سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنتي يدعو العراقيين إلى اتباع السيستاني وبيرنز يحض العرب على ارسال قوات ... وفضيحة التعذيب تطيح رئيس تحرير "الميرور". قتال قرب أضرحة النجف والصدر يحذر "فيلق بدر" وجدل أميركي حول الانسحاب
قبل نحو ستة أسابيع من موعد تسليم السلطة إلى العراقيين، شهد الكونغرس للمرة الأولى جدلاً حول سيناريو انسحاب القوات الأميركية من العراق، وظروفه. وجاء الجواب على لسان الحاكم المدني الأميركي بول بريمر الذي قال: "سنرحل إذا طلبت ذلك الحكومة الانتقالية"، رغم استبعاده الطلب، في حين حض مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز العرب على المشاركة في ايجاد حل، بما في ذلك ارسال قوات إلى العراق. في الوقت ذاته، شهد قلب النجف معارك عنيفة أمس، بين القوات الأميركية التي توغلت دباباتها في المدينة وبين أنصار مقتدى الصدر الذي حذر "فيلق بدر" من الوقوف إلى جانب "التحالف"، وسط تبادل لاتهامات بين مؤيديه والأميركيين بالتسبب في أضرار لحقت بقبة مسجد الإمام علي خلال القتال، وقلق على حياة المرجع الشيعي المقيم في النجف آية الله علي السيستاني. وفي موقف لافت، نصح رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني آية الله أحمد جنتي العراقيين بتفادي "فخ المؤامرة"، وحضهم على اتباع السيستاني، داعياً الله إلى "انقاذهم من مخالب الذئب" الأميركي. تفاصيل أخرى في الصفحات 2 و3 و4 وفي سياق تداعيات فضيحة تعذيب سجناء عراقيين، استقال رئيس تحرير صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية أمس، بعدما كُشِف أن الصور التي نشرتها الصحيفة ويظهر فيها جنود بريطانيون يسيئون معاملة معتقلين، مركبة. واعترفت الصحيفة في بيان بوجود "أدلة كافية تشير إلى أن هذه الصور مركبة، وان دايلي ميرور تعرضت لعملية خداع مدبرة وماكرة". وأضاف البيان ان "مجلس إدارة مجموعة ترينيتي ميرور قرر أن من غير المناسب أن يستمر بيرس مورغان في عمله كرئيس تحرير للصحيفة، لذلك سيتنحى عن منصبه فوراً". بريمر وأفادت وكالة "اسوشييتد برس" أن بريمر تحدث بوضوح أمس عن احتمال رحيل الاميركيين من العراق، وقال: "من غير الممكن البقاء في بلد لسنا فيه موضع ترحيب". وتابع أمام محافظ محافظة ديالى شمال بغداد ومسؤوليها: "إذا طلبت منا الحكومة الانتقالية التي ستسلم السلطة في 30 حزيران/ يونيو الرحيل، سنرحل لكنني لا اعتقد انها ستفعل، ومن غير الممكن البقاء في بلدان لسنا فيها موضع ترحيب". لكنه شدد أن "انتهاء سلطة الائتلاف الموقتة في 30 حزيران لا يعني ان الولاياتالمتحدة ستغادر العراق". وفي جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي أول من أمس، رداً على سؤال هل سترحل القوات الاميركية إذا طلبت الحكومة العراقية الموقتة، قال مارك غروسمان مساعد وزير الخارجية الاميركي "نعم"، لكنه ناقض نفسه عندما قال إن دستور ادارة الدولة الانتقالي والقرار الرقم 1511 يعطي القوات التي تخضع لقيادة الولاياتالمتحدة المسؤولية عن أمن العراق في المدى القريب. وعندما سُئل اثر جلسة الاستماع، هل ذلك يعني ان القوات الاميركية لن ترحل إذا طلبت منها ذلك الحكومة الموقتة، قال: "هذا صحيح". في غضون ذلك، "سلبت" الخارجية الأميركية البنتاغون أمس سلطة إدارة الأموال والاشراف على موازنة الإعمار في العراق، بعد توقيع الرئيس جورج بوش مرسوماً إدارياً يعطي الخارجية الضوء الأخضر للتعامل مع هذه المسائل. ورحبت الخارجية بالقرار الذي يمنح السفير الأميركي في العراق حق "توجيه وتنسيق والاشراف" على جميع المدنيين الأميركيين هناك. النجف ميدانياً، تجددت الاشتباكات أمس بين أنصار الصدر والقوات الأميركية في النجف، وتركزت خصوصاً في مقبرة المدينة. وقتل عشرة من عناصر "جيش