أعلن رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي ان لا عزل لأي جهة في المؤتمر الوطني العراقي، مؤكداً أن مقتدى الصدر سيمثل في المؤتمر، وأن الحكومة فتحت حواراً مع كل الأطراف بما فيها "ما يسمى بالمقاومة" التي لم ترتكب جرائم بحق المواطنين العراقيين، حول أسباب مشاركتها في ضرب البنى التحتية والنفط. وانتقد ضمناً تلميح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى احتمال تأجيل الانتخابات، مؤكداً أن حكومته تعتقل مئات من المسلحين. وأكد علاوي، الذي بدأ امس زيارة رسمية لبيروت بعد زيارة مماثلة لدمشق، أنه للمرة الأولى منذ عقود سيتم تمثيل كل الشرائح العراقية في العملية السياسية الجارية في شكل جيد، والتي "لن تخضع لأي تأجيل". وتحدث علاوي في لقاء مع الصحافة اللبنانية، ثم في لقاء سريع مع "الحياة" أمس، بعد اجتماع عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وقال إنه والوفد المرافق له خلال محادثاته في دمشق قدما "معلومات للأشقاء في سورية عن عناصر تساهم في دعم الأعمال العسكرية في العراق لتقويض الأمن وهي مهمة. وقلنا للأخوة في سورية اننا نعتقد بأن هذه العناصر وهي عراقية وغير عراقية تستغل حسن الضيافة، وبعضها موجود في لبنان وغيره أيضاً، وتحاول ايقاع الضرر وإشاعة الفوضى في العراق، واتفقنا على أسس لمعالجة الأوضاع الأمنية". وسألت "الحياة" علاوي هل ستشكل العقوبات الأميركية على سورية عائقاً أمام التعاون الاقتصادي الذي تحدث عنه خلال زيارته سورية، فقال: "هذا شأن اميركي. نحن نمثل العراق وقرارنا عراقي ولا علاقة لنا بذلك". وحرص علاوي والوزراء الأعضاء في الوفد، على شرح أهمية زيارته سورية، فقال وزير التخطيط مهدي الحافظ إن ما اتفق عليه في دمشق "انجاز سياسي كبير له مؤشرات مهمة جداً، والقيادة السورية حرصت على دعم الحكومة العراقية وتجلى ذلك في أمور منها قرب اعلان استئناف العلاقات الديبلوماسية. وسيعقد في دمشق مؤتمر لإعادة إعمار العراق يشارك فيه القطاع الخاص، وستشارك سورية في مؤتمر المانحين في طوكيو، فضلاً عن أننا عرضنا إمكانات وزارات البيئة والنفط والصحة والنقل وهيئة التخطيط، وحصل اتفاق شامل على كل الأمور". وتحدث وزير النفط سامر غضبان عن اتفاقات لتصدير سورية مشتقات نفطية الى العراق في مقابل تصدير ما يفيض من النفط الخام إليها، وعلى درس مشاريع استراتيجية، بينها انضمام العراق الى انبوب الغاز الرباعي السوري - المصري - الأردني - اللبناني ومشروع مصفاة مشتركة، وآخر لأنبوب نفط جديد عبر سورية. وأكد علاوي انه بات هناك "وضوح كامل في العلاقة مع دمشق، والعلاقات تبشر بالخير. هناك بعض التسميات قد يكون الاختلاف فيها كما نراه نحن، نتيجة تنوع الفهم الدقيق للأمور. نحن نرى ان السيادة انتقلت الى العراق، والقوات المتعددة الجنسية موجودة بقرار مجلس الأمن، وهي ضرورية وحين نقتدر تُسحب". وأكد ان وضوحاً حصل في النقاش مع الرئيس بشار الأسد، وهناك "التزام بمسألة التكامل والسلام في المنطقة". ونفى علاوي ان يكون تم بحث مسألة الوجود الإسرائيلي في العراق، لأن "لا صحة لذلك ولا نريد التعليق على شيء غير موجود". ورد على سؤال عن أنباء حول إمكان اعادة مد الأنبوب بين كركوك وإسرائيل ساخراً: "نريد فتح الأنابيب مع سورية والأردن والدول العربية". وشدد على أن برنامج الحكومة العراقية هو "التضامن مع الأشقاء لتحرير الأراضي المحتلة وقيام دولة فلسطينية". وعن انتقاد بعض الفرقاء اللبنانيين زيارته لبنان قال: "نحن في دعوة رسمية ولنا علاقات مع قوى سياسية في لبنان. من يريد مد اليد إلينا مرحباً به، ومن يريد مقاطعتنا مرحباً له وبه. نحن نشعر بأننا في بلدنا. ونريد بناء علاقات على اساس المصلحة المشتركة، والحكومة اكدت حرصها على العودة الى الأسرة العربية". واعتبر علاوي أن الوضع الأمني في بلاده "يتجه نحو السيطرة عليه، ولو كان العراق في خطر لما وجدتمونا غائبين عنه لأكثر من اسبوع، ومشكلة الفلوجة باتت تحت السيطرة، وأخذنا نعتقل العشرات والمئات من الذين يقتلون العراقيين ويفجرون البنى التحتية، وهذا