1 السنة الهجرية الثانية صادفت بداية السنة الهجرية الثانية في الخامس من تموز يوليو سنة 623م، وفي تلك السنة وُلد مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، وكانت العرب تسمي تلك السنة بسنة الأمر بالقتال، وفي تلك السنة كانت غزوة العشيرة ضد قريش، وفي صلاة العصر يوم 17 شعبان تم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بدل بيت المقدس في فلسطين، وفي تلك السنة فُرِض الصيام، وأُمِر بزكاة الفطر، وبدأت غزوة بدر الكبرى بمبارزة يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان، حيث صرع المسلمون مُبارزيهم من المشركين، ثم التحم الجيشان طوال اليوم، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين في 20 رمضان، وتم في تلك السنة إجلاء بني قينقاع الذين كانوا أول اليهود نقضاً لعهدهم مع المسلمين، فقد اعتَدوا على مسلمة أثناء وقوفها في سوق المدينةالمنورة، فقام أحد المسلمين وقتل اليهودي، فاجتمع بنو قينقاع على المسلم وقتلوه، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوماً، وأجبرهم على الجلاء عن المدينة عقاباً لهم. 2 سنة التمحيص كانت العرب تسمي السنة الثالثة للهجرة: سنة التمحيص، وقد شهدتْ سَنَةَ 3 ه/ 624-625م أحداثاً كثيرة أهمُّها: غزوة قرقرة الكدر في شهر محرم، وقرقرة الكدر: أرضٌ مما يلي جادَّة العراق إلى مكةالمكرمة، وفي شهر صفر منها وقعت غزوة بني قيقاع، وفي جمادى الأولى وقعت غزوة وقعت غزوة بني سُليم ببحران، وفي منتصف رمضان المبارك وُلد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وقعت غزوة أُحُد في 7 شوال سَنَةَ 3 ه/ 625م، ودارت المعركة القوية بين المسلمين والمشركين، وكاد أن يكون النصر للمسلمين لولا انكشاف ظهرهم، عندما انشغل الرماة بجمع الغنائم، ففاجأهم العدو بهجوم خاطف حوَّل النصر إلى هزيمة. 3 يوم الرجيع قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أُحُد نفرٌ من عضل والقارة، وذلك في شهر صفر سنة 4ه/ 625م وطلبوا منه أن يبعث معهم نفرٌ من الصحابة يفقهونهم في الدين، ويقرئونهم القرآن، ويعلمونهم شرائع الإسلام، فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبدالله بن طارق، وأمَّرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم على القوم: مرثد بن أبي مرثد، فخرجوا حتى إذا أتوا على الرَّجيع غدروا بهم، والرجيع: هو ماءٌ لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهداة. 4 سنة الترفئة أطلق العرب اسم: سنة الترفئة على السنة 4 ه/ 625-626م، وفي صفر من تلك السنة وقعت غزوة الرجيع، وتبعتها غزوة ذات الرقاع في جمادى الأولى، وتم إجلاء بني نضير من المدينةالمنورة بعدما حاول بنو النضير قتل الرسول صلى الله عليه وسلم بإلقاء صخرة عليه، فحاصرهم المسلمون عشرون يوماً حتى طلبوا الصلح، وتمّ إجلاؤهم عن المدينة، وفي شعبان وقعت غزوة بدر الثانية، وسُمِّيتْ غزوة السُّوَيق. 5 سنة الزلزال كانت العرب تسمي السنة الخامسة للهجرة: سنة الزلزال، وقد شهدتْ سَنَةَ 5 ه/ 626-627م أحداثاً كثيرة أهمُّها: غزوة دومة الجندل في شهر ربيع الأول، وفي شعبان وقعت غزوة بين الْمُصطلق، وفي ذي الحجة 5 ه/ 627م وقعت غزوة بني قُريظة. ووقعت في شوال غزوة الخندق، فقد جاءت جيوش الكفر إلى المدينةالمنورة مقاتلةً تحت قيادة أبي سفيان، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ليشاورهم في الأمر، فتقدم سلمان الفارسي من الرسول صلى الله عليه وسلم، واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمون في حفر ذلك الخندق الذي صعقت قريش حين رأته في الأول من شهر شوال، وعجزتْ عن اقتحام المدينة. وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها إلا الرحيل والعودة إلى ديارهم خائبين. 6 غزوة بني قريظة حرّض يهود بني قريظة المشركين على المسلمين في غزوة الخندق، فسار الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى بني قريظة، وحاصرهم المسلمون أكثر من أسبوعين حتى استسلموا، وأُصْدِرَت الأوامر فضُرِبَت أعناق رجالهم، وأصبحت أموالهم ونساؤهم وذراريهم غنيمة للمسلمين. 7 وا صباحاه كانت العرب تسمي السنة السادسة للهجرة: سنة الاستئناس، وقد شهدتْ سَنَةَ 6ه/ 627-628م غزوة بني لحيان في شهر جمادى الأولى، وفي شعبان وقعت غزوة ذي قَرَد، فقد أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغابة، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع الذي غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله، معه فرس له يقوده، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم، فأشرف في ناحية سَلْع ثم صرخ: واصباحاه! ثم خرج يشتد في أثار القوم حتى لحقهم، فجعل يردُّهم بالنبل. فيقول قائلهم: أويكعنا هو أول النهار، وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوة وافرة من الصحابة. 8 بيعة الرضوان حين خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المدينة أول ذي القعدة سنة 6 ه/ 628م، قاصدين زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش، وسَرَتْ شائعةٌ أن عثمان بن عفان مبعوث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش قد قتله المشركون، فبايع الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على الموت في سبيل الله والثبات في وجه قريش. ثم خشيت قريش من بيعة الرضوان ودخلت في مفاوضات مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وانتهت بالإتفاق على صلح الحديبية أثناء عُرة الحديبية. 9 سنة الاستغلاب كانت العرب تسمي السنة السابعة للهجرة: سنة الاستغلاب، وفي تلك السنة أرسل رسول الله رُسلَه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فأرسل دحية إلى قيصر الروم، وأرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس في مصر، وأرسل عبد الله بن حذافة إلى كسرى المجوسي الفارسي، وأرسل غيرهم إلى ملوك آخرين، وقد شهدتْ سَنَةَ 7ه/ 628-629م فَتْحَ المسلمين لِحِصْنِ خيبر، فلمّا انتهت السنة السادسة للهجرة، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول صلى الله عليه وسلم لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز، فخرج الرسول الكريم مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم الى خيبر، و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد وتم له الفتح في شهر صفر. أرسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى شُرحبيل بن عمرو الغساني يدعوه إلى الإسلام، شُرحبيل قتل الرسولَ الذي أرسله رسول الله.