ستة وخمسون عاماً مرت على تشريد ملايين اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة التي حلت بهم على ايدي العصابات الصهيونية عام 1948، ولا تزال اسرائيل تتنكر لحقهم في العودة الى ديارهم بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الرقم 194، وتسعى بالوسائل كافة الى اجبارهم على التخلي حتى عن الحلم بالعودة الى مدنهم وقراهم ومنازلهم وممتلكاتهم السليبة. ويقول الباحث الفلسطيني البارز في قضية اللاجئين الدكتور سلمان ابو ستة في مقدمة "دليل حق العودة" انه "لم يحدث في التاريخ الحديث مثل اخر غير فلسطين ان هجمت اقلية اجنبية مهاجرة، مدعومة بالسلاح والمال والتأييد السياسي الغربي، على الغالبية الوطنية في البلاد وطردتها من اكثر من 1000 قرية ومدينة، وجعلت ثلثي شعبها من اللاجئين". ومنذ نكبة 1948، التي شردت العصابات الصهيونية ابانها نحو 700 الف فلسطيني تحولوا الى لاجئين، يعيش اليوم نحو خمسة ملايين لاجئ في المنافي، يعانون الامرّين في المطارات وعلى الحدود خارج وطنهم، وعلى الحواجز وفي السجون، وحتى في المقابر داخل وطنهم، على ايدي بعض زعماء العصابات الصهيونية واولادهم واحفادهم. وتشير احصاءات وثيقة غير رسمية صادرة عن وكالة الاممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "اونروا" الى ان عدد اللاجئين المسجلين لديها اليوم يصل الى 4.136.449 لاجئاً فضلاً عن بضع مئات الالوف غير المسجلين لدى الوكالة موزعين في خمس مناطق عمليات هي الاردن 1.740.170 ولبنان 394.537 وسورية 413.827 والضفة الغربية 665.246 وقطاع غزة 922.674. ويعيش هؤلاء في 59 مخيماً، منها 10 في الاردن و12 في لبنان و10 في سورية و 19 في الضفة الغربية وثمانية في غزة. وتقدم "اونروا" التي تأسست في الثامن من كانون الاول ديسمبر 1948، وبدأت عملها في الاول من ايار مايو 1950، خدمات في مجالات التعليم والصحة والاغاثة والخدمات الاجتماعية، فضلاً عن قروض لاقامة مشاريع صغيرة. ويتلقى 491.978 تلميذاً من ابناء اللاجئين المسجلين تعليمهم الابتدائي والاعدادي وخمس مدارس ثانوية في لبنان، في 190 مدرسة في الاردن، و86 في لبنان، و115 في سورية، و95 في الضفة و177 في غزة، في حين يبلغ عدد موظفي التعليم 15.814 موظفاً. وتشير الاحصاءات الى ان كل تلميذ في المرحلة الابتدائية يكلف "اونروا" 336.2 دولار اميركي سنوياً في الاردن، و463.5 دولار في لبنان، و156.8 في سورية، و398.6 في الضفة، و304.1 في غزة. اما كل طالب اعدادي فيكلف موازنة "اونروا" نحو 379.7 في الاردن، و719.4 في لبنان، و237.9 في سورية، و415.2 في الضفة، و584.7 في غزة. ويبلغ عدد مراكز التدريب المهني اثنين في الاردن، وواحداً في لبنان، وواحداً في سورية، وثلاثة في الضفة وواحداً في غزة. اما عدد المراكز الصحية فيبلغ 23 في الاردن، و25 في لبنان، و23 في سورية، و34 في الضفة، و17 في غزة. في حين يصل عدد الموظفين في الصحة الى 902 في الاردن، و552 في لبنان، و461 في سورية، و710 في الضفة، و1002 غزة. وزار هذه المراكز وغيرها من المراكز التي تقدم خدمات لصحة الاسنان والأم والطفل والامراض المزمنة 9.990.780 لاجئاً خلال العام الماضي في المناطق الخمس. وتصل نسبة مساكن اللاجئين المتصلة بشبكة المياه الى 99 في المئة في الاردن، و97 في المئة في لبنان، و95 في المئة في سورية، و100 في المئة في الضفة، و100 في المئة في غزة. اما تلك المتصلة بشبكة الصرف الصحي فتصل الى 86 في المئة في الاردن و63 في المئة في لبنان و87 في المئة في سورية و66 في المئة في الضفة و81 في المئة في غزة. وتصل نسبة حالات العسر الشديد الفقر المدقع في الاردن الى 2.7 في المئة، والى 11.4 في المئة في لبنان، و7.5 في المئة في سورية، و5.7 في المئة في الضفة، و9.4 في المئة في غزة.