دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الرئيس جورج بوش الى سحب قواته من العراق وإلا "خسر الانتخابات" الرئاسية الاميركية، مشدداً على ان واشنطن تواجه "ثورة" لا "مقاومة شعبية". وفيما أعفي ممثل للصدر من منصبه في مدينة السماوة، لرفضه تنظيم تظاهرات ضد القوات اليابانية، ندّد مندوب للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بشدة باستخدام "التحالف" القوة مع انصار الصدر وفي مناطق اخرى عراقية، محمّلاً الاحتلال مسؤولية "المآسي". كما شكك في توقيت فتح ملف اغتيال عبدالمجيد الخوئي الذي اتهم الصدر بالضلوع به، منبّهاً الى ان الهدف هو "إثارة بلبلة" وقلاقل. اعلن ممثل مقتدى الصدر في مدينة السماوة جنوبالعراق انه اعفي من منصبه بعدما رفض تنظيم تظاهرات ضد اليابانيين المتمركزين في المدينة. وقال الشيخ كاظم العوضي لوكالة "فرانس برس": "مكتب مقتدى الصدر في النجف طلب مني ان اترك المكتب في السماوة لأنه كلفني تنظيم تظاهرات ضد القوات اليابانية في المدينة ولم أفعل". واضاف "تركت بالتالي المكتب، وسيعين آخر". ويرابط في مدينة السماوة حوالى 500 جندي ياباني منذ الشهر الماضي في مهمة "غير قتالية"، مخصصة لاعادة الاعمار والعمليات الانسانية. وفي كربلاء دان مندوب للسيستاني امس لجوء قوات "التحالف" الى القوة ضد المقاتلين الشيعة داعياً كل القوى والاحزاب السياسية والدينية في العراق الى العمل لوقف "نزيف الدم". وقال الشيخ احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة من ضريح الامام الحسين، امام مئات من المصلين ان "قوات الاحتلال تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية المآسي التي تحصل في العراق، وندين بشدة أساليبها وندعو الى معالجة الامور بالحكمة والطرق السلمية، ومنع اي خطوة تصعيدية تؤدي الى عمليات القتل الجارية، كما ندعو القوى السياسية والدينية للتدخل فورا لوقف نزيف الدم". وتساءل الصافي في خطبته التي استمع اليها عدد كبير من انصار الصدر: "لماذا فتح ملف عبد المجيد الخوئي، والذي انطوى منذ شهور؟ هل الخوئي أهم من رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية محمد باقر الحكيم"؟ وتابع الصافي "كم عراقي قتل ولم يفتح ملفه بعد؟" ورأى ان "فتح ملف الخوئي تزامن مع زيارة الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام للامم المتحدة ومع قرب موعد نقل السلطة الى العراقيين نهاية حزيران يونيو المقبل وتزامن مع ذكرى اربعينية الإمام الحسين، وذلك من اجل اثارة البلبلة في البلاد". وانتقد موقف اعضاء مجلس الحكم، وقال: "على الذين في مجلس الحكم ومجلس الوزراء ألا يسكتوا، وان يعوا انهم اذا تكلموا وفقدوا مناصبهم فذاك خير لهم من ان يفقدوا مناصبهم بذلّ". ومن الكوفة دعا مقتدى الصدر امس الرئيس جورج بوش الى "سحب قواته من العراق او مواجهة ثورة حقيقية". وقال في خطبة تلاها جابر الخفاجي، أحد مساعديه في مسجد الكوفة امام مئات من المصلين من انصاره "اوجه كلامي الى عدوي بوش: اذا كانت حجتك في الحرب على العراق صدام واسلحة الدمار الشامل فهذا كلام مضى وانت الآن تحارب الشعب العراقي كله". وزاد: "أنصحك بالانسحاب فوراً من العراق، والا خسرت الانتخابات التي انت لها طالب، وخسرت شعبك كما خسرت الشعوب الاخرى". وختم ان "اميركا لا تواجه مقاومة شعبية، بل ثورة حقيقية".