عادت الضغوط على منظمة"اوبك"امس بعدما سُلطت الاضواء عليها مجدداً في اعقاب اشارات رسمية من شركة"يوكوس"الروسية التي تحدثت عن امكانات اعلان افلاسها خلال شهر و"توقف"عملياتها ما قد يسحب من اسواق النفط العالمية ما قد يصل الى 1.7 مليون برميل يومياً. في الوقت نفسه توقعت مؤسسة"بترولوجيستكس"الاستشارية ارتفاع انتاج"أوبك"الشهر الجاري الى 30.01 مليون برميل يومياً بزيادة 270 الف برميل على حزيران يونيو بفضل ارتفاع الامدادات العراقية بعد تعطلها الشهر الماضي بسبب التخريب. وارتفع سعر خام"برنت"الى 37.50 دولار للبرميل والخام الاميركي الخفيف الى حدود 40.78 دولار للبرميل. وقال متعاملون في بورصة النفط الدولية في لندن"ان تعطل امدادات يوكوس قد يؤدي الى ازمة نفط صيفية في الاسواق وقد يدفع سعر الخام الاميركي الى تجاوز مستوى 42.45 دولار للبرميل وهو الاعلى، الذي تحقق في الازمة الاخيرة قبل نحو شهرين، منذ 21 عاماً. توقعت شركة النفط الروسية العملاقة"يوكوس"امس الخميس افلاسها خلال شهر تحت وطأة مطالبات ضريبية قياسية"ما لم تتمكن من جمع أموال قريباً". وقال ستيفن ثيد المدير التنفيذي للشركة"من المؤكد أن السيولة المالية لدينا ستنفد تماماً وسنعجز عن تمويل نفقات تشغيل عملياتنا والتزاماتنا في وقت ما من النصف الاول من آب اغسطس. ولارغام"يوكوس"على سداد ضرائب متأخرة تصل الى 3.4 بليون دولار تستعد السلطات الروسية لبيع وحدة"يوجانسكنفتغاز"، وحدة الانتاج الرئيسية المسؤولة عن 60 في المئة من الانتاج اليومي ليوكوس البالغ 1.7 مليون برميل. وتُقدر"يوكوس"قيمة وحدة"يوجانسك"بأكثر من 30 بليون دولار. لكن تيد قال"لا يمكننا ان نتوقع استرداد الباقي"من ثمن البيع بعد تسوية متأخرات ضرائب عام 2000. وحذرت الشركة من أن بيع وحدة يوجانسك قد يؤدي الى عجز الشركة عن الوفاء بعقود التصدير. وقالت في بيان"ادارة الشركة تبذل حاليا كل الجهود الممكنة لجمع أموال اضافية لسداد ديون الضرائب في أقرب وقت ممكن وتمويل عملياتها الحالية الا أنه اذا اخفقت هذه الجهود وجرى بيع يوجانسكنفتجاز فان ادارة الشركة ستضطر لاعلان افلاس أكبر شركة نفط في روسيا". وقال زاركو ستيفانوفسكي محلل شؤون النفط والغاز في شركة"اتون للسمسرة"في موسكو"اننا نشهد تحقق أسوأ الاحتمالات وأعتقد أن الافلاس يبدو أمراً مؤكداً بشكل أو بآخر لاننا لا نرى أي بوادر على الرغبة في التفاوض". وبدأ المسار النزولي ل"يوكوس"بعد اعتقال رئيسها التنفيذي انذاك ميخائيل خودوركوفسكي في تشرين الاول اكتوبر الماضي لمحاكمته بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي. ويقول محللون ان المطالبات بسداد ضرائب متأخرة على الشركة بلغت سبعة بلايين دولار وقد تصل الى عشرة بلايين دولار. وذكرت"يوكوس"انها ستبذل كل ما بوسعها لتفادي اعلان وقف الانتاج لظروف قاهرة. وقال بروس ميسامور المدير المالي للشركة في مؤتمر صحافي:"ان وقف الانتاج استناداً لظروف قاهرة هو آخر شيء نريد اللجوء اليه". وقالت"يوكوس"انها دفعت لشركة"ترانسفت"، التي تحتكر خطوط أنابيب النفط في روسيا، رسوم نقل امداداتها حتى نهاية آب. الا ان الشركة حذرت من ان أي توقف في عملياتها سيكون له"تأثير كبير"في صادرات النفط الروسية وسيؤدي الى"نقص حاد في امدادات المنتجات المكررة للسوق المحلية وخفض كبير في الضرائب والرسوم المدفوعة للاتحاد الروسي". تراجع الاسهم وهبطت أسهم الشركة الى أقل مستوى في 30 شهراً عند 5.7 دولار للسهم امس في بورصة أر.تي.