سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المنافقون" ممنوعون من المؤتمرات الصحافية العالمية ... وجوردان مطمئن للتعاون مع حلبة البحرين ."شومي الكبير" يكتسح الجميع ... وباتون مفاجأة التجارب الحرة في ملبورن !
الإثارة تزداد يوماً بعد يوم، بل ساعة تلو الأخرى، في أجواء جائزة استراليا الكبرى، الجولة الأولى من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد، والمقررة غداً على حلبة "ألبرت بارك" في ملبورن. ففي الأمس، عادت المحركات العملاقة بأصواتها الجبارة الى الدوران مجدداً. وأجرى كل سائق من بين السائقين العشرين المشاركين في هذا الحدث العالمي الذي يتابعه محبو هذه الرياضة من مشارق الأرض الى مغاربها، حصتين تدريبيتين من التجارب الحرة اتسمتا بالتباين الواضح في الأزمنة المحققة. وكما كان متوقعاً، حقق ثنائي فيراري، الألماني ميكايل شوماخر والبرازيلي روبنز باريكيللو أفضل زمنين في الحصة الأولى. وسجل "شومي الكبير" 1.25.127 دقيقة في اللفة الواحدة، وبسرعة 224.262 كلم/ساعة. وهو توقف بعد اللفة الرابعة بعدما تأكد من أن منافسيه لن يتمكنوا من تحقيق الأفضل... أما باريكيللو الذي أكمل تسع لفات، فكان أفضل زمن له هو 1.25.361 دقيقة. وحل الايطالي يارنو تروللي سائق فريق رينو ثالثاً مسجلاً 1.27.025 دقيفة، وتلاه الاسكتلندي ديفيد كولثارد مكلارين مرسيدس بزمن مقداره 1.27.264 دقيقة. وجاء الاسباني فرناندو الونسو رينو خامساً 1.27.359د، والكولومبي خوان بابلو مونتويا وليامس بي. أم. دبليو سادساً 1.27.462د... وتلاه زميله الألماني رالف شوماخر 1.27.675د. ونجح السائق المحبوب جداً في الوطن العربي خصوصاً لدى الفتيات بعد "شومي الكبير" طبعاً، البريطاني جنسون باتون بار هوندا في احتلال المرتبة الثامنة 1.27.867د، وحل بعده زميله ومواطنه انطوني ديفيدسون 1.27.921د. وتراجعت أسماء كبيرة الى مراكز متأخرة، فجاء الفنلندي رايكونن مكلارين مرسيدس في المرتبة ال12 1.28.233 دقيقة! ولم تتبدل الأوضاع كثيراً خلال الحصة الثانية، اذ حافظ أصحاب المراكز الثلاثة الأوائل على مواقعهم. ونجح شوماخر في تحسين زمنه، إذ قطع اللفة الواحدة في 1.24.718 دقيقة بعد 15 لفة وبسرعة وصلت الى 225.345 كلم في الساعة. وحسّن باريكيللو زمنه أيضاً 1.24.826 د لكن بعد 22 لفة. وبقي تروللي ثالثاً 757،25،1 د... وتبادل باتون وكولثارد مركزيهما، فصعد الأول الى المرتبة الرابعة 1.25.786 د وتراجع الثاني الى الثامن 1.26.215 د... وحصل الأمر ذاته بين مونتويا ورالف شوماخر، فصار الكولومبي سابعاً والألماني سادساً، في حين احتفظ ألونسو بمركزه الخامس. واعتبر بطل العالم ميكايل شوماخر انه لا يزال قادراً على تحسين زمنه من خلال التجارب الرسمية وأن الأمر ينطبق على الآخرين أيضاً. ورأى باتون ان حلوله رابعاً في الحصة التجريبية الثانية "شيء مهم ورائع"، في حين لم يبد كولثارد اهتماماً لتراجعه... في وقت لم يكن رايكونن راضياً عن نتيجته على رغم انه حسن موقعه مركزين. الفرصة العظيمة من جانبه، أكد إدي جوردان، صاحب فريق جوردان فورد سعادته بإقامة الجائزة الكبرى للبحرين "زرت المملكة ثلاث مرات خلال الشهرين الماضيين، ومتأكد من نجاحها في تنظيم الجولة الثالثة. وستكون الفرصة عظيمة للفرق كلها لتشاهد بلداً جديداً آمناً، بل أود أن أؤكد انه لا يمكن احداً أن يجد مكاناً أكثر أماناً من البحرين في الوقت الحالي. المخاوف من الارهاب موجودة في كل مكان، وليست مهمتنا ان نهتم بهذا الأمر. الجميع في البحرين حريصون على توفير الأمن والأمان ليس فقط أثناء السباق. وإذا كان الاتحاد الدولي وافق على اقامة جائزة البحرين، فهذا يعني انه يدرك انها آمنة تماماً. لقد لمست بنفسي حرص الجميع على تبديد هذه المخاوف، وأنا من هنا أقول لمن يتردد في