات السحائية. ويشير الدكتور عادل الخزندار الى ان الأمراض الجلدية تشكل ابرز ما يواجه المصطافين في المناطق ذات الحرارة العالية. وهي تظهر على شكل طفح جلدي، او انواع متعددة من الحساسية التي يمكن ان يكون بعضها معدياً. لذا ينصح باستخدام الملابس القطنية، والمحافظة على نشاف الجلد في حال التعرق، والمحافظة على النظافة الشخصية في شكل دائم والابتعاد عن استعمال اغراض الغير خصوصاً في حال ارتياد المسابح العامة، واستعمال الكريمات الواقية من الشمس.