سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرباط تعرض المساعدة وطرابلس قد تصبح "شريكا عسكريا قيما" في الحرب على الارهاب . واشنطن تسعى الى اقامة قواعد في شمال أفريقيا بعد تحول المنطقة مأوى لعناصر "القاعدة"
أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى الحصول على نافذة في شمال أفريقيا عبر إنشاء قواعد عسكرية صغيرة من المغرب إلى مالي، ورفع مستوى المراقبة الجوية والبحرية في المنطقة، استناداً إلى أدلة عن تحول المنطقة الشمالية من القارة السمراء إلى مأوى لتنظيم "القاعدة" وغيره من المنظمات. وقال القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في أوروبا الجنرال جيم جونز أن المغرب عرض على واشنطن استخدام قواعده العسكرية للتدريب، مشيراً إلى أن القوات الأميركية تتدرب أصلاً في تونس. وأعرب عن تفاؤله بأن ليبيا "على الطريق لتصبح شريكا عسكريا قيما لأميركا في الحرب على الارهاب". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن جونز قوله ان قرار ليبيا التخلي عن برامج الاسلحة غير التقليدية قد يحول البلد التي قصفتها اميركا في العام 1986 الى حليف لواشنطن. واضاف: "مع افتراض ان هذا التحول جدي ودائم، فإن ليبيا قد تصبح بالتأكيد لاعبا مهما، خصوصا لجهة وضعها الجغرافي الاستراتيجي. وفي النهاية ستكون لها علاقات معنا مثل علاقاتنا مع الدول الاخرى". وكانت ليبيا قبل وصول القذافي الى السلطة مقرا لقاذفات القيادة الاسترايجية لسلاح الجو الاميركي. وقال جونز أن مشروع البنتاغون لا يزال في "مرحلة جنينية" من البحث عن مدخل لقواته إلى الكاميرون وموريتانيا. وقال جونز في حديث إلى المراسلين العسكريين أن عناصر القوات الخاصة العاشرة في الجيش الأميركي تولوا تدريب القوات الأميركية في مالي وموريتانيا قرب الصحراء، فيما يتدرب رجال المارينز في النيجروتشاد. ولفت إلى أن لا خطط لدى البنتاغون لإنشاء قواعد عسكرية في أفريقيا. وإنما تفكر القيادة الأميركية في أوروبا التي تشرف على العمليات في أفريقيا بإجراء عمليات مناوبة مستمرة للقوات العسكرية الأميركية في مخيمات ومطارات صيانة. ويمكن لطاقم هيكلي من القوات الأميركية التمركز في هكذا مخيمات في قاعدة أكثر ثباتاً بحسب تأكيده. وقال: "نحتاج إلى الدخول الآن وبسرعة" في إشارة إلى أن رجال "القاعدة" الذين طردوا من أفغانستان والشرق الأوسط نظموا أنفسهم في أفريقيا. وأضاف: "المساحات الكبيرة الخارجة عن سيطرة الحكومات في أفريقيا مغرية جداً. ونحن نرى إشارات عن تحركهم في ذلك الاتجاه". واعتبر أن تورط عدد من الشمال أفريقيين في تفجيرات 11 آذار مارس في مدريد "يظهر ضرورة أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجدّ". وأشار الى أن المراقبة الأميركية للأجواء الشمال أفريقية مكنت البنتاغون من رصد "تحركات مقاتلين إسلاميين يعتقد أنهم على صلة بالقاعدة وشكلوا تهديداً للحكومة الجزائرية". ولفت إلى أن "هؤلاء المقاتلين يتمركزون في تشاد وتعرضوا لهزيمة عسكرية عندما هاجمهم الجيش التشادي قبل أسبوعين وقتل منهم 43 مقاتلاً". والتقى مسؤولون من الحلف الأطلسي قادة عسكريين أفارقة الأسبوع الماضي في بروكسيل في إطار المساعي للتنسيق مع الدول الأفريقية في شكل أعمق في مكافحة الارهاب.