المهدي" الذي سيطر على الناصرية بعد فرار عناصر الشرطة. وفي كربلاء ألغيت صلاة الجمعة بسبب استمرار التوتر. ودعا آية الله محمد حسين فضل الله المرجعيات الدينية الى "المحافظة على الخط الأحمر في الحفاظ على قدسية المقدسات الدينية أمام الاحتلال" في العراق، وحذر من "فتنة بين أبناء الصف الواحد". ودعا الشيخ عبدالهادي الدراجي أنصار الصدر الى التوجه الى النجف لمؤازرة ميليشيا "جيش المهدي". ونقلت وكالة "رويترز" عن آية الله محمد باقر المهري أحد وكلاء السيستاني، قوله من الكويت أمس، إنه قلق على حياة المرجع الشيعي وعلى الأماكن الدينية في النجف، داعياً القوات الأميركية وأنصار الصدر إلى وقف القتال والانسحاب من المدينة. وتبادل "جيش المهدي" والقوات الأميركية الاتهامات بقصف مقام الإمام علي في النجف وإحداث ثلاث فجوات في قبته. وعرض الناطق باسم الصدر قيس الخزعلي الأضرار التي لحقت بالقبة، بعد ساعات من المعارك الضارية تقدمت خلالها المدرعات الأميركية للمرة الأولى في اتجاه المقام. وظهرت الفجوات في القبة المواجهة لمقبرة اجتاحها الأميركيون لمهاجمة مواقع "جيش المهدي". لكن الناطق باسم الجيش الأميركي الجنرال مارك كيميت حمّل أنصار الصدر المسؤولية. الصدر وفي الكوفة أ ف ب، حذر مقتدى الصدر الحركات الشيعية، لا سيما "فيلق بدر"، من الوقوف إلى جانب "التحالف"، وقال في خطبة صلاة الجمعة أمام عشرات من المصلين: "أخص بالفتنة فيلق بدر الذي كان أكبر مساند للسيد الوالد الصدر في زمن الطاغية، فماذا حدث؟ لا أعلم ما الذي قلب الموازين". وأضاف: "اخصهم بالالتفات إلى مثل هذه الأمور، خصوصاً أن العدو يبعث ببعض الجواسيس بين صفوف جيشنا المنصور، وما ان كشفناهم حتى ادعوا انهم من فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بزعامة عبدالعزيز الحكيم. وتابع الصدر: "لا اصدق هذا، هو اشعال للفتنة بيننا". تحذير إيراني في الوقت ذاته، جددت إيران تحذيرها الولاياتالمتحدة من تجاوز "الخطوط الحمر"، في اشارة إلى معارك النجف وكربلاء. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باس م الخارجية حميد رضا آصفي قوله إن طهران "قلقة من تصاعد القتال في العراق، خصوصاً في النجف وكربلاء، وندين قتل العراقيين الأبرياء". وشدد على أن "مسؤولية انعدام الأمن تقع على كاهل المحتلين، ونريد مغادرة القوات المحتلةالعراق بأسرع وقت". في الوقت ذاته حمل جنتي على تعذيب السجناء، مشيراً إلى أن الصور التي كُشِفت "تظهر جوهر أميركا الاجرامي النابع من الوحشية الأميركية". وتابع: "علينا أن نصلي لينقذ الله الشعب العراقي من مخالب الذئب". ودعا العراقيين إلى اتباع المرجع الشيعي في النجف آية الله علي السيستاني، وتفادي "فخ المؤامرة". وحض السيد محمد حسين فضل الله المرجعيات الدينية على التمسك ب"الخط الأحمر في الحفاظ على قدسية" الأماكن الدينية "أمام الاحتلال الغاشم" للعراق، محذراً من "فتنة بين أبناء الصف الواحد". بيرنز وارسال قوات عربية وفي تونس، أبدى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز، الذي التقى الرئيس زين العابدين بن علي ووزير الخارجية حبيب بن يحيى، استعداد واشنطن لايجاد مخرج سياسي من الوضع في العراق، لكنه حض على التزام أكبر من العرب بالمشاركة في الحل، بما في ذلك ارسال قوات عربية لضمان استتباب الأمن، بعد سحب القوات الأميركية إلى الثكنات أو إلى خارج البلد. وقالت المصادر إن الأميركيين يعتبرون أن البلدان المغاربية هي المؤهلة أكثر من سواها لارسال قوات إلى العراق، وعزت جولة بيرنز عشية القمة العربية إلى حرص واشنطن على الحصول على موافقة العواصم المعنية على المشاركة في الحل السياسي. لكن مصادر أميركية نفت أن يكون بيرنز طلب من الجزائريين والتونسيين ارسال قوات إلى العراق.