أجرى وزير النفط السوداني عوض أحمد الجاز، محادثات في باريس الأسبوع الماضي، مع مسؤولين في شركات وهيئات من قطاع النفط في فرنسا، بينها شركة"توتال"و"المعهد الفرنسي للنفط"و"مكتب التنقيب عن المعادن". وقال مسؤول في"توتال"، ل"الحياة"، ان"السودان يمثّل دولة نفطية مستجدة، حيث لم تكن هناك في هذا البلد قبل خمسة أعوام أي كميات نفطية مهمة، فيما هو ينتج اليوم 300 ألف برميل يومياً، وهو مستوى انتاج لا بأس به". ولفت إلى ان مستوى الانتاج السوداني"أعلى مما تُنتجه غينيا الاستوائية، وأكثر مما تُنتجه دول اخرى مثل الكاميرون والكونغو"، مؤكّداً ان السودان"دولة مهمة نفطياً"، علماً ان الانتاج اليوم يأتي أساساً من حقلين هما"اغنيك"و"يونيتي". وأشار المسؤول إلى ان هناك مواقع نفطية أخرى في مناطق شرق السودان"ستصبح منتِجة قريباً"، بينها الموقعين"3"و"5"،"ما يعني ان هناك احتمالاً حقيقياً بأن يصبح السودان دولة نفطية". وقال ان هناك مناطق شاسعة"لم تُستكشف بسبب الحرب"، موضحاً ان ل"توتال"منطقة توقّف العمل فيها منذ 20 عاماً وتمثّل وحدها ربع مساحة فرنسا تقريباً،"تقع على ملتقى بين حوضين نفطيين في جنوب السودان". وأضاف انه على رغم ان"الشركة لم تقم بما يكفي من أعمال زلزالية واستكشافية للتكهن بما يمكن أن تعطيه"، إلا ان الكميات النفطية المحيطة بمنطقة"توتال"ومستوى انتاج السودان الذي يبلغ 300 ألف برميل يومياً،"يسمح بتوقع مستقبل نفطي مهم للبلاد". واعتبر ان الحرب تعيق بدء العمل في منطقة"توتال"، مشيراً إلى انه"منذ أقل من شهرين قُتل بين 8 و10 من موظفي شركتي النفط الماليزية والصينية. الأوضاع الأمنية متدهورة بشكل دائم". وذكر ان الشركات الآسيوية وحدها تعمل في السودان حالياً، لافتاً إلى ان السودانيين يأملون ببلوغ مستوى 500 ألف برميل يومياً، مع"اكتشافات مهمة"في الموقعين"3"و"7"الموجوديَن شرق البلاد، والتي ستُضاف إلى الانتاج الحالي. وعن دارفور، قال المسؤول ان منطقة النفط تقع جنوب هذه المقاطعة. لكنه رفض القول ما إذا كان النزاع فيها سببه النفط، مشيراً الى ان"ما يتردد في الصحافة خاطئ كلياً"، لأن دارفور"ليست منطقة نفطية بشكل أساسي". وأضاف ان"توتال"تواصل محادثاتها مع وزير النفط السوداني والتي بدأتها قبل أعوام عدة، موضحاً انها تجدّد رخصتها من سنة الى أخرى مؤكدةً عدم قدرتها على العمل بسبب الأوضاع الأمنية. واعتبر ان نفط السودان من"النوعية الجيدة"، موضحاً انه يأتي من الجنوب عبر أنبوب نفطي طوله نحو 1400 كيلومتر يصل إلى الخرطوم، حيث يتم تكريره، فيما يتم تصدير الكمية المتبقية من بورتسودان لتُباع في السوق الدولية. وقال ان الحظر الأميركي يمنع أي شركة نفطية أميركية من العمل في السودان، مؤكّداً ان"توتال تتمنى أن يحل السلام بين الجنوب والشمال، بحيث يمكن اطلاق العمل من موقع الشركة". وذكر ان الصينيين بدأوا ينفّذون مخططاً وضعوه لإنشاء أنبوب في شرق البلاد، لنقل الاكتشافات الجديدة من الموقعين"3"و"7"إلى الخرطوم.