اعتمدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة السعودية برنامجاً متكاملاً لتنفيذ عدد من مشاريع المياه والصرف الصحي السنة المقبلة بكلفة 6 بلايين ريال 1.6 بليون دولار. وقال وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة عبدالله الحصين عقب اجتماع مجلس إدارة المؤسسة أول من أمس"إن تغطية السعودية بشبكة المياه المالحة مستمر، ويجري تنفيذ معظم المشاريع القائمة لمواجهة الزيادة الكبيرة في الطلب على الماء بسبب زيادة عدد السكان"، مبيناً أن مياه التحلية تُساهم بنسبة تُقدر بنحو 55 في المئة من إجمالي الطلب على الماء. وأشار إلى أن هناك مشروعاً ضخماً للمياه سيبدأ العمل فيه خلال أربع أو خمس سنوات في راس الزور في المنطقة الشرقية وسيُطرح للمناقصة على القطاع الخاص لتنفيذه بطاقة انتاجية تصل إلى 800 ألف متر مكعب مماثل لطاقة محطة الجبيل التي تغذي الرياض. وذكر الحصين"أنه سيتم خلال الشهور الأربعة المقبلة ضخ مياه مشروع حقل الحني، الذي يقع على بعد 150 كلم غرب الإحساء، ليساهم في تغذية الرياض بنحو 320 ألف متر مكعب يومياً، مشيراً إلى انه سيتم توقيع عقد حقل أم رمه بعد أيام مع شركة متخصصة لتقويم الحقل، وتوقيع عقد حقل الساق الذي يشكل 60 في المئة من المياه الجوفية. وأوضح أن كثيراً من تمديدات أنابيب المياه في المحطات قارب عمرها الافتراضي على الانتهاء ما يتطلب استبدالها، وقد حدث كثير من الأعطال لأنابيب المياه نتيجة ذلك ومنها الأنبوب الممتد من المنطقة الشرقية إلى الرياض ما تسبب في تسرب المياه وإهدارها. وأضاف الحصين:"ان مشروع وضع عدادات تسعيرة المياه في المشاريع الزراعية الكبرى ليس مدرجاً لدراسته حتى الآن، لكن موضوع العدادات يمثل خطوة أولى حيث سيتم إكمال برنامج المشروع بعد إصدار توجيه تركيب العدادات لمراقبة الاستهلاك". ونفى أن يكون هناك اتجاه لخفض تسعيره الكهرباء في الوقت الحالي، موضحا أن مراجعة التسعيرة من مسؤوليات المنظم الكهربائي. يُشار إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع تحلية المياة السعودية يراوح بين 10 و20 بليون ريال 2.5 - 5 بلايين دولار خلال العشرين سنة المقبلة، حيث تعتمد السعودية حالياً على 27 محطة حكومية لتحلية المياه المالحة تنتج نحو 537 مليون غالون من المياه المحلاة يومياً غطت أكثر من سبعين في المئة من احتياجات مياه الشرب. وتشير المصادر إلى أن أكثر من 20 شركة سعودية ودولية تقدمت أخيراً بعروض لبناء محطات لتحلية المياه على الساحلين الشرقي والغربي، إذ تحتاج السعودية حالياً إلى نحو 15 محطة للتحلية، إضافة الى احتياجاتها المستقبلية، في الوقت الذي تشير الدراسات الى ان استهلاك السعودية من المياه يبلغ نحو 5 ملايين متر مكعب ستصل الى 10 ملايين متر مكعب بعد عشر سنوات.