أيد مجلس الوزراء السوداني في جلسة طارئة أمس برئاسة الرئيس عمر البشير بروتوكولات السلام الثلاثة التي وقعتها الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الأربعاء. وقللت الخرطوم من مطالب المعارضة بتحويلها من اتفاق ثنائي إلى قومي. ويعاود النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة" جون قرنق الخميس المقبل محادثاتهما لمناقشة تنفيذ ما اتفقا عليه وترتيبات وقف النار الدائم. واطلع طه مجلس الوزراء على تفاصيل بروتوكولات اقتسام السلطة ومستقبل المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابيي. وقال وزير الإعلام الزهاوي إبراهيم مالك للصحافيين إن مجلس الوزراء رحب بالاتفاق واعتبر ترجمته مسؤولية الشعب وليس الحكومة وحدها. وقلل من مطالب المعارضة بتحويل الاتفاق من ثنائي إلى قومي وانتقادها ضعف نسبة مشاركتها في الحكومة الانتقالية. وقال إن الفرصة كانت مفتوحة أمامها، وان المجال ما زال مفتوحاً لها للمنافسة في الانتخابات التي ستجرى بعد ثلاث سنوات. إلى ذلك، يستأنف طه وقرنق محادثاتهما الخميس المقبل في كينيا لمدة ثلاثة أيام بهدف الاتفاق على جدول زمني وطرق تنفيذ الاتفاقات وترتيبات وقف النار لإقرار موضوعات تطرح على اللجان الفنية المشتركة التي تبدأ في 22 حزيران يونيو المقبل لقاءات للاتفاق على تفاصيل وقف النار ونشر المراقبين وفصل القوات وانشاء المؤسسات الدستورية والسياسية والتنفيذية خلال المرحلة الانتقالية. وينتظر أن يناقش مجلس الأمن الأسبوع المقبل مشروع قرار يرحب باتفاق الحكومة و"الحركة الشعبية"، يتبعه قراران في الأشهر المقبلة لتشكيل قوات حفظ سلام دولية في السودان عقب إقرار السلام النهائي. ووصف المفوض الأميركي في الأممالمتحدة ستيوارت هوليداي مهمة البعثة الدولية بأنها ستكون "خطيرة بعض الشيء بسبب مساحة السودان الكبيرة"، مشيراً إلى أن موعد نشر القوات سيكون مرتبطاً بقرار سيصدر الشهر المقبل بعد توضيح التقويم اللوجستي لمهمتهم وعددهم ومواقع انتشارهم. وفي أسمرا، اتهم متمردو دارفور القوات الحكومية بقتل 28 مدنياً وجرح 30 آخرين بقصف جوي على مناطق مدنية قرب مدينة الفاشر. ونقل الى "الحياة" الناطق باسم "حركة تحرير السودان" محمد حامد علي "ان القوات الجوية السودانية استخدمت طائرة انتونوف ومروحتين لقصف سوق ثابتة على بعد 40 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور. وأكد المتمردون ان القصف الجوي حصل مع توقيع الحكومة على اتفاق في أديس ابابا لرقابة وقف النار والسماح بوصول الاغاثة الى المتضررين"، معتبرين ان "الخرطوم تخطط لاستفزاز" المتمردين لمهاجمتها وتحميلهم مسؤولية نسف الاتفاق وتفويت فرصة دخول منظمات الاغاثة الى دارفور. وأكد شهود وقوع القصف الجوي على احدى الأسواق والتجمعات عصر الجمعة وموت العشرات. الى ذلك، التقى زعيم "التجمع الوطني" محمد عثمان الميرغني للمرة الأولى بوفد من متمردي دارفور برئاسة عبدالواحد محمد نور في العاصمة الاريترية أسمرا. وعلم "ان المتمردين أبلغوا الميرغني تطورات الأوضاع في دارفور"، ودعوا الى "دور ايجابي وفعال للتجمع في دارفور في وقت أخذت فيه القضية تنحو نحو التدويل بسرعة". وكشفت المصادر "ان الميرغني اقترح على المتمردين زيارة القاهرة ولقاء مسؤولين مصريين وتوضيح حقيقة الأوضاع".