يستوقف صحافي رجلاً في احد شوارع بغداد ويطرح عليه سؤالاً عن الوضع الأمني. ويرد الرجل بكل سعادة قائلاً: "تحسنت الاوضاع الامنية كثيراً، فقد كنا نعود الى بيوتنا في السابعة والنصف مساء، لكن اصبح بوسعنا الان البقاء في الخارج حتى السابعة وخمس واربعين دقيقة". ويؤدي تأثير صوت انفجار الى اهتزاز الكاميرا ما يضيف جرعة ساخرة من الواقعية على هذا المشهد الكوميدي الذي تقدمه قناة عراقية جديدة، سعياً الى اجتذاب المشاهد بأسلوب فريد من السخرية السياسية والاجتماعية. و"الشرقية" هي اول قناة تلفزيونية عراقية خاصة اطلقت بثاً فضائياً يصل الى ما يزيد على 90 دولة في 11 حزيران يونيو لتشكل منافساً لقنوات عربية اخرى راسخة مثل "الجزيرة". ويقول مدير قناة "الشرقية" ان طاقم القناة الحالي المكون من مئة شخص يأمل في اجتذاب قطاعات كبيرة من المشاهدين من طريق استخدام الكوميديا السياسية ونوع من التغطية الاخبارية المستقلة لم يعرفها العراق طوال عقود من حكم الديكتاتور المخلوع صدام حسين. وقال علاء الدهان مدير المحطة خلال حديث من مكتب القناة في بغداد: "يتعين علينا مواجهة قضايا الشعب العراقي. انه بحاجة الى ابتسامة وضحكة لتخفيف التوتر. ولدى استخدام الفكاهة فان الرسالة تصل بشكل اسرع". وسيصل بث القناة الذي تنقله ثلاثة اقماراً صناعية الى شتى مناطق العراق في المستقبل القريب، ويقول الدهان: "ان لم نعرض نحن مادة عراقية ونهتم بثقافتنا فمن سيفعل؟". ويسأل منتقدون ما اذا كان يتوافر في العراق صناعة ترفيهية يمكنها تلبية مطالب المحطة، كي لا تصبح تحت رحمة البرامج الأجنبية. وأقامت المحطة التي أسسها سعد البزاز رئيس تحرير صحيفة "الزمان" استوديوات في بغداد ودبي. واعتمدت على التمويل الرئيسي من جانب مستثمرين محليين واجانب.