بعد محاكمة استمرت ثمانية اعوام، أنزل كبير القضاة في المحكمة العليا اليابانية شوجي أوغاوا عقوبة الإعدام شنقاً، بحق شوكو أساهارا 48 عاماً زعيم فرقة "أوم شينري كيو" الحقيقة المطلقة الانتحارية المحظورة، لإدانته بجرائم إرهابية صنّفت "خطرة جداً"، من بينها اعتداءان بغاز السارين القاتل، احدهما في قطار انفاق طوكيو قبل ثمانية اعوام. وجاء الحكم بعد 256 جلسة جرى خلالها الاستماع إلى160 شاهداً وتغيير فريق الدفاع ثلاث مرات. واتهم أساهارا، واسمه الحقيقي شيزوو ماتسوموتو، بارتكاب 13 جريمة أسفرت عن مقتل 27 شخصاً وإصابة الآلاف. ومن ابرز الجرائم التي دين بها، هجوم بغاز الاعصاب السارين شنه اتباعه على مترو طوكيو في آذار مارس 1995، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الفور وتسمّم أكثر من خمسة آلاف آخرين. ورفض أساهارا طوال فترة محاكمته، الإدلاء بشهادته أمام المحكمة، متفوهاً بكلمات مبهمة ومردداً أناشيد روحية وهو مغمض العينين. ويمكنه طلب استئناف الحكم خلال 14 يوماً. واتخذت السلطات اليابانية تدابير أمنية مشددة قبل يومين على صدور الحكم، بهدف تجنّب ردود فعل أتباعه، خصوصاً أن المحكمة العليا سبق أن حكمت اخيراً بالإعدام على 11 شخصية بارزة أخرى في الفرقة. وقامت وكالة الاستخبارات اليابانية والأمن العام الأسبوع الماضي، بدهم 11 تجمعاً لأتباع فرقة "أوم" في مختلف انحاء البلاد، وبلغ عدد عمليات الدهم منذ عام 1995حوالى 71 عملية على فترات زمنية متباعدة. ويذكر أنه عند وقوع الاعتداء على مترو طوكيو كانت "أوم" تضم عشرة آلاف عضو وتدير أربعة فروع خارج اليابان، خصوصاً في موسكو ونيويورك. وامتلكت الفرقة المتخصصة بالعمليات الانتحارية على طراز الكاميكاز في الحرب العالمية الثانية، مصنعاً كيماوياً في كاميكويشيكي قرب جبل فوجي، يجرى فيه إنتاج كميات من السارين الذي ابتكره النازيون. وكان أساهارا يستخدم المصنع مقراً له قبل ان تدهمه الشرطة اليابانية هناك وتعتقله في أيار مايو 1995.