أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي ضرورة حل أي سوء تفاهم في القضايا الأمنية مع دول المنطقة عبر الحوار، معرباً عن امتعاضه من الحوادث التي سُجلت أخيراً بين إيران وكل من قطر والإمارات، في إشارة إلى اعتقال صيادين إيرانيين ومقتل أحدهم على أيدي رجال البحرية القطرية، واعتقال البحرية الإماراتية صيادين إيرانيين، واحتجاز البحرية الإيرانية صيادين إماراتيين. وانتقد خاتمي "تضخيم مثل هذه الحوادث"، في حين كشفت الخارجية القطرية ملابسات "دخول سفينتي صيد ايرانيتين المنطقة الاقتصادية لدولة قطر، لممارسة الصيد من دون اذن السلطات" في ذلك البلد. وأعلنت أن السفينتين "استخدمتا شباكاً محظورة". وخلال مؤتمر صحافي حاول خاتمي التقليل من أهمية تلك الحوادث، لكنه تساءل عن توقيتها قائلاً: "من الطبيعي أن يتخطى قارب صيد الحدود البحرية لهذه الدولة أو تلك لعشرة أمتار أو عشرين، وهذه الأمور كانت تحصل بيننا، فطالما تخطت قوارب الصيد لأصدقائنا في الضفة الثانية من الخليج، مياهنا الاقليمية وكذلك بالنسبة إلى قوارب صيد إيرانية. لكن ما يثير التساؤل هو تضخيم مثل هذه الحوادث". وزاد: "هذا الوضع غير مقبول، ونتمنى أن يصلح أصدقاؤنا في الدول المعنية الأمر، وألا تتجاوز القضية سوء التفاهم، لأن ذلك لا يصب في مصلحة المنطقة، وينبغي أن نرسخ الأمن والاستقرار فيها عبر التفاهم". وكانت الخارجية الإيرانية استدعت السفير القطري في طهران، وأبلغته احتجاجها على مقتل صياد إيراني وجرح آخرين برصاص البحرية القطرية، مطالبة بمعاقبة الفاعلين. وقالت مصادر إيرانية ل"الحياة" ان ما حصل "أحداث منفصلة ليست لها أي خلفية سيئة"، معربة عن أملها بايجاد "حل سريع للمشاكل الأخيرة عبر الحوار". في الدوحة، نسبت "وكالة الأنباء القطرية" إلى مصدر مأذون له في وزارة الخارجية تأكيده أمس أنه "تصادف وجود مراكب الصيد الإيرانية في مناطق انتاج النفط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة قطر". وأضاف ان "المراكب لم تتجاوب مع نداءات السلطات القطرية بالتوقف للتفتيش والتعرف، وتوفي في هذه الأثناء أحد البحارة ممن كانوا على متن واحد من تلك المراكب". وأكدت الخارجية "حرص قطر على علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل التي تربطها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتمسك بالمستوى المتميز للتفاهم بين كبار المسؤولين في البلدين".