تتجه منظمة"اوبك"الى اصدار قرار في اجتماع بيروت، المتوقع انعقاده في الثالث من حزيران يونيو،"تعليق العمل"بسقف الانتاج وافساح المجال للدول الاعضاء ضخ"ما يلزم"من النفط بهدف"اعادة التوازن"الى الاسعار. وذكرت صحيفة"وول ستريت جورنال"امس ان بعض الدول اشترط مقابل موافقته على ذلك رفع مستوى"سلة الاسعار"بنحو 8 دولارات من ما بين 22 و28 دولاراً للبرميل الى ما بين 30 و38 دولاراً للبرميل. ويُعتقد ان تعليق العمل بسقف الانتاج لن يزيد كثيراً في امدادات الاسواق لكنه سيؤثر نفسياً في الاسواق. وتتركز الجهود حالياً على منع تجاوز اسعار الخام الاميركي مستقبلاً مستوى 40 دولاراً وعلى منع"برنت"من تجاوز مستوى 35 دولاراً للبرميل. حجزت السعودية أربع ناقلات نفط عملاقة للقيام برحلات الى الولاياتالمتحدة حاملة شحنات في أوائل تموز يوليو المقبل في اشارة الى الحرص على توريد امدادات كافية للأسواق في فصل الصيف. وقال سماسرة شحن في لندن ان شركة"فيلا انترناشونال مارين"الذراع المختصة بحجز الناقلات التابعة لشركة"أرامكو"النفطية السعودية حجزت السفن"باتريس"و"ماريتايم جول"وسفينتين عملاقتين تديرهما"تانكار انترناشونال"لتحميل ثمانية ملايين برميل من النفط الخام الى خليج المكسيك في الفترة من الاول والثالث من تموز. ومع افتراض ان الرحلة من الخليج الى الولاياتالمتحدة تستغرق بين 35 و40 يوماً من المتوقع أن تصل الشحنات في منتصف آب اغسطس. وقال أحد السماسرة"من غير المعتاد أن يأتوا في هذا الوقت المبكر... لكن الكميات لا تختلف عن المعتاد". وحجزت السعودية ثماني ناقلات عملاقة بالكامل من السوق الفورية في حزيران لنقل 16 مليون برميل من النفط الخام للولايات المتحدة للتسليم في تموز. وارتفعت أسعار خام القياس الاوروبي"برنت"والخام الاميركي الخفيف في المعاملات الآجلة امس الجمعة متجاهلة الاحتمال الذي أثاره مسؤول في منظمة"أوبك"في شأن"تعليق العمل"بحصص الانتاج. وقال متعاملون ومحللون ان من المتوقع أن تتسم السوق بالاضطراب ويتركز الاهتمام كذلك على انتهاء أجل تداول عقود الشهر الاول من شهور العقود الآجلة للبنزين في نيويورك. وعند الثانية عشرة بتوقيت غرينتش ارتفع"برنت"في عقود تموز إلى 36.49 دولار بعد انخفاضه في التعاملات الالكترونية الى 35.96 دولار للبرميل وعقب خسائره التي بلغت 80 سنتاً الخميس. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود تموز 17 سنتاً الى 39.61 دولار أثر هبوطه أكثر من دولار ليغلق على مستوى أقل من 40 دولاراً للبرميل الخميس. وصباح أمس قال مصدر في"أوبك"ان المنظمة قد تبحث في اجتماعها المقبل في بيروت امكانات وقف العمل موقتاً بحصص الانتاج. وأضاف المصدر انه على رغم عدم تلقيه ما يفيد وجود مناقشة جادة لهذا الاحتمال"من غير الممكن استبعاده لان معظم أعضاء أوبك يضخون النفط بأقصى طاقة ممكنة بالفعل". ولن تحدث هذه الخطة فرقاً يذكر في الانتاج الفعلي. وقال وزراء في"أوبك"انهم يبحثون في زيادة حصص الانتاج بما يراوح بين 2 و2.5 مليون برميل يومياً. وارتفع سعر السولار 1.50 دولار الى 316 دولاراً للطن. في موسكو قال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام امس ان بلاده ترى مؤشرات على أن الكويت والامارات العربية المتحدة العضوين في"أوبك"انضمتا الى قائمة الدول المستعدة لزيادة انتاجها للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار النفط. وأضاف:"أعرب عدد من المنتجين عن استعدادهم لزيادة الانتاج منهم السعودية والكويت والامارات والمكسيك ونيجيريا". وتابع:"ابلغني وزير النفط السعودي علي النعيمي شخصياً انهم زادوا الانتاج الى 9.1 مليون برميل يوميا في شحنات حزيران وبمرور الوقت سيلبون الطلب على كامل طاقتهم الانتاجية البالغة 10.5 مليون برميل يومياً". وذكر ابراهام"تفاءلت كذلك للغاية بتصريحات رئيس أوبك عن أن المنظمة تبحث في اجراءات لزيادة انتاجها بمليوني برميل يوميا أو 2.3 بل وأكثر من 2.3 مليون برميل يومياً". واشاد ابراهام، خلال زيارته الى روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد السعودية، بخطط موسكو لزيادة طاقتها التصديرية. وقال:"أعتقد أن كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء التي حض فيها على زيادة الطاقة الروسية لتصدير النفط واقرار طرق تصديرية جديدة تعد انباء طيبة للغاية لسوق الطاقة في الاجلين المتوسط والطويل". وبلغ الانتاج الروسي ذروته في عهد ما بعد الاتحاد السوفياتي عند مستوى 9.01 مليون برميل يومياً في نيسان ابريل الماضي لكن طاقة خطوط الانابيب على التصدير بلغت أقصاها عند مستوى أربعة ملايين برميل يومياً، ما زاد المخاوف من ان يحد ذلك من نمو الانتاج. وقال ابراهام:"من السابق لأوانه الحديث عن تباطؤ حتمي في نمو الانتاج اذا لم تتم اقامة خطوط أنابيب جديدة قبل نهاية هذا العقد". وتابع أن أسعار النفط المرتفعة ستمكن روسيا من الاسراع ببناء خطوط تصدير كبيرة منها خط أنابيب لميناء مورمانسك من شأنه زيادة صادرات النفط الروسي للولايات المتحدة عبر المحيط الاطلسي. وأشار الى انه لا يعتقد أن الانتاج سيتراجع وسط خلاف بين الحكومة وشركة"يوكوس"النفطية الكبرى الذي يقول عدد كبير من المحللين ان له دوافع سياسية. وقال :"لا أعتقد بشكل عام أن روسيا لن تسهم بالمزيد من الامدادات في الايام المقبلة". واشار الى انه لا يعتزم لقاء مسؤولين من"يوكوس"لكنه سيجري محادثات مع مسؤولين من شركة الغاز الطبيعي"غازبروم"وشركة"ترانسنفت"التي تحتكر خطوط الانابيب وشركة"لوك أويل"النفطية الخاصة المنافسة ل"يوكوس". وتحاول"لوك أويل"احياء اتفاق على تطوير حقل غرب القرنة العراقي الضخم لكن ابراهام قال:"هذه المسألة ليست على جدول اعمال المحادثات".