اس في موسكو. وقالت شركة"اتون للسمسرة"التكهنات تشير الى قرب اشهار"يوكوس"افلاسها حتى تحظى بسيطرة أفضل على عملية تصفية الاصول والحيلولة دون بيع اصولها الاساسية مقابل سنتات من خلال عملية بيع مباشرة تتولاها السلطات. من جهة ثانية قالت الشركة"ان نقص السيولة يهدد بالاضرار بعمليات تصدير النفط وان بيع وحدة يوجانسك التابعة لها حسب اوامر القضاء الروسي قد يؤدي الى عجز الشركة عن الوفاء بعقود التصدير". وجاء في بيان اصدرته"حتى اذا أمكن التغلب على أزمة السيولة الحالية قد تضطر الشركة، نتيجة البيع الوشيك لوحدة الانتاج الرئيسية، الى التقدم بطلب لاشهار افلاسها وقد تعجز عن الوفاء بعقود التصدير المبرمة". وأضاف البيان"أن تحركات السلطات وأحدث بيان لوزارة العدل يجعل من المستحيل فعلياً على الشركة الاقتراض لسداد الديون كما أنها غير قادرة على جمع اموال من خلال بيع أصول بسبب تجميد أصولها وفي مثل هذا الموقف قد يحدث عجز في السيولة مما يؤدي الى توقف العمليات. ومثل هذ التوقف سيكون له تأثير ملموس في صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية من الاتحاد الروسي ونقص حاد في المنتجات المكررة للسوق المحلية وخفض كبير في الضرائب والرسوم المدفوعة للاتحاد الروسي". وأشارت"يوكوس"الى جهودها لتسوية نزاع مع السلطات الروسية بشأن الضرائب المتأخرة قائلة"اذا لم تسفر هذه الخطوات عن النتيجة المرجوة ستضطر قيادة يوكوس في المستقبل القريب الى اشهار الافلاس". تأثر"برنت" وبعد صباح شهد حركة شبه طبيعية سادها هدؤ في التعامل بعقود ايلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"بعدما حذرت"يوكوس"من أن أزمتها المالية قد تضطرها لوقف صادرات النفط. وبحلول الساعة الثانية عشرة بتوقيت غرينتش ارتفع"برنت"في عقود ايلول الى 37.50 دولار للبرميل من سعر الاقفال السابق مساء الاربعاء حين اقفل عند مستوى 37.16 دولار للبرميل. وزاد الخام الاميركي الخفيف الى 40.72 دولار للبرميل على شبكة أكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس. وقال متعاملون"ان السوق تترقب معلومات قد يكشفها رئيس"أوبك"بورنومو يوسجيانتورو خصوصاً بعدما اعلنت مؤسسة"بترولوجيستكس"الاستشارية، التي تراقب حركة الناقلات، ان من المتوقع ارتفاع انتاج"أوبك"الشهر الجاري الى 30.01 مليون برميل يومياً بزيادة 270 الف برميل عن حزيران يونيو بفضل ارتفاع الامدادات العراقية بعد تعطلها خلال حزيران بسبب التخريب. وكانت المرة الاخيرة الذي بلغ فيها انتاج"أوبك"مستوى 30 مليون برميل يومياً عام 1979. الخام الاميركي فوق 40 دولاراً وفي سنغافورة كانت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام في بورصة نايمكس مستقرة فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل مع انتظار السوق عوامل جديدة تحدد الاتجاه لكن سماسرة قالوا"ان اي تحرك على طريق النزول سينظر اليه على انه فرصة للشراء من جراء استمرار المخاوف من نقص امدادات المعروض". وبحلول الساعة 0240 بتوقيت غرينتش سجلت عقود النفط الخام الاميركي الخفيف لبورصة نايمكس للتسليم في ايلول 40.57 دولار للبرميل منخفضة سنتاً واحداً في التعاملات الالكترونية عبر نظام اكسيس في آسيا قبل ان يعاود الارتفاع. وكان هذا سابع يوم عمل على التوالي يبقى فيه سعر الخام فوق مستوى 40 دولاراً. ويوم الاربعاء قفزت عقود الخام 14 سنتا الى 40.58 دولار للبرميل بعدما قالت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام هبطت في الاسبوع المنتهي في السادس عشر من الشهر الجاري في حين زادت مخزونات البنزين. وقالت الادارة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية ان مخزونات النفط هبطت بمقدار 3.6 مليون برميل الى 299.3 مليون الاسبوع الماضي في حين كانت التوقعات تشير الى زيادة قدرها 1.2 مليون برميل. وزادت مخزونات البنزين بمقدار 2.5 مليون برميل الى 208.4 مليون برميل مقارنة مع توقعات لهبوط قدره 980 ألف برميل. في المقابل ذكرت وكالة أنباء"أوبكنا"امس أن سعر"سلة أوبك"تراجع الاربعاء الى 36.16 دولار للبرميل من 36.49 دولار الثلثاء. ويتجاوز سعر"سلة أوبك"الحد الاقصى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل منذ بداية السنة الجارية.