التهمت النيران أكثر من 78 طفلاً وهم أحياء لتتركهم جثثاً متفحمة أمس، بعد حريق تضاربت الأنباء حول أسبابه، أتى على مدرسة ابتدائية في ولاية تاميل نادو جنوبالهند. وأعلنت الشرطة الهندية امس، ان حريقاً اندلع في مدرسة اللورد كريشنا، تسبب في مقتل عشرات التلاميذ، لافتة إلى أن حصيلة الضحايا إلى ارتفاع بسبب إصابة كثيرين بحروق خطرة. وأشارت تقارير سابقة إلى مقتل مئة تلميذ وادخال 34 طفلاً المستشفى، الا أن نائب مفتش الشرطة الجنرال آر.سي. كودوالا قال إن عدد القتلى هو 78، فيما قال مسؤول المنطقة جيه راداكريشنان أن العدد 71 قتيلاً. وتراوح أعمار التلاميذ في المدرسة المذكورة البالغ عددهم تسعمئة، بين 6 و13 عاماً. اندلاع الحريق وامتدت ألسنة اللهب من مطبخ المدرسة المغطى بسقف من القصب الى المبنى الرئيسي حيث كان 350 طفلاً متجمعين. وقال راجي ندران وهو ضابط شرطة في الموقع: "اندلعت النار أولاً في سقف الطابق الاول ثم امتدت الى بقية المدرسة". وقال مسؤول في بلدة كومباكونام الشهيرة بمعابدها الهندوسية والتي تقدر بنحو ألفي معبد والواقعة قرب مدراس عاصمة الولاية، انه أمكن إطفاء الحريق ونقل عشرات من التلاميذ المصابين الى المستشفى وعلق الأطفال وسط النيران بسبب سرعة انتشار السنة اللهب، بينما جرى إجلاء التلاميذ الآخرين. تضارب في الأنباء وتمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحريق بعد نحو ساعة. وتضاربت التقارير في شأن كيفية اندلاعه. وقال المفتش اس. ناتاراجاني إن العناصر الأولى للتحقيق تشير الى أن "موقد حطب في مطبخ المدرسة سبب الحريق أثناء إعداد وجبات الغداء للأولاد"، فيما رأى بعض التقارير أن الحريق نجم عن التماس كهربائي. وتحدثت شبكة إن دي تي في التلفزيونية عن احتمال اندلاع الحريق بسبب الكهرباء. ولم يتضح بعد ما إذا كانت المدرسة مزودة بوسائل الأمن اللازمة التي كان من الممكن أن تحول دون اندلاع الحريق. وقال شهود عيان إن ضيق مدخل المدرسة ربما ساعد في ارتفاع حجم الخسائر. ومع تصاعد الدخان من مبنى المدرسة، انضم مئات المتطوعين الى عمال اطفاء شقوا طريقهم وسط الأهالي الذين استبد بهم الخوف والقلق على أبنائهم وبناتهم من اجل إطفاء الحريق وإخراج القتلى والمصابين. الاهالي بين بكاء وضرب على الصدور وتدفق أهالي التلاميذ إلى المدرسة حيث كان يتم انتشال الجثث والى مستشفى المدينة الواقعة جنوب مدراس عاصمة ولاية تاميل نادو. وقال الصحافي جي. سرينيفاسان من موقع الحادث إن "بعض الآباء والأمهات ينهارون مع نقل الجثث لإحراقها". وأفاد أحد الشهود أن "الآباء والأمهات يبكون ويضربون صدورهم وينادون على أطفالهم. ساد الهلع بين الناس وبدأوا يركضون طلباً للمساعدة. استبد الذعر بالناس. لقد كان حريقاً ضخماً". وأصدرت حكومة تاميل نادو في وقت سابق هذا العام تعليمات بتزويد كل المباني الحكومية وسائل إطفاء الحرائق بعد مقتل 59 شخصاً بحريق في حفلة زفاف. وعادة ما تفتقر المدارس الهندية إلى معدات إطفاء الحرائق وتكتظ غرف الدراسة بالطلبة ولا يجرى تدريب المدرسين على إجراءات الكوارث. ويعتبر هذا الحادث أسوأ كارثة تشهدها الهند منذ احتراق نحو أربعمئة طفل أحياء في احتفال في ولاية هاريانا جنوبالهند.