بعد مرور سحابة صيف مبكرة على جوائز الموسيقى العربية، شغل المنظمون بما يحفظ ماء الوجه وتفسير معضلة تحوّل "سهرة العمر" إلى فشل لم تعتده دبي في استضافاتها. وكان التركيز في الظهور الإعلامي الأول بعد الحدث على شروح وربما مكاشفات لرفع أصابع اتهام من دون توجيهها إلى أحد. وربما كانت مرارة هذا الفشل كبيرة، على قدر الآمال التي علقت على هذا المهرجان. انتظره الكثيرون، ورأوا فيه مناسبة فنية مهمة، وكثرت التحليلات قبل عقده عن مدى "الأبهة" التي ستصاحبه، وعن الفنانين الذين سيحضرونه، وتنوعت التخمينات حول أسماء الفائزين، واعتبر البعض انه سيكون مؤشراً حقيقياً وجدياً الى شعبية كل مغن عربي أو مغنية، ومن هو الأقرب الى قلب الجمهور... كانت الحفلة يوم السبت الماضي وجاءت مخيبة للآمال، وقطع البث التلفزيوني الناقل لها، فانطلقت سلسلة من الأسئلة والتحليلات عن أسباب هذا الفشل. وبدا المنظمون عازمين على مراجعة أخطاء جوهرية في آليات التصويت للجائزة في الدورة الثانية للجوائز لاستيائهم من النتائج التي أسفر عنها تصويت الكتروني من طريق الإنترنت ورسائل المحمول انحرفت بالنتائج عن أهدافها الفنية. خلفيات الفضيحة التنظيمية في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس في دبي، حاول منظمو حفلة توزيع جوائز أكاديمية الموسيقى العربية إعلامنا بخلفيات الفضيحة التنظيمية التي أدت إلى إخفاق الحدث. وأوضح المؤتمر أن الحفلة أقيمت من دون بروفات على المسرح إذ تمّ تسليم الصالة في اليوم نفسه، ولم يجرِ تدريب على مسرح آخر في اليومين السابقين للحفلة. وكشف رئيس أكاديمية الموسيقى العربية منظمة الحفلة الدكتور صالح الأشتر ومعه الموسيقار حلمي بكر خلال المؤتمر الصحفي عن سبب غياب النجوم الفائزين. وقال انهم اشترطوا الحصول على الجائزة في مقابل الحضور بينما لم يتدخل المنظمون في النتائج وتركت للتصويت الحر ولم تكن معلومة لأحد قبل الحفلة. وقال الأشتر: "عندما حاول الشاب مامي الاعتذار قلت له أنت ستمثل بلد المليون شهيد فألغى ارتباطاته وحضر على رغم أنه لم ينل جائزة سوى التكريم من الأكاديمية". كما ألمح المنظمون إلى وجود تخريب متعمد من دون توجيه أصابع الاتهام إلى أحد. ونفى المنظمون ما قيل عن مغادرة النجوم الحفلة. وأوضح الأشتر أن أصالة نصري وشيرين هما اللتان غادرتا فقط. وكانت شيرين امتعضت عندما نالت لطيفة التونسية الجائزة فعلقت بالقول "إيه القرف ده"، فيما غادرت أصالة لأن الجمهور صفق لنانسي عجرم اكثر منها لحظة الإعلان عن عيد ميلادهما. وأضاف: "إن الشاب مامي مثلاً جلس حتى النهاية علماً أن أصالة وشيرين تحتاجان إلى سنة حتى توزعا ما يوزعه ألبوم الشاب مامي". ولم يتهم الأشتر مهندس الصوت لأن الكابلات فاقت الثلاثة آلاف مع 14 كاميرا. وتم اكتشاف آثار لماء في "ميكسر" الاخراج. وعرض المنظمون شريط الحفلة بعد المونتاج والمقرر بثه على قناة "المستقبل" عند التاسعة والنصف مساء غد السبت. إشكالات في مطبخ العمل وألمح حلمي بكر الى عدم رضا على نتائج التصويت التي منحت الجوائز على أساسها، وقال: "إن فكرة جوائز الأكاديمية لها شقان، الأول هو التصويت عبر المحمول وغيره من الطرق، والثاني شق يرجع إلى الأساتذة المتخصصين. ومن الممكن دفع الناس إلى التصويت سواء عبر أصدقاء أم معارف أصحاب الشركات". وتحدث بكر عن إشكالات في مطبخ العمل، واصفاً إياها بالأخطاء فقط وليست فشلاً. ودافع عن التجربة الأولى مؤكداً أن "المهرجان" موضوع على أجندة المهرجانات الدولية. ورداً على سؤال عن النتائج التي أشرفت عليها شركة عالمية، تعهد المنظمون بإصدار نتائج عدد الأصوات، بينما قال رئيس الأكاديمية المنتج المنفذ زياد بطل "كان من المفروض إعلانها في هذا المؤتمر الصحافي". وكان بطل ظهر بذراع مكسورة قال انها نتيجة حادثة عرضية أثناء الحفلة. ووعد الأشتر بإعادة النظر في أسلوب التقويم في الدورات المقبلة، وضرب مثالاً جائزة أفضل فيديو كليب التي يجب أن يحكمها رأي متخصصين في الإخراج والتقنيات ولا تترك لاختيار قد يميل لتغليب الصورة الأكثر عرياً. أما الموسيقار ملحم بركات الذي انضم إلى منصة المؤتمر الصحافي متأخراً فأبدى ندمه على المشاركة في حفلة بلا بروفات معتبراً أنه الخطأ الأكبر في حياته. ولم ينطق زياد بطل سوى بجملة واحدة ليقول انهم انشغلوا بإصلاح الخلل التقني للتلفزيون "ونسينا الجمهور الحاضر في القاعة"! وكان الأشتر أشار إلى أنه أوقف بيع التذاكر بعد بيع عدد محدود منها، وكانت الحفلة مفتوحة بالمجان. لكن بعض الذين ابتاعوا تذكرة "في آي بي" أو الدرجة الأولى جلس إلى جانب الفنانين. ومن اشترى تذاكر الدرجة الثانية تقدم في مقعده إلى الأمام. ويذكر أن سعر تذكرة "في آي بي" بلغ آلافاً عدة من الدولارات.