تصاعدت أمس المواجهات المسلحة والتفجيرات والاغتيالات في العراق، وقتل 12 عراقياً وجرح 13 بهجوم انتحاري قرب الكلية العسكرية العراقية في الرستمية قرب بغداد، فيما قتل جندي اميركي وجرح اثنان قرب مدينة التاجي. ووقع انفجار قوي في محيطة "المنطقة الخضراء"، حيث مقر قوات "التحالف" اطلقت بعده صفارات الانذار، في حين شهدت مدينة الصدر مقتل خمسة، بينهم قائد ميداني في "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر. كما قتل اثنان من موظفي قناة "العراقية" قرب الحدود مع سورية، وشهدت كركوك مواجهات بين الشرطة ومسلحين، واغتيل احد الزعامات الدينية امام عائلته، كما اغتيل المختار العربي لحي النصر في منزله، وفي بعقوبة نجا قائد شرطة منطقة الأطراف من محاولة اغتيال. قتل جندي اميركي وجرح اثنان عندما هاجم مسلحون وحدتهم بسيارة ملغومة واسلحة خفيفة. وقالت ناطقة عسكرية ان الجنود ردوا على النار في موقعهم خارج بلدة التاجي شمال بغداد، فأصابوا أحد المهاجمين. واعلنت الشرطة العراقية ان انتحارياً فجر سيارته الملغومة حين حاول افراد منها منعه من الوصول الى قاعدة اميركية شديدة التحصين في بغداد امس. وذكر ناطق عسكري اميركي ان 12 عراقياً قتلوا وجرح 13 آخرون بالانفجار الذي وقع على بعد امتار من كلية عسكرية عراقية سابقة في حي الرستمية جنوب شرقي بغداد، تشغلها الآن القوات الاميركية التي ساهمت في نقل الضحايا الى مستشفى. وقال الرائد عبدالرزاق كاظم الذي كان في موقع الهجوم ان أربعة من رجال الشرطة واثنين من المدنيين قتلوا، وأن سيارتي شرطة حاولتا اعتراض سيارة مريبة انحرفت فجأة عن الطريق متجهة الى القاعدة، فانفجرت ودمرت احداهما والحقت اضراراً جسيمة بالاخرى. وشوهدت جثتان متفحمتان في حطام سيارة الشرطة المدمرة. ولم يبق من السيارة المهاجمة سوى محرك محترق على الطريق الذي تناثرت عليه قطع الزجاج والمعدن، كما لحقت اضرار بثلاث سيارات مدنية وسيارة شحن صغيرة وشاحنة. الى ذلك، قال ناطق عسكري ان انفجاراً وقع في مقر الادارة الاميركية في "المنطقة الخضراء" في بغداد امس، يعتقد بأنه ناجم عن هجوم صاروخي. وانطلقت صفارات الانذار بعد الانفجار، بينما ارتفعت أعمدة الدخان فوق المجمع الواقع على الضفة الغربية لنهر دجلة. وفي مدينة الصدر قال قياديون في "جيش المهدي" ان خمسة عراقيين، ثلاثة منهم مدنيون، قتلوا في اشتباكات مع القوات الاميركية. وكان بين القتلى كريم درعان وهو قائد ميداني، ولوح مئات من المسلحين بالبنادق الالية وقاذفات الصواريخ في جنازته مرددين "مقتدى... مقتدى" وراء نعش درعان الذي حمل فوق سيارة ملفوفاً بعلم العراق القديم. في غضون ذلك، اغتيل سائق وفني يعملان لقناة "العراقية" التلفزيونية ، وذلك في مدينة القائم قرب الحدود مع سورية. وقال مسؤول في القناة ان "السائق جواد قاسم حمادي والفني عبدالكريم جاسم توجها الى القائم 400 كيلومتر غرب بغداد لاقامة محطة تقوية للارسال. وفقدا الجمعة الماضي عندما كانا يستعدان للعودة الى العاصمة". ومعروف ان "التحالف" يشرف على تمويل قناة "العراقية". واصيب عراقي اثر هجوم على قافلة مدنية يرافقها جنود من "التحالف" قرب مدينة الاسكندرية 50 كيلومتراً جنوببغداد، ولم يسفر عن ضحايا بين الجنود. وفي كركوك قتل مدني وجرح سبعة من رجال الشرطة في اشتباكات مسلحة، كما اغتيل مختار عربي بالرصاص في منزله، بحسب مصادر طبية وفي الشرطة. وذكرالمقدم حسين علاوي ان "اشتباكات اندلعت فجراً في حي العروبة في الجانب الشرقي من المدينة، بين عناصر من الشرطة ومهاجمين مجهولين، استمرت اكثر من خمسين دقيقة واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة، واكد مقتل المواطن شجاع عبدالله 48 سنة فيما كان خارجاً من مسجد "الغفار" في حي العروبة". وذكر علاوي ان مختار حي النصر في كركوك دليل ظمد شايع جدير اغتيل بالرصاص ليل السبت - الاحد في منزله. وقال ان "ثلاثة مسلحين طرقوا باب منزل المختار واطلقوا ثماني رصاصات عليه امام عائلته. والمختار 52 سنة الذي يعمل ايضاً في الشرطة، وهو من العرب الوافدين الى كركوك في اطار سياسة التعريب التي نفذها النظام السابق. وافاد المصدر ان قذيفة استهدفت منزل والد مدير شرطة المحافظة شيركو شاكر حكيم، لكنها سقطت في حديقة المنزل من دون ان تؤدي الى اصابات. كما اقتحم اربعة مسلحين منزل اياد خورشيد حميد واردوه قتيلاً، ويعد خورشيد من الزعامات الدينية البارزة في كركوك، وكان يدعو الى التسامح ويدين الهجمات ضد قوات "التحالف". واغتيل جليل محمد في منزله، وهو شرطي كان مسؤولاً محلياً في عهد النظام السابق، وجرح ستة من رجال الشرطة في المدينة عندما تعرضت دوريتهم الى مكمن وتمكن المهاجمون من الهرب. وفي بعقوبة قال قائد الشرطة في اطراف المدينة انه تعرض مساء أول من امس الى محاولة اغتيال، نجا منها بعد اصابته بطلق ناري.