اقترحت منظمة التجارة الدولية، مساء أول من أمس الجمعة، الغاء كل المساعدات التي يتم تقديمها للصادرات الزراعية، في مشروع يشكّل"تسوية"تهدف إلى تحريك المفاوضات المتعددة الأطراف لدورة الدوحة، وذلك قبل انتهاء المهلة المحدّدة في نهاية تموز يوليو الجاري. وتلبية لطلب قدّمته منذ فترة طويلة الدول الفقيرة، التي ترى ان دعم الصادرات الزراعية يؤدي إلى"منافسة غير نزيهة"بالنسبة لمنتجاتها الزراعية، اقترحت المنظمة"الغاء متزامناً وفي مهلة معقولة لكل أشكال دعم الصادرات". وتأمل المنظمة بذلك تحريك دورة المفاوضات التي أُطلقت في الدوحة في نهاية 2001. وكان المؤتمر الوزاري للمنظمة، الذي عُقد في كانكون المكسيك العام الماضي، اصطدم بهذه المسألة لأن الدول الغنية اقترحت فتح مفاوضات حول لائحة من السلع التي ترتدي أهمية خاصة للدول النامية. وأعلن الاتحاد الاوروبي، الذي يقدّم بليوني يورو من المساعدات لدعم صادرات مزارعيه، في أيار مايو الماضي، استعداده لمناقشة تحديد موعد لإلغاء هذه المساعدات. إلا ان الاوروبيين اشترطوا طرح الغاء أشكال اخرى من المساعدات يرون انها دعم مقنّع للتصدير، على طاولة المفاوضات، مثل قروض التصدير والمساعدات الغذائية التي تدفعها الولاياتالمتحدة. ويقضي النص، الذي سلّمه المدير العام للمنظمة سوباشاي بانيتشباكدي ورئيس المفاوضات شوترو اوشيما، الجمعة، إلى الدول ال147 الأعضاء في المنظمة، بالغاء"الخلل التجاري"الذي تسبّبه قروض التصدير، عبر تقليص مهل التسديد إلى ستة أشهر. ويمكن أن يؤدي هذا الخفض إلى الغاء الجزء الأكبر من القروض التي تقدّمها الولاياتالمتحدة، وتبلغ مهل التسديد فيها ثلاث سنوات في بعض الأحيان. وستناقش الدول الأعضاء الأسبوع المقبل النص الذي قُدم الجمعة. وكانت الدول الأعضاء في المنظمة حدّدت مهلة تنتهي في نهاية الشهر الجاري للتوصل إلى اتفاق انتقالي حول دورة الدوحة. ويشير محلّلون إلى ان أي فشل في المفاوضات سيؤدي إلى إرجاء للمهل المحدّدة قد يبلغ سنوات عدة في هذه الدورة من المفاوضات، التي يُفترض أن تنتهي مبدئياً بكل جوانبها قبل نهاية السنة الجارية. وإلى جانب دعم الصادرات، تقترح الوثيقة فتح المزيد من الأسواق أمام المنتجات الزراعية، عن طريق صيغة تدريجية لخفض الرسوم الجمركية. لكن النص يشير إلى"بعض الليونة في ما يتعلق بالمنتجات الحساسة"، وذلك رداً على مخاوف الاتحاد الاوروبي والدول المستورِدة لمنتجات زراعية من دول مجموعة العشر اليابان، سويسرا، كوريا الجنوبية.... وستُعفى الدول الأقل تطوراً من الالتزام بخفض الرسوم الجمركية. أما في ما يتعلق بالقطن، الملف المهم للدول الأفريقية التي تعتبر ان الدعم الأميركي للصادرات يضر بها، فقد اقترحت المنظمة بدء مفاوضات في شأن"خفض تدريجي وفعلي"لهذا الدعم الذي يُفترض أن يحدّد سقف له. غير ان المنظمة تريد أن تجري المفاوضات في هذا الشأن في اطار المفاوضات الزراعية، بينما تريد الدول الأفريقية أن تتم معالجة هذه المسألة بشكل منفصل. وبمعزل عن الزراعة، اقترحت المنظمة بدء مفاوضات في شأن تبسيط الاجراءات الجمركية ملف تسهيل المبادلات، واستبعاد"مواضيع سنغافورة"الثلاثة الاخرى، أي الاستثمار والأسواق العامة والمنافسة، من دورة الدوحة، شرط أن تبقي على جدول أعمال المنظمة. وكانت الدول النامية رفضت في مؤتمر كانكون بدء مفاوضات في شأن هذه المواضيع، في غياب تنازلات من قِبل الدول الغنية في مجال الزراعة. وأدى هذا الخلاف آنذاك الى فشل المؤتمر.