أحيا الفريق الغنائي السوري "كلنا سوا" حفلته الأولى في بيروت قبل أيام، أمام جمهور من الشباب افترشوا أرض ملعب الجامعة الأميركية في بيروت، حيث أقيمت الحفلة التي نظمها "النادي الثقافي السوري". والأغاني التي قدمها الفريق لامست واقع الشباب. وقدم عازف الغيتار أيهم العاني أغنية "غدروني" من ألبوم الفرقة الأول "في مناسبة وجود الفريق في الجامعة". وتصور الأغنية يوميات خريج جامعي عاطل عن العمل، "قالوا بتدرس وبتتخرج/ ساعتها شوف واتفرج ع السعادة/ وع المصاري...". ويتزاوج صوت مطربة الفريق ديما اسكندر الدافئ، مع عزف نزار عمران المنفرد على آلة الترومبيت في أغنيتي "رسام الليل" و"طلعت يا محلى نورها"، ليقدم لوحتين غنائيتين متميزتين. وديما ونزار هما نجما الحفلة بامتياز... إلى جوار إياد الريماوي عازف الغيتار ومؤسس الفريق الذي يصل تفاعل الجمهور معه إلى ذروته، عند أدائه أغنية "قاعد حدك". وفي مرحلة معينة من الحفلة، يتبادل أعضاء الفريق أماكنهم على المسرح. تمسك ديما ومغني الفريق بشار موسى بالدفوف، ويدخلان في غناء رباعي مع إياد وأيهم في أغنية "يا حلوة" ذات الطابع الفولكلوري. وبعدها يعود الفريق إلى ملامسة واقع الشباب مرة أخرى من خلال أغنية "لا تشكي من القلة" التي تهديها ديما إلى خطيبها. قبل أن تؤديها وبشار، وتصور الأغنية شجاراً بين شاب وخطيبته أنهكتهما الضغوط المادية. ومنها إلى "نجمة قطبية"، وهي أغنية "راي" من التراث الجزائري، يؤديها بشار موسى بصوته المميز الذي يتماشى مع الأغاني الفولكلورية. ثم يغني وديما أغنية الجاز الخالصة "دور دبر"، قبل أن يقدم أغنية "خاتم تنك" التي أهداها إلى العلاقات الإنسانية المتهالكة التي تميز العصر الذي نعيشه، وتحكي قصة صديق يطالب صديقه القديم بالخاتم الحديد الذي أهداه إليه أيام الطفولة قبل أن يثرى هذا الأخير. وفي هذه الأغنية برز غيتار إياد في عزف منفرد. إعادة توزيع الفولكلور هي أساس عمل الفريق، وقد تفاعل الجمهور مع الأغاني التراثية التي قدمها من الفولكلور الشامي. وقدم الفريق أغانيه الأخرى مثل "لما بيعلى صوتي" التي أبرزت المناطق المرتفعة في صوت ديما، ومهارات عازفي الطبول و"البركشن" خلدون الكوا وسيمون مريش. والأغنية الهادئة "كل الرسامين"، و"ياللي عيونك"، وأغنية "شيء اسمه جديد" التي تلخص رسالة الفريق "يعجبنا كل شيء اسمه جديد". كان الظهور الأول للفريق عام 1998 بألبوم "سفينة نوح" الذي صدر في سورية. لكن الانتشار عربياً كان من خلال الألبوم الذي أصدرته شركة EMI العالمية عام 1999، وحمل اسم الفريق، وضم أغاني من الألبوم الأول والألبوم الثاني الذي صدر في العام نفسه في سورية بعنوان "شيء جديد". "البداية كانت تجارب موسيقية بين مجموعة من الأصدقاء في العام 1992. لكننا لم نفكر في احتراف الموسيقى وإصدار ألبوم قبل عام 1996"، يقول إياد الريماوي، مؤسس الفريق وعازف الغيتار. وكان التوقيع مع شركة EMI بمثابة نقطة الانطلاق عربياً، نجح الفريق في كسر حاجز الاحتكار في سوق الغناء التجاري، وساعد التصوير المبتكر لأغنية "نزلن على البستان" في زيادة الانتشار. وصدر هذا العام ألبوم "موزاييك"، كما قام الفريق بتصوير أغنية "وين عا رام الله"، وهي من التراث الفلسطيني.