حينما يقول منتج انكليزي عن سيناريو انتهى لتوه من قراءته انه "واحد من افضل السيناريوات التي قرأتها في حياتي"، فإن هذا يعني واحداً من امرين. فإما انه صادق في كلامه، او انه يريد مسايرة كاتب السيناريو او صاحب المشروع لكي ينتزعه من ايدي منتجين آخرين منافسين. بالنسبة الى هذه الحال الاخيرة واضح ان المخرج التونسي رضا الباهي، على رغم ماضيه السينمائي الجيد وأفلامه التي يبدو بعضها متميزاً، ليس من طينة المخرجين الذين يتنافس المنتجون، وبخاصة اذا كانوا من ابناء الانكليز والانغلوساكسون عموماً، للحصول عليهم. وعلى هذا نلغي الفرضية الثانية، لنستخلص من ان الباهي كتب بالفعل سيناريو متميزاً، بل اكثر من متميز، ما مكنه من اقناع المنتجة لورما هايمان وهي منتجة روائع عدة من بينها "العلاقات الخطرة" بانتاج فيلمه الجديد "براندو وبراندو". والواقع ان الباهي لم يقنع هايمان وحدها، بل اقنع ايضاً النجم المعني بالأمر كله، اي مارلون براندو، اسطورة السينما و"أعظم ممثل في تاريخ الفن السابع" بحسب معظم استطلاعات الرأي التي تجريها المجلات والمؤسسات المتخصصة منذ زمن. ومن هنا يتسم الخبر نفسه بطابع المفاجأة الضخمة: مارلون براندو في طريقه الآن، وبعد غياب طويل عن الشاشة الكبيرة، الى القيام بدور رئيس في فيلم التونسي رضا الباهي، الجديد. وبهذا يكون الباهي اخرج بطل "القيامة الآن" و"آخر تانغو في باريس" من عزلته لوضعه امام الكاميرا من جديد. ونجم هوليوود السبعيني الكبير، لا يبدو اقل من المنتجة نورما هايمان اعجاباً بالسيناريو... وهو اعلن ذلك بنفسه، بل ايضاً شارك المخرج التونسي، الذي قصده لتلك الغاية في لوس انجليس، في اجراء تعديلات "مهمة"، كما اكدت المنتجة، على سيناريو يتحدث في الاصل عن شاب تونسي يهوى السينما، ولا يداعبه سوى حلم واحد في حياته، هو حلم ان يلتقي النجم الكبير مارلون براندو. في النهاية، طبعاً، يتحقق الحلم - وليس فقط حلم اللقاء ببراندو، بل من خلال حلم اللقاء بالحلم الاميركي نفسه - وتكون خيبة الامل الكبرى. ويبدو ان خيبة الامل هذه، في ابعادها العاطفية السيكولوجية، هي ما فتن مارلون براندو في سيناريو يبدو شديد الحماسة له الآن. لذلك من المتوقع ان يتم التوقيع على عقود الفيلم خلال الفترة المقبلة، كما اعلن أن موازنته ستتجاوز الخمسة ملايين دولار، وانه سيصور بين تونس وولاية كاليفورنيا الاميركية، من دون ان يُحدد منذ الآن موعد لبدء التصوير.