الوضع الى زوال. وأخذ بعض يتعاون مع الحكومة وسلم اسلحة ومعلومات". إلى ذلك، أكد علاوي ل"الحياة" ان الوضع في العراق "سيتحسن كثيراً وسنبدأ ضخ أموال كثيرة لإعادة الإعمار، وسنمتص البطالة". وعن العلاقة مع إيران وقول وزير الداخلية العراقي ان دولاً غير عربية لا تتعاون، قال: "لا مشكلة مع ايران، هناك إشكالات في طريقها الى الحل، وأنا بعثت برسالة الى الرئيس الإيراني وسأزور ايران قريباً وسنصل الى اتفاقات كاملة". وعن مسألة التسلل عبر الحدود مع ايران وعلاقة بعض الأطراف الداخلية بها قال: "ليست لدينا مشكلة مع أطراف أو مشكلة سياسية مع طهران. هناك بعض العناصر التي تريد الإساءة الى العلاقات، ونحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح. فليس بالضرورة ان يكون الشخص الذي يسكن في لبنان يسيء. ولكن ربما، ومثلاً، هناك شخصان أو ثلاثة يسيئون. في ايران هناك بعض الأشخاص من المقيمين الأجانب وغير الإيرانيين يحاولون الإساءة الى العلاقات الإيرانية - العراقية. ونحن بصدد وضع النقاط على الحروف. إيران بلد جار وعزيز ومسلم وهذا المهم. ونحن في حديث مستمر معهم ونحاول ان نبني علاقات اخوية وسلمية مع ايران". وسألت "الحياة" علاوي عن رأيه في الانتقادات التي وجهها إليه مقتدى الصدر أخيراً، فأجاب: "نرحب بأي نقد أو أي هجوم، ما دام ضمن القانون. ولا مشكلة في أي نقد سياسي ضمن النظام". وأكد أن هناك اتفاقاً على إجراء الانتخابات في كانون الثاني يناير مع المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، وأن إحصاء سكانياً سيجرى في 12 تشرين الأول اكتوبر المقبل. واعتبر أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن إمكان تأجيل الانتخابات، سابق لأوانه "وكان يجب ان يلم بالحقائق قبل ان يطلق تصريحه، وإن شاء الله تحصل العملية الانتخابية والأمور تسير في شكل مطمئن". في الكويت، رفض مسؤول في وزارة الداخلية تأكيد ما نشر عن اكتشاف مخطط لاغتيال علاوي خلال زيارته المرتقبة للكويت، خلال جولته العربية. في الوقت ذاته، وصفت اذاعة دمشق نتائج زيارته سورية بأنها "منعطف كبير" في مسار الدور العراقي، مؤكدة أن "ما يجمع بين البلدين أقوى من كل المحاولات التي كانت ترمي إلى زرع بذور الخلاف بينهما، ومن كل الاتهامات الباطلة والظالمة التي كانت تسدد سهامها إلى سورية لإبعادها عن العراق". تصعيد ميدانياً، شهد العراق تصعيداً في المواجهات المسلحة، وخاضت الشرطة اشتباكات قرب بغداد اعتبرت الأعنف منذ نقل "التحالف" السلطة. وقتل ثلاثة عشر مسلحاً في عملية نفذتها قوات الأمن العراقية أثناء حملة دهم في بلدة بهرز عشرة كيلومترات عن بعقوبة بحثاً عن الأسلحة. وقدمت القوات الأميركية الدعم الجوي، فيما أكد ناطق عسكري أميركي اعتقال 15 مشتبهاً ومصادرة أسلحة وعتاد خلال غارة على مخابئ أعضاء في "جماعة الجهاد والتوحيد" التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي، وذلك قرب مدينة مندلي الواقعة شرق بعقوبة، على مقربة من الحدود العراقية - الإيرانية. وأوردت وكالة الأنباء الألمانية في نبأ لم تؤكده مصادر أخرى، أن القوات الأميركية مدعومة بغطاء جوي، حاصرت منزل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف أمس. ونقلت عن الشيخ أحمد الشيباني، الناطق باسم الصدر، قوله ان عشر عربات عسكرية حاصرت المنزل، مشيراً إلى تبادل للنار مع حرس الصدر، ومؤكداً أن العملية استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة. ولم يُعرف هل كان الزعيم الشيعي داخل منزله. وفي بغداد، قتِل الرائد خالد داود، أحد القادة البارزين في الجيش العراقي المنحل، في حين شهدت كركوك تصعيداً، إذ قتل خمسة اشخاص بينهم امرأة وطفلاها وجرحت ابنتها وشرطي ومقاتل من الحزب الوطني الديموقراطي، خلال اشتباكات بين مسلحين وعناصر من الشرطة. وأفادت وكالة "فرانس برس" أن مقتدى الصدر قاطع أمس انتخابات أجريت في النجف لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني الذي سيعقد آخر الشهر في بغداد، بحضور ألف شخصية لاختيار المجلس الوطني.