يسعى مصطفى محمود ان يكون اول شاب أردني يصل الى قمة افرست في العام المقبل، وينتج فيلماً وثائقياً باللغة العربية يروي فيه قصة رحلة الى قمة تبلغ 29 ألف قدم ليفتح آفاق جيل الشباب في الشرق الأوسط على "حضارات وديانات مختلفة لكن من منظار عربي"، على حد قوله. وقال مصطفى الذي يبلغ من العمر 33 عاماً: "اعتقد ان الجيل الشاب في الشرق الأوسط يريد ان يعرف اكثر عن العالم الأكبر، عن ثقافات وطرق معيشة ناس غير مألوفة". وفي شهر آذار مارس من العام 2005، سيخاطر مصطفى بحياته عندما يبدأ بتسلق جبال الهمالايا في رحلة تستغرق اثنين وسبعين يوماً ذهاباً واياباً، خصوصاً ان واحداً من بين كل عشرة متسلقين معرض لخطر الاصابة او الضياع او حتى الموت. ولكن مصطفى، وهو مدرب لياقة سابق، واثق من نفسه وبقدراته البدنية التي ستوصله الى هدفه، حتى وإن حاولت والدته التخفيف من حماسه بتذكيره بالبرد القارس الذي يصل الى 50 درجة مئوية تحت الصفر. وقال مصطفى: "ساكون اول عربي يصل الى قمة افرست، وأنا مستعد وواثق مئة في المئة من قدراتي لأحقق حلمي". وأضاف: "ان انتاج فيلم وثائقي باللغة العربية سيكون محط اهتمام كثير من شركات انتاج الأفلام في وقت تعد فيه الاجواء السياسية متوترة بين الشرق والغرب، لا سيما وأن الأفلام الوثائقية غالباً ما تقتصر على التلفزيونات الأميركية والبريطانية". ومن أجل المحافظة على لياقته، يركض مصطفى ذو ال192 سم، عشرة اميال يومياً عند الخامسة والنصف صباحاً في أيامه العادية قبل ان يذهب الى دوامه في ادنبرة، حيث يعمل مديراً للشراب والطعام في احد الفنادق. وهو يتناول خمس وجبات يومياً ويبتعد عن المنبهات وشرب القهوة والشاي. أما هذا العام، وتحضيراً لرحلته، فيخضع مصطفى لتدريب قاسٍ ومكلف، يتنقل فيه بين خمسة بلدان حيث يتسلق المرتفعات المغطاة بالثلوج والأماكن الجليدية في أعلى أربع قمم في نيبال والتيبت وأعلى جبل في ألاسكا ويدعى دينالي، وزيرمات في سويسرا واكونغاوا في الأرجنتين. ويتضمن التدريب ايضاً استخدام الفأس الخاص بالتسلق، وتحضير المتسلقين للتعامل مع الانهيارات الجليدية، والتكيف مع انخفاض عدد ضربات القلب بسبب نقص الأوكسجين في المرتفعات وهي تصل الى 55 ضربة في الدقيقة، بدلاً من أربعة وسبعين ضربة. ويهدف مصطفى من خلال هذه الرحلة الى تسويق الأردن في الخريطة السياحية، عندما يضع العلم الأردني على قمة افرست على رغم الصعوبة التي واجهها أثناء محاولته ايجاد دعم مالي يغطي تكاليف رحلته. ويحاول مصطفى ايضاً العمل على مد الجسور بين العالمين العربي والغربي "عبر تغيير الدعاية المغرضة ضد العرب"، بحسب رأيه. وقال: "اريد ان يعرف العالم ان للعرب حضارة وثقافة، وأن يكون هناك تفهم للمنطق العربي بعيداً من التطرف والارهاب". ويحظى مصطفى وهو الابن الثاني في عائلة مكونة من إثني عشر شخصاً، بتشجيع والده وأخوته وأصدقائه، وإن لم يخل الأمر من تعليقات بعضهم التي تضمنت "الناس لا يوجد معها مال لشراء الطعام، وأنت تريد دعماً مالياً لتسلق جبل" و"ستقتل نفسك بالبرد"، على حد قوله. وقال مصطفى انه بدأ يخطط لتسلق قمة افرست منذ العام 2000 عندما قام برحلة استغرقت ستة اشهر تسلق خلالها جبالاً في نيبال والتيبت والهند حيث تسلق 22 ألف قدم عند بحيرة شندرتال. ولم يحتج مصطفى الى خريطة اثناء تسلقه لأنه يعرف لغة الاشارة التي مكنته من التفاهم مع السكان المحليين. وقال: "كانت الرحلة رائعة وكنت أقضي الليل في خيم، ولكن لا يريد المرء ان يتوقع دببة".