تطغى مواجهات المنتخبين التونسي والمصري لكرة القدم بشكل كبير على المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال العرب لكرة القدم المقررة مساء اليوم على ملعب المدينة الرياضية في بيروت، والتي تجمع الصفاقسي والاسماعيلي، وذلك نظراً إلى الندية والإثارة التي تطبع المباريات بين منتخبات البلدين في الفئات العمرية كلها، وبالتالي فهي ستكون حافلة بالمنافسة القوية والحماسة ويتوقع ألا تحسم نتيجتها حتى الصافرة الأخيرة. وينال الفائز مبلغاً نقدياً مقداره 6،1 مليون دولار في مقابل 066،1 مليون دولار للثاني و666 ألف دولار للثالث و500 ألف للرابع. وهي الجوائز المالية الأعلى بعد المسابقات الأوروبية. فنياً، أثبت الفريقان أحقيتهما في بلوغ المباراة النهائية من خلال النتائج التي تحققت منذ انطلاق المسابقة. موقعة صعبة يصف مدرب الصفاقسي مراد محجوب المباراة النهائية ب"غير السهلة" ويضيف "نستحق بلوغ الدور الاختتامي والإسماعيلي مصمم على الثأر ليس لخسارتيه أمامنا بل للكرة المصرية كلها. إنه فريق كبير، صحيح أننا عندما فزنا عليه في ربع النهائي غاب عنه لاعبوه الدوليون لكن هذا لا ينقص من قيمته لأنه يملك ترسانة مهمة من اللاعبين، وعدد الدوليين لا يزيد على ثلاثة". وعن تقويمه لأدائه عقب مباراتيه أمام الهلال، لفت محجوب إلى أن عروضه الميدانية اختلفت بشكل جذري "من هنا قولي إن المباراة ستكون صعبة". وأشار إلى أن "التركيز ضروري في مباراة اليوم ولا سيما أنها ستكون الثالثة في غضون ستة أيام وهذا أمر صعب لأننا في آخر الموسم". ويعول الصفاقسي على هدافه المالي تينيما نداي والدولي الصاعد هيكل غمامدية إضافة إلى صانع ألعابه الدولي الليبي طارق التايب. ويشكل هذا الثلاثي خطراً كبيراً على خطوط دفاع الفرق المنافسة، لأن في إمكانه قلب النتيجة في أي وقت على غرار ما حصل ضد الزمالك عندما حولوا تخلفهم بهدف إلى فوز ثمين بهدفين في مقابل هدف في إياب نصف النهائي. في المقابل، أكد مدرب الإسماعيلي الألماني ثيو بوكير، أن فريقه سيكون جاهزاً للمباراة النهائية، وقال: "فرصنا للفوز باللقب متساوية مع الصفاقسي ولسنا هنا على سبيل الصدفة، لدينا فريق شاب يملك مؤهلات فنية جيدة ويلعب بطريقة جماعية تبشر بالتفاؤل بخصوص المستقبل. أحضِّره بأسلوب احترافي وأجهد لأوظف اللاعب المناسب في المكان المناسب من دون النظر إلى خبرته أو سنه". وكان مدرب الهلال البرازيلي أوسكار رشح الإسماعيلي لإحراز اللقب "بفضل الأداء الجماعي وحيوية الشباب، بينما يتميز الصفاقسي أكثر بالمهارات الفردية". ولا يعتمد الاسماعيلي على نجم أو نجمين بل يعول على مجموعته الكاملة التي تضم لاعبين أبلوا بلاء حسناً طيلة الموسم في مقدمهما الدوليان أحمد فتحي وحسني عبد ربه إضافة إلى الهدافين عمر جمال ومحمد محسن أبو جريشة. ويغيب عن صفوفه لاعبه الدولي المالي درامان تراوري بسبب خلاف بين إدارة النادي والاتحاد المالي للعبة الذي عرض على الفريق المصري لاعبين ماليين في مقابل التخلي عنه للاحتراف في الخارج. المركز المعنوي ويلتقي الزمالك مع الهلال على المركز الثالث في مباراة سيكون الفوز فيها معنوياً. وتخيم على المباراة أجواء أعمال الشغب التي سادت نصف النهائي بين الزمالك والصفاقسي، وبالتالي فإن معنويات اللاعبين المصريين قد تتأثر بما حصل وتوقيف بعض أساسييه، وكادت المباراة تتعطل منذ بدايتها نتيجة العصبية الزائدة من الطرفين. وبدا الطرف المصري مترابط الخطوط وأفضل بكثير مما ظهر عليه في مباراة الذهاب، فكان السبّاق إلى التسجيل لكن التسرع منعه من تعزيز النتيجة، في مقابل سعي الصفاقسي إلى امتصاص فورته التي استمرت حتى معادلته وتأكيد تفوقه الإجمالي بعدها. وافتتح عبد الحليم التسجيل للزمالك إثر تسديدة رأسية بعدم تلقف الكرة من ضربة حرة نفذها حازم إمام . وتكرر السيناريو ذاته في الدقيقة 84 حين دخلت رأسية السنغالي بابا بامليك الشباك المصرية إثر تسديدة حرة نفذها عبد الكريم النفطي. واحتج الزمالكاويون على قرار احتسابها أساساً، فكان هرج ومرج واشتباكات بين اللاعبين امتدت إلى المقصورة الرئيسة، وهي عادة "يشتهر" بها الزمالك في الدوري المحلي... وتوقفت المباراة 10 دقائق قبل أن تستأئف ويتمكن الصفاقسي من تعزيز رصيده في الوقت المحتسب بدل الضائع، إذ سجل نداي المنفرد هدف الفوز في مرمى هيكل غمامدية. وأنذر الحكم بشير التابعي ومحمد صديق والمعتز بالله وحسام حسن وجمال حمزة من الزمالك وطرد له مدحت عبد الهادي وطارق السيد. وطالت الإنذارات طارق ابراهيم وتنما وأنيس بوجلبان في صفوف الصفاقسي. وبلغت تداعيات "الأزمة بين الطرفين حدّ الاشتباك مجدداً بين اللاعبين في مكان إقامة الفرق، ما ألحق أضراراً بإحدى الصالات وطاولاتها ومقاعدها.