حملت الأوضاع المأسوية الصعبة التي يعيشها اأسرى الفلسطينيون، خصوصاً المحتجزين منهم في زنازين "العزل الانفرادي"، المعتقلين الى انتهاج اسلوب آخر في معركة "الامعاء الخاوية" التي طالما خاضوها لتحقيق انجازات لتحسين اوضاعهم المعيشية خلف القضبان. واعلن الأسير سلطان العجلوني في رسالة بعث بها الى "جمعية انصار السجين"، ومقرها مجد الكروم، ان اسرى سياسيين في سجن "هداريم" قرروا البدء باضراب مفتوح عن الطعام والماء والدواء "بشكل متتال". وورد في الرسالة ان هؤلاء الاسرى يئسوا من الاوضاع المحيطة بهم "ورأوا ان يختاروا احدى الحسنيين، الحرية او الشهادة... وقررنا ان يبدأ أسير بالاضراب ويبقى مضرباً إلى ان ينال الشهادة وينال اخوانه الحرية او يتبعه رفاقه الى ان يلقوا المصير نفسه". ويفهم من الرسالة ان اضراب العجلوني الموجود في احدى زنازين العزل الانفرادي في السجن، دخل يومه الخامس عشر على افتراض انه اعلن الاضراب ابتداء من الحادي والعشرين من الشهر الماضي وفقاً لما ورد في رسالته. وأشار الاسير الى انه "قرر البدء بنفسه املاً في ان يلهمه الله الصبر والتوفيق وان يجمعه بمن يحبهم على ارض الوطن الغالي او حول حوض نبيه الحبيب". وتعيش الحركة الاسيرة في السجون الاسرائيلية تدهوراً غير مسبوق في ما يتعلق بالاوضاع الحياتية اليومية، اضافة الى تكثيف سلطات السجون الاسرائيلية اعتداءاتها وتصعيد اجراءاتها القمعية ضد ما يزيد عن ستة الاف اسير ومعتقل وعدد غير محدد من المحتجزين الذين يجري اعتقالهم بالعشرات بشكل يومي في الاراضي الفلسطينية. وكشف تقرير ل"نادي الاسير الفلسطيني" ان وحدة القمع الخاصة المسماة "نحشون" التابعة لادارة مصلحة السجون الاسرائيلية استخدمت سلاحا جديدا لقمع المعتقلين يعتمد على "الطلقات" بدل قنابل الغاز. واشار الاسير احمد عميرة المعتقل في سجن "عسقلان"، وهو من مخيم قلنديا ومحكوم بالسجن 38 عاما، ان الوحدة الخاصة اقتحمت احدى غرف الاسرى واجرت تفتيشات عنيفة بحجة البحث عن هواتف خلوية واستخدمت بنادق تطلق عيارات حديد من نوع خاص باتجاه الاسرى، أحدثت آلاماً شديدة للبعض منهم وأدت الى تحول لون جلودهم الى الاحمر والى اوجاع حادة من دون تقديم العلاج لهم. حملة دعم في باريس من جهة اخرى، شارك الاسير اللبناني المحرر من السجون الاسرائيلية انور ياسين في لقاء اقامته الحملة المدنية العالمية لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك في اطار الحملة التي يعد لها لدعم الشعب الفلسطيني والافراج عن باقي الاسرى في سجون الاحتلال، خصوصا عميد الاسرى سمير القنطار. وتحدث ياسين خلال اللقاء الذي اقيم في صالة سينما "اسباس سان ميشال" في باريس وتخلله عرض لفيلم "كتاب الحدود"، عن تجربته ومعاناته في الاسر، وتناول وحشية اساليب التعذيب الجسدي والنفسي الاسرائيلية. ودعا الى تدخل الرأي العام العالمي للضغط على الاحتلال للافراج عن المعتقلين، خصوصا ان بينهم 80 امرأة فلسطينية. ومن المقرر ان يشارك ياسين في نشاطات في باريس وغيرها من المدن الفرنسية منها مرسيليا من اجل التضامن مع قضية المعتقلين العرب والفلسطينيين في اسرائيل.