وصل وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الى واشنطن مساء امس لعرض تفاصيل خطة "فك الارتباط" الاسرائيلية على المسؤولين الاميركيين في اطار "اسبوع الحجيج" الاسرائيلي الى العاصمة الاميركية للحصول على موافقة اميركية على الخطة وتحصيل "الثمن" والتمهيد لزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى البيت الابيض نهاية الشهر الجاري. وتأتي زيارة شالوم في وقت وضع الجيش الاسرائيلي جدولا زمنيا لتنفيذ خطة الانسحاب بحلول ايلول سبتمبر عام 2005. نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤول عسكري اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان تنفيذ خطة "فك الارتباط" يستغرق سنة ونصف السنة. واشارت الى ان كبار العسكريين الاسرائيليين قدروا خلال المداولات التي اجراها رئيس الوزراء ارييل شارون مع رؤساء الاجهزة الامنية المختلفة ان عملية التنفيذ تستغرق وقتا طويلا، لافتين الى الوقت الذي ستستهلكه اجراءات الحصول على موافقة الكنيست والحكومة الاسرائيلية، خصوصا في ظل معارضة عدد من وزراء حزب ليكود واليمين المتشدد للخطة التي اعتمدها شارون وتقضي بانسحاب اسرائيلي "جزئي" من قطاع غزة في المرحلة الاولى. غير ان وزير التجارة والصناعة ايهود اولمرت الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء، قال في مقابلة اذاعية امس انه بمقدور الجيش ان ينفذ عملية الانسحاب في وقت اقصر بكثير. وحض شارون على اتخاذ موقف "حازم واكثر وضوحا" لتطبيق الخطة "لاقناع وزرائه المعارضين بجدية خطته وجدواها". انسحاب من 4 مستوطنات في الضفة؟ في غضون ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية ان احد الاحتمالات المطروحة اسرائيليا هو ان يقوم الجيش الاسرائيلي باخلاء اربع مستوطنات معزولة وصغيرة جدا في الضفة الغربية "قبل الانسحاب من القطاع وقبل الانتخابات الاميركية"، مشيرة الى ان الانسحاب المحدود جدا من الضفة يعتبر أقل اشكالية وتعقيدا من الانسحاب من قطاع غزة. وأبدت مصادر في وزارة الخارجية الاسرائيلية معارضتها لتفاصيل الخطة التي اعتمدها شارون في اجتماع اول من امس مع العشرات من كبار الضباط في الاجهزة العسكرية الاسرائيلية المختلفة. ونقل عن مصادر في وزارة الخارجية قولها ان نتيجة هذه الخطة "ستكون ان نخرج من القطاع ولا نحصل شيئا من هذا. سنواجه معارضة وانتقادات من اوروبا والولايات المتحدة بأننا تركنا الفلسطينيين في سجن والوضع الانساني سيتدهور وستتصاعد الفوضى والعنف". واوضحت المصادر ان شارون أذعن لموقف قادة اجهزته الامنية وتراجع عن تنفيذ "انسحاب موسع" من الضفة الغربية كان تحدث عنه في السابق ويشمل 17 مستوطنة. عرفات يرفض انسحابا مقتصرا على غزة فلسطينيا، المح الرئيس ياسر عرفات الى رفض السلطة الفلسطينية انسحابا اسرائيليا مقتصرا على قطاع غزة. وقال للصحافيين امام مقره في مدينة رام الله: "اذكركم انه في اتفاقات اوسلو رفضت ان تكون غزة فقط واصررت على غزة وأريحا اولا وانا رسمت بنفسي منطقة أريحا". وقال انه "سيلقي خطابا مهما جدا" خلال مؤتمر القمة العربية المنعقد في تونس اواخر الشهر الجاري، مشيرا الى ان لديه "الكثير من الاقتراحات المهمة بالنسبة الى الوضعين الفلسطيني والعربي ايضا". أما رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أبو علاء، فدعا شارون الى تنفيذ خطة الانفصال والانسحاب من قطاع غزة "من دون التسبب في المزيد من الدمار". وقال للصحافيين في مقر اقامته في ابو ديس: "نحن نريد اسرائيل ان تنسحب. لا نريدهم الجنود ان يطوقوا القطاع والاستمرار في عمليات القتل وتدمير البنى التحتية".