كتب المحرر الرياضي - بين لحظة وأخرى قد يدفع أسطورة كرة القدم الارجنتينية دييغو ارماندو مارادونا حياته ثمناً لادمانه المخدرات. فقد ادخل أمس قسم العناية المركزة في المستشفى السويسري - الأرجنتيني في بوينس آيرس وهو في حال الخطر. وتعرض "المارد القصير"، وهذا هو لقبه المفضل، لأزمة قلبية حادة اثناء متابعته مباراة فريقه السابق بوكا جونيورز مع نوفا شيكاغو في الدوري الارجنتيني. وأكد الاطباء ان حالة مارادونا 43 عاماً حرجة فعلاً، إذ انه يعاني ايضاً من التهاب رئوي حاد يزيد صعوبة تخطيه أزمته الصحية... لكنهم رفضوا كشف أسباب الأزمة، وهل ناجمة عن تناوله جرعة زائدة من المخدرات ام لا. وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها اللاعب الارجنتيني لأزمة قلبية بسبب ادمانه المخدرات، وكانت الأولى في العام 2000 وأصابته في مدينة بونتا دل ايستي في اوروغواي حيث كان يتابع علاجاً مكثفاً للتخلص من الادمان. ومارادونا واحد من أفضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب الارجنتينية خصوصاً والعالمية عموماً. ووضعه كثير من النقاد والمتابعين ومحبي اللعبة في منزلة اللاعب البرازيلي الأشهر بيليه. وحصل على لقب افضل لاعب في القرن الماضي، في الاستفتاء الذي اجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر شبكة "انترنت". وعقد طبيب مارادونا الخاص الفريدو كاهي مؤتمراً صحافياً أكد فيه انه لا يمكن التكهن بما سيحصل الا بعد مرور 48 ساعة على ادخال اللاعب الى المستشفى. لكنه لم يعط رأيه الشخصي في ما حدث، ورفض تماماً الاجابة عن السؤال هل ما حصل ناتج من تعاطيه كمية كبيرة من المخدرات أم لا. وتوافدت حشود باعداد غفيرة نحو المستشفى الذي يرقد فيه اللاعب رافعة لافتات تدعو له فيها بالشفاء العاجل والتشبث بالحياة، و"عبور الطريق الضيقة التي تفرق بين الحياة والموت". وكان مارادونا عاد الى بلاده في 23 آذار مارس الماضي، آتياً من كوبا التي يعيش فيها منذ سنوات حيث يخضع لعلاج طويل للتخلص من آفة تناول المخدرات. وتميز اللاعب الأرجنتيني بصغر حجمه وقوة بنيانه الجسدي في آن، وكانت له قدرات فائقة في تحمل كل أنواع الخشونة التي كان يتعرض لها في الملاعب. وقد لعب في خط الوسط وخاض 91 مباراة دولية بين عامي 1977 و1994 وسجل 34 هدفاً وأحرز كأس العالم مع منتخب بلاده العام 1986 في المكسيك. كما لعب لاندية بوكا جونيورز ونيولز اولد بويز في الارجنتين، وبرشلونة واشبيلية في اسبانيا. وحول نادي نابولي الايطالي من فريق متواضع الى فريق عملاق إثر انتقاله اليه العام 1984 في مقابل 5،7 ملايين دولار، وهو رقم قياسي آنذاك، إذ قاده الى الفوز بكأس الاتحاد الاوروبي في 1989 وبطولة ايطاليا عامي 1987 و1990. واتسمت آراء مارادونا دائماً بالجرأة والشجاعة، وهاجم بشدة الاتحاد الدولي للعبة غير مرة، مؤكداً ان "مافيا الفيفا" وراء الفساد الذي يعم المناخ الكروي في أماكن كثيرة من العالم. وتكررت صداماته مع الرئيس السابق للفيفا البرازيلي جواو هافيلانج، ووصل الأمر الى ان اتهمه اللاعب بأنه كان وراء تدبير قرعة كأس العالم التي اقيمت في ايطاليا عام 1990 بغية اخراج الأرجنتين من ادوارها الأولى... لكن الأرجنتين وصلت الى المباراة النهائية وخسرت امام المانيا بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها، تماماً قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق... فبكى مارادونا بحرقة، كما يبكيه عشاقه الآن متنين له الشفاء.