الذهاب الى هناك: إذهب وأنت مطمئن جداً". وحول مشروع التعاون بين فريق جوردان وحلبة البحرين، أوضح جوردان ان الأمر هو في المقام الأول "معنوي... اتفقنا معهم على اطلاق حملة دعائية في كل جولة من جولات البطولة من خلال وضع رمز معين على سياراتنا يشير الى هذا التعاون، ورأينا ان نبدأ بوضع حمامة السلام كدلالة قوية على أن شعب البحرين وبقية شعوب المنطقة محبة للسلام وتنبذ الارهاب. انها رسالة مشتركة تأتي تقديراً واحتراماً للعمل الذي نقوم به ويشاهده الملايين عبر التلفزيون. أعتقد أن الأمر اكثر من رائع، ويستحق تقدير الآخرين". وتبدأ اليوم المرحلة التمهيدية من المنافسات الرسمية، إذ تقام التجارب الاخيرة التي يتحدد في ضوء نتائجها ترتيب انطلاق السائقين في سباق الغد. لكن السؤال الذي يطفو على السطح هو: هل يمكن أن نعتبر الأزمنة التي تحققت أمس معياراً ومقياساً لما ستكون عليه التجربة الرسمية اليوم؟ لا طبعاً، لأن رياضة السيارات لا تعترف بالتوقعات المسبقة، بيد أنه يمكن القول انه إذا ما صارت الأمور كما هو متوقع لها، فإن أحداً لن يكون قادراً على "خلع" شومي الكبير من الصدارة. لذا فان موقع الانطلاق مهم جداً لأنه قد يتحكم في النتيجة النهائية، خصوصاً على حلبات مثل مونت كارلو، لكن حلبة ألبرت بارك تتمرد على هذا التقليد لانها تتضمن مسارات عدة يمكن التجاوز فيها بسهولة، ما يعكس الترتيب العام للانطلاق غير مرة. ولأنه تردد كثيراً ان عدداً من السائقين، خصوصاً هؤلاء الذين يقودون سيارات الطليعة، سيستخدمون محركاً جديداً بدلاً من محرك التجارب والتعرض للعقوبة المقررة ازاء ذلك وهي تأخير مركز الانطلاق عشرة مواقع الى الخلف على أساس انه يمكن تعديل وضعيتهم خلال السباق. وقد سئل ميكايل شوماخر تحديداً عما إذا كان يفضل القيام بهذا الاجراء فأجاب بالنفي القاطع. وكان الاتحاد الدولي للسيارات قرر ان يستخدم المتسابقون محركاً واحداً خلال التجارب الحرة والرسمية والسباق أيضاً بدءاً من الموسم الحالي، وذلك في محاولة لرفع فرص المنافسة على اللقب للفرق غير القادرة على استخدام اكثر من محرك واحد في كل جولة من جولات البطولة. وبعيداً من المنافسات، لا تزال الأجواء المحمومة تخيم هنا في ملبورن، فبعد أن حضر أول من أمس 51600 متفرج الى الحلبة ارتفع العدد أمس الى 73900 يتفرج. وبلغ عدد الإعلاميين الذين حصلوا على بطاقات اعتماد حتى الآن 1243 اعلامياً ليس من بينهم عرب سوى العبد لله كاتب هذه السطور، والزميلة البحرينية شيرين بوشهري الصحافية بجريدة الأيام المحلية، والزميل الخبير جداً في شؤون سباقات فورمولا واحد الأردني فراس نمري، والزميل اللبناني جيرار سونال رئيس تحرير مجلة "سبور أوتو". ولفت الى ان السائقين الايطاليين هم الأكثر عدداً في بطولة هذا الموسم 4، ويأتي من بعدهم الألمان والبزايليون 3 لكل منهما ثم البريطانيون 2... وسائق واحد لكل من اسبانيا وكولومبيا واستراليا وفنلندا واليابان وفرنسا والنمسا والمجر. والطريف انه حين دخل شومي الكبير ومعه مارك ويبر الى قاعة المؤتمرات الصحافية في المركز الإعلامي، سألت نفسي: لماذا لم تضج القاعة بالتصفيق لحظة دخول البطل الألماني الأسطورة الذي قد تصل شهرته الى ما وصل اليه بيليه في عالم كرة القدم؟ لكنني تذكرت سريعاً أنني أحضر مؤتمراً صحافياً عالمياً يضم كوكبة من أبرز الإعلاميين الرياضيين، وليس مؤتمراً عربياً تلتهب فيه الأكف من حرارة التصفيق حين يدخل اليه لاعب عربي نصف أو ربع مشهور تقديراً له وعرفاناً... بماذا؟... لا أحد يدري طبعاً! لقد شكل هذا الموقف بالنسبة إليّ صدمة للحظة، لأنه أوضح مقدار النفاق الذي يكيله الإعلاميون الرياضيون العرب الى اشباه النجوم، في وقت يفتقد أشهرهم على مستوى العالم الى تصفيقة واحدة من صحافي عالمي مُنصف... أو ربما